مجلة وفاء wafaamagazine
اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان شعب لبنان يمر في محنة قاسية، بدات اقتصادية ومالية ومعيشية، وتفاقمت مع كورونا الذي لم يتوقف ثم بلغت ذروتها بإنفجار مرفأ بيروت، وعبر الشعب عن وجعه بثورة محقة، ونحن باركناها في تشرين الماضي، وفي الوقت عينه ادنا المخربين في صفوفها واسفنا لتصادمها مع الجيش والقوى الامنية، كما تم استعمال سلاح جارح بخلاف القوانين، ودعا الجيش والقوى الامنية لحماية الشباب الثائر، لانه حين يثور شعب لا يعود الى بيته بعد تسوية بل بعد حل، وكل مشروع تسوية على حساب لبنان مرفوض، وهذا ما فعلته البطريركية في كل مرة.
واكد في قداس الاحد، اننا لن نسمح ان يكون لبنان ورقة تسوية بين دول تريد ترميم العلاقات فيما بينها على حساب الشعب اللبناني، ونهيب بالسلطة ان تفسح المجال امام الطاقات اللبنانية لاستعادة لبنان شرعيته الوطنية وثقة العالم به، وكيف يمكن اعطاء اي حكومة الثقة لا تتبنى الخيارات الوطنية، هل يدرك المسؤولون والكتل النيابية والاحزاب خطورة حجب الثقة عنهم جميعا، ويجب البدء فورا بالتغيير مسرعين الى اجراء انتخابات نيابية مبكرة دون التلهي بسن قانون انتخابي جديد وتشكيل حكومة جديد يحتاجها واقع لبنان اليوم، فالشعب يريد حكومة تنقض الماضي بفساده، والشعب يريد حكومة انقاذ لبنان لا انقاذ السلطة والطبقة السياسية، وحكومة منسجمة معه لا مع الخارج وملتقية فيما بين مكوناتها حول مشروع اصلاحي، والاصلاح الذي نفهمه ليس اداريا فقط بل اصلاح القرار الوطني بابعاده السياسية والوطنية والعسكرية، والشعب يريد الاقرار بالسلطة الشرعية كاساس للمشاركة فيها، ولا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية، اننا نريد مع الشعب حكومة للدولة اللبنانية لا حكومة للاحزاب والطوائف والدول الاجنبية.
واثنى البطريرك الراعي بالتقدير على الشبان والشابات الذين تطوعوا لمساعدة السكان المنكوبين وتنظيف الشوارع وتوزيع الحصص الغذائية، كما وجه كلمة شكر وامتنان للدول التي هبت من كل صوب لمساعدة اللبنانيين المتضررين بمختلف أنواع المساعدات، بالإضافة الى المبادرات اللبنانية من افراد محسنين ومؤسسات انسانية.