مجلة وفاء wafaamagazine
يستخدم الخل لأغراض طبية منذ آلاف السنين وكان ينظر إلى المكون النشط الموجود فيه على أنه غاية في الفعالية لدرجة أن أبُقراط “أبو الطب” كان يستعين بالخل (حوالي عام 420 قبل الميلاد) في علاج الجروح، وسبق أن استعان به الخبير الاستراتيجي العسكري حنبعل قرطاج، (حوالي 200 قبل الميلاد) في إذابة الصخور، كما استعانت به كليوباترا (عام 50 قبل الميلاد) في إسالة قطع اللآلئ.
وكان ينظر إلى الخل على أنه علاج لكل شيء تقريبًا بدءًا من الأمراض وحتى تعزيز المشاعر العاطفية، وقد استمر من وقتها كمصدر مهم يمكن الاعتماد عليه في تقديم العديد من الفوائد الصحية.
وهناك دراسات مستقلة تشير إلى أنه قد يساعد على ضبط مستويات السكر بالدم وكذلك كبح نسبة الدهون في الجسم، ويقال أيضًا إنه يساعد على حرق الدهون بطريقة أكثر فعالية كجزء من برامج خسارة الوزن.
وقال باحثون إن الخل يحتوي على حمض الاسيتيك، الذي يتكون عن طريق تخمير أي مصدر للكربوهيدرات من الحبوب إلى التفاح، كما يمنح الخل نكهة حامضة، وهو العنصر النشط الذي يمكن أن يعود على الصحة بالعديد من الفوائد.
ونوه الباحثون إلى أن هذا الحمض هو حمض دهني قصير السلسلة، ويتكون بشكل طبيعي في سوائل الجسم، وتنتجه البكتيريا الجيدة بالأمعاء.
وعند تناول أطعمة غنية بالألياف، تقوم القناة الهضمية بتخمير الألياف في القولون وتنتج حمض الخليك.
ويقال إن زيادة كمية الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة مثل حمض الخليك تلعب دورًا مهمًا في خفض نسبة الدهون بالجسم، كما قد تساعد تلك العملية في تعزيز وظائف الجسم التالية: تعزيز قدرة الجسم على التمثيل الغذائي، تحسين طريقة حرق الجسم للكربوهيدرات والدهون، تحسين صحة القولون وكبح الشهية الطبيعية.
ويواصل الباحثون إلى الآن جهودهم الرامية لاكتشاف المزيد عن جدوى الخل في تقليل نسبة الدهون بالجسم، لاسيما وأن هناك بالفعل عديد الدراسات الحالية التي تبين أن تناول الخل يساهم بالفعل في حرق وخفض نسبة الدهون المتراكمة في الجسم.
واتضح من تلك الدراسات أن حمض الاسيتيك ينظم عملية تمثيل الدهون غذائيًا في الجسم عبر زيادة معدل حرق الجسم للدهون والحد في الوقت نفسه من الدهون المخزنة.
وبينما تشير دراسات أخرى إلى أن الخل يحد أيضًا من نسبة الدهون التي تتراكم في منطقة الخصر ويحسن استجابة الجسم للسكر والإبقاء عليه بنسب صحية، لكن يجب معرفة أن هناك بعض الآثار الجانبية المحتمل أن تحدث من وراء شرب الخل المخفف، منها: القيء والغثيان، اضطراب المعدة، تهيج الحلق، تآكل طبقة المينا في الأسنان، خفض مستويات البوتاسيوم، التداخل مع بعض أنواع الأدوية (الأنسولين، مميعات الدم ومدرات البول) والأضرار التي تلحق بالمريء عند تناوله مباشرة.
فوشيا