مع أزمة بنيوية كالتي تعصف بلبنان، لم يعد ينفع الترقيع ولا التعمية على الحقائق. المطلوب حلول جذرية تنهي أزمة عنوانها الأساسي انهيار سعر صرف الليرة. تلك خلقت أزمات متلاحقة، لكن استيراد المواد الأساسية، ولا سيما المحروقات والقمح والدواء، إضافة إلى المواد الغذائية الأساسية، كان أول تجلياتها. كي لا ينهار المجتمع تحت وطأة الارتفاعات الجنونية للأسعار، كان الحل في تأمين مصرف لبنان للاعتمادات بالسعر الرسمي للدولار، بالنسبة إلى القمح والمحروقات والدواء، ولاحقاً بسعر المنصّة الإلكترونية بالنسبة إلى مواد أخرى. تلك الآلية لم تنتظم يوماً، بالرغم من أن أول التعاميم صدر في الأول من تشرين الأول. فتح الاعتمادات للمستوردين كان يتأخر باستمرار. آلية غير واضحة ينفذها مصرف لبنان، تترافق مع طمع لا محدود للتجار، أسفرت عن انقطاع متكرّر للمحروقات المشغّلة لمعامل الكهرباء، وانقطاع متكرر لمادتي المازوت والبنزين المخصصتين للمستهلكين.