الأخبار
الرئيسية / محليات / صيدا أحيت عيد الاضحى وسط إجراءات وقائية وسوسان أم المصلين في مسجد بهاء الدين الحريري

صيدا أحيت عيد الاضحى وسط إجراءات وقائية وسوسان أم المصلين في مسجد بهاء الدين الحريري

مجلة وفاء wafaamagazine

أحيت مدينة صيدا، عيد الاضحى وسط غياب مظاهر الاحتفالات واقتصرت على اداء الصلاة وسط اجراءات وقائية في المساجد اتخذتها عناصر اللجان من قياس حرارة المصلين والتشدد بالتزام الاجراءات الوقائية بوضع الكمامة، التباعد الاجتماعي واحضار سجادة الصلاة وعدم المصافحة والوضوء في المنزل، فيما اعتذرت القوى السياسية عن عدم تقبل التهاني بالعيد.

سوسان

وأم مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، المصلين في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا وألقى خطبة أكد فيها أن “العدل هو أساس انتظام الحياة، وهو حق لكل إنسان من أي دين او جنس او لون”، معتبرا أن تحقيق العدالة في المجتمع ليس بالموضوع السهل، وخصوصا في ظل انتشار الفساد، الذي يعد غياب العدالة هو أحد أسبابه، وهو أحد نتائجه، فتحقيق العدالة يكون بوجود الشرفاء في المجتمع الذين يتولون أمور الدولة وأجهزتها، ويستلمون التحكيم بين الناس فيما يبدر بينهم من خصومات، ومشاجرات عن طريق إنشاء إدارة جهاز قضائي قوي ومستقل، يستطيع إقامة موازين العدل في القضايا والمخاصمات التي تحدث بين الناس. وكذلك عن طريق إحساس الناس بأنهم جميعا متساوون بالحقوق والواجبات، لا تمييز بينهم على أساس طائفي أو ديني أو مذهبي أو مناطقي أو على أساس أوضاعهم الاجتماعية أو أشكالهم أو غيرها من أشكال التمييز التي تسبب حالة احتقان في المجتمع يصعب التخلص منها على مر الازمان والعقود إلا بمجيء أناس مخلصين قادرين على تخطي هذه الأزمات بالعدل والعدالة”.

وقال: “إن عجز الطبقة السياسية في لبنان وتفاقم المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمالية والبيئية يؤدي كل يوم إلى معاناة الوطن والشعب بكل اطيافه، المواطنون الغاضبون يزداد يأسهم من القهر المزمن والظلم المستمر لأن الحكم والحكومة غير جادين في محاربة ومكافحة الفساد والمفسدين والغريب أن الفاسدين ومحترفي الفساد يتحدثون عن الطهارة والشرف والنزاهة ولديهم نظريات في الحديث عن الفساد والمفسدين والدعوة لمواجهته”.

وخاطب سوسان الزعماء والساسة، قائلا: “الشعب اللبناني يعاني بكل طوائفه من تدمير قيمة عملته الوطنية ومن الغلاء غير المحتمل ومن فقدان السلع الأساسية من طعام ووقود، وكهرباء، وفرص عمل، وبطالة مرعبة حتى بات الإفلاس والإنهيار والجوع يدق أبواب اللبنانيين ومافيا التلاعب بالدولار وشفطه من السوق بلا رقيب او حسيب وحالات الإنتحار تزداد يوما بعد يوم بسبب الفقر والبطالة والجوع واليأس من وطن لا بصيص أمل فيه لمستقبل زاهر”.

وأردف: “يطل عيد الاضحى المبارك هذا العام وبلدنا يعيش أصعب الظروف على كافة المستويات، يستقبل المواطن اللبناني العيد بحال من اليأس والاحباط وفقدان الثقة بالحكم ومن يحكمون، في ظل عجز رسمي وحكومي عن معالجة الازمات المختلفة والمتزامنة بتداعياتها الكارثية على الناس من وباء وابتلاء أصاب العالم كله ونال وينال لبنان نصيبه منه باعداد من الضحايا والمصابين تزداد يوما بعد يوم وعدم قدرة المعنيين على احتواء هذه الجائحة أو الحد من انتشارها، الى أزمة تفلت سعر صرف الدولار وما ينتج عنها من ارتفاع بأسعار السلع والحاجات الاساسية وشلل في الحركة الاقتصادية الى استمرار حجز أموال المودعين وجنى عمرهم في المصارف، الى فقدان أو نقص أو تقنين المقومات الحياتية من مازوت ووقود وكهرباء وغيرها ما يزيد من معاناة الناس في حياتهم اليومية ومعيشتهم ومصالحهم.الى استشراء الفساد الغذائي الذي بات يهدد سلامة المواطن وصحة أولاده، الى أعباء الاستشفاء والتعليم التي تضاعفت فوق كاهل المواطن، الى تزايد نسبة العاطلين عن العمل وما ينجم عن ذلك من تفشي الآفات الاجتماعية والجرائم والسرقات والمشاكل الاجتماعية والعائلية”.

وتابع: “كل ذلك والسلطة غارقة في الارباك والعجز عن إخراج البلاد والعباد من هذا النفق المظلم، وعن استعادة ثقة المجتمعين الدولي والعربي بلبنان كي يتمكنوا من مساعدته في أزماته، ولكن كيف لاحد أن يساعدنا إن لم نساعد أنفسنا، وكيف لنا أن نستعيد ثقة العالم بنا ونحن غير قادرين على إصلاح أنفسنا وإدارتنا وماليتنا واقتصادنا بما ينقذ بلدنا من الانهيار ويعيده الى شاطىء الامان. إننا وفي ظل ما يواجهه بلدنا من تحديات جسام ومخاطر كبرى نؤكد على ثوابت المدينة: إن العدو الوحيد للبنان هو العدو الاسرائيلي الذي يحتل جزءا من أرضنا ويستبيح أجواءنا ومياهنا، هذا العدو علينا أن نواجهه بتضامننا ووحدتنا وتكاتفنا. إن صيدا كانت وما زالت وستبقى مدينة الصمود والمقاومة بوجه الاحتلال التي تفتخر برجالاتها وشهدائها وان صيدا على عهدها وموقفها الثابت دائما في نبذ الفتن المذهبية والطائفية وفي التمسك بمشروع بناء الدولة وتقوية مؤسساتها، وفي التمسك بحق المدينة على دولتها في الخدمات الاساسية وإن صيدا تسأل أين أصبح تجهيز مستشفى صيدا الحكومي لتمكينه من القيام بواجباته كاملة في مواجهة وباء كورونا، ولماذا هذا التأخير في افتتاح المستشفى التركي للحروق”.

وختم سوسان: “نضم صوتنا الى أصوات الثائرين في المطالبة بحقوق المواطن في العيش الكريم وبوضع حد للفساد بكل أشكاله وبتحقيق العدالة الاجتماعية وتأمين فرص العمل للشباب والتقديمات الصحية والاجتماعية لرب العائلة الفقير والمحتاج. ونسأل الله تعالى ان يحفظ بلدنا الحبيب من كل الشرور والاخطار وأن يلهم المسؤولين لما في صلاح هذا البلد والخير لشعبه ونؤكد على أن صيدا مدينة النبل والوفاء، مدينة الشهامة والكرامة، ستبقى على ثوابتها الايمانية والوطنية متمسكة بهويتها العربية وفية لقضيتنا المركزية لفلسطين والفلسطينيين وللقدس والمسجد الأقصى وأكناف المسجد الأقصى ولكنيسة القيامة ولكل المقدسات”.

ثم زار سوسان ساحة الشهداء لقراءة الفاتحة عن روح شهداء الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، معتذرا عن عدم تقبل التهاني في دار الافتاء الاسلامية.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوكالة الوطنية