الأخبار
الرئيسية / سياسة / بيروت: ساحة معارك… ومن افتعل العنف «ليس مـن الثورة»

بيروت: ساحة معارك… ومن افتعل العنف «ليس مـن الثورة»

مجلة وفاء wafaamagazine

نمّت السلطة شعور الكراهية ضدّ نفسها مرّةً أخرى، فصحيحٌ أنّ انفجار المرفأ ولّد موجة غضب لا مثيل لها، إلّا أنّه ومع كلّ فرصة لسماع صرخة المواطنين، تختار السلطة هدر هذه الفرصة وقمع الشارع بطريقةٍ أو بأخرى. بعد «سبت تعليق المشانق» كما أطلقت عليه مجموعات الثورة، وبعد أحدٍ مماثل للسبت في المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، تعمّقت الفجوة في الثقة بالدولة، ويمكن أن يكون الطريق الوحيد أمامها هو الإستقالة وصولاً إلى الإنتخابات النيابية المبكّرة، لعلّ الشعب يتمكّن من التغيير.
تجدّدت أمس الإشتباكات التي حصلت بين المتظاهرين والقوى الأمنية أمس الأوّل، فاستمرّ الغضب الشعبي العارم، حيث نجح المتظاهرون في نزع أحد الأسوار الحديدية التي تحمي مجلس النواب، وقاموا برمي المفرقعات عليها. واستمرّت عمليات الكرّ والفرّ بين الطرفين، في ظلّ إطلاق القوى الأمنية القنابل المسيّلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.

إلى ذلك، وفيما أوضحت قيادة الجيش أنّ عناصرها لم تطلق أي نوع من الرصاص الحيّ على المتظاهرين، تردّدت معلومات أنّ عناصر من شرطة المجلس هي من قامت بذلك. وبعد ساعات من المواجهات، تمكّنت عناصر القوى الأمنية من إبعاد المتظاهرين عن مداخل المجلس بواسطة القنابل المسيّلة للدموع.



وكانت لافتة تغريدة وزير الصحة السابق محمد جواد خليفة عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «للعلم فقط، الرصاص المطاطي يمكن أن يقتل او يسبب بعطل دائم، واذا لزم الأمر يُستعمل على الأرجل فقط». وحذّر من مخاطر الرصاص المطاطي مشيراً إلى أنّه «أمس (أمس الأوّل – السبت) في إحدى المستشفيات 7 عيون (Open surgical eyes) – عمليات جراحية للعيون – وطحال في البطن مفجور».

«سبت تعليق المشانق»

كان موعد التجمّع تحت عنوان «سبت تعليق المشانق» الساعة الخامسة بعد ظهر يوم السبت، إلّا أنّ المواجهات بين «المتظاهرين» والقوى الأمنية بدأت من الساعة الثالثة والنصف تقريباً في محيط مجلس النواب، في محاولة لاقتحامه. في المقابل، كانت القوى الأمنية في المرصاد، فحصل رشق بالحجارة قابلته القنابل المسيلة للدموع، ما أدّى إلى خوف عدد من المتظاهرين الذين تواجدوا في ساحة الشهداء، فعمد كثيرون من بينهم إلى مغادرة المكان فوراً.

الى ذلك، أوضحت الدكتورة منى فياض، الاستاذة في علم النفس في الجامعة اللبنانية، وهي أحد الوجوه الثورية، في حديثٍ لـ«الجمهورية»، «ان هناك من افتعل أعمال العنف في محيط مجلس النواب باكراً لتخويف الناس وردعهم عن النزول إلى الساحة، لذا، فإنّ هؤلاء مشكوك بأمرهم، وهم ليسوا من المتظاهرين، ليسوا من الثورة، بل كان هدفهم «تعكير الأجواء»، ونجحوا في القيام بذلك. وبسبب الغضب العارم لدى الشعب ايضاً، انجرّ عدد من الشبان المتظاهرين خلفهم».



وأكّدت فيّاض، أنّ «الناس لم ينزلوا إلى ساحة الشهداء من أجل اقتحام البرلمان أبداً إنّما من أجل المطالبة بكثير من الحقوق التي يفتقدونها».

وشهدت التظاهرات أمس الأوّل مواجهات دامية بين القوى الأمنية والمتظاهرين، الذين أضرموا النار في باحة فندق «لو غراي» في وسط المدينة، حيث استشهد الرقيب أوّل في قوى الأمن الداخلي توفيق الدويهي.

وكان لافتاً خطة الاقتحام التي نفذها المتظاهرون، فمنهم من قام باقتحام وزارة الخارجية، ومنهم من دخل وزارة البيئة والاقتصاد والطاقة. كما نالت جمعية المصارف حصتها من عملية الاقتحام، في وقت، كان عدد آخر من المتظاهرين ينفّذ ضغطاً بكل الوسائل قرب فندق «لو غراي» في محاولة لاقتحام مجلس النواب.

عدد المتظاهرين المشاركين في الإحتجاجات كان ضخماً، ساحة الشهداء، فضلاً عن شوارع الجمّيزة ومار مخايل التي لجأ إليها كثيرون بعد الأحداث في ساحة الشهداء، امتلأت بالشباب والشابات والشيوخ والأطفال، كلهم كانوا هناك، في تعبير واضح لتسجيل موقف حاد ضدّ السلطة. وعلى الرغم من إلقاء عناصر القوى الأمنية القنابل المسيّلة للدموع، لوحظ، وللمرة الأولى، عدم وجود خوف لدى المواطنين الذين أصرّوا على البقاء في اماكنهم، في محاولة لتحدّي السلطة.

ورجّحت فياض أن يرتفع عدد المشاركين في تحرّكات الثورة لاحقاً، مشيرةً إلى أنّ «الـ300 ألف شخص الذين هُدّمت بيوتهم يشكّلون شريحة كبيرة أيضاً فهل سيسكتون عن حقّهم؟ ربّما في الوقت الحاضر ينشغلون بإيواء أنفسهم، إلّا أنّ نصفهم على الأقل سيتحلّى بالشجاعة وسينضمّ إلى الثورة».

ووجّهت فيّاض أخيراً خلال حديثٍ لـ«الجمهورية»، نداءً إلى الشعب اللبناني قائلةً: «إنّها لحظات مفصلية في لبنان، وعلينا أنّ نطلب حماية حقيقية من الدول الغربية، لأنّنا أصبحنا أشخاص مهدّدين بالموت». ودعت الناس إلى النزول على الرغم من كلّ شيء «لتحموا أنفسكم ولتحموا حقوقكم في الحياة ولتطالبوا بتغيير النظام، ولتطالبوا بإشراف دولي على تطبيق القرارات الدولية وعلى نزع كلّ السلاح المكدّس أينما وجد في لبنان».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجمهورية