مجلة وفاء wafaamagazine
رغم كل الاتصالات التي قام بها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في واشنطن وفي بيروت، من أجل ترتيب لقاء له مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير دايفيد هيل، إلا أن الأخير، ووفقاً للمعلومات التي توافرت لـ”السياسة”، أبلغ كل الذين راجعوه بهذا الخصوص، أنه لن يلتقي باسيل، متذرعاً بجدول مواعيده المكثف في العاصمة اللبنانية، وهو ما فسر على أنه موقف أميركي سلبي من رئيس “العوني” الذي يتوقع أن يكون في عداد الشخصيات اللبنانية القريبة من “حزب الله” التي ستشملها عقوبات أميركية مرجحة في وقت قريب. وكشفت المعلومات أن الإدارة الأميركية تعتبر أن الحكم في لبنان، ومن ضمنه باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، والشخصية السياسية القوية في العهد، يتحمل مسؤولية أساسية في وصول البلد إلى ما وصل إليه، على صعيد تمدد الفساد في إدارات الدولة، وتجاهل مطلب الشعب بالإصلاح والمحاسبة، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية للغاية على حظوظ باسيل بالترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في الـ2022.
واعتبر هيل، أنه “لا يمكن العودة لعصر كان يحدث فيه أي شيء على حدود لبنان ومرافئه، كاشفاً أن “واشنطن قدمت منذ انفجار المرفأ مساعدات للبنان بقيمة 18 مليون دولار”.
وأكَّد هيل في بيان، أنه “سنتعاون مع الكونغرس الأميركي لتقديم 30 مليون دولار لتأمين احتياجات لبنان من القمح”، مشيراً إلى أن “المساعدات الأميركية للبنان ستقدم بإشراف برنامج الأغذية العالمي ومنظمات غير حكومية.
وأضاف: “انفجار بيروت ما هو إلا أحد أعراض أزمات أعمق عانى منها لبنان طويلا، وكل شخص في السلطة يتحمل جزءا من المسؤولية في انفجار بيروت، لبنان عاش عقودا من سوء الإدارة والفساد دون أي إجراءات إصلاحية، ويشهد تبعات إخفاق المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم”.
ورأى أن “مطلب التغيير الذي يرفعه الشعب لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا مما هو عليه، إنها لحظة الحقيقة بالنسبة للبنان وندعو القادة لتلبية مطالب الشعب المشروعة حيث يجب صياغة خطة ذات مصداقية يقبلها الشعب اللبناني من أجل حكم رشيد، ويجب وضع إصلاحات اقتصادية ومالية تضع حدا للفساد المستشري”.
وأعلن هيل أنه “لا يمكن تقديم دعم مالي للبنان دون إلتزام القادة بإحداث تغيير حقيقي، وفي حال إصلاح النظام بلبنان سنقدم مع حلفائنا دعما ماليا مستداما”.
في المقابل، قال النائب باسيل، في ما بدا أنه رد على كلام هيل: “بصراحة، نحن مطلوب منا أن نشارك بالحصار الخارجي والداخلي الذي يعمل عليه، ليس على مجموعة حزبية اسمها حزب الله بل على مكوّن لبناني بكامله، مشهد الـ 05 و 06 يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني لا يجوز أن نمشي به، ولو كلّفنا غالياً”.
وأضاف: “يلوحون لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة ليس لها أساس قانوني أو إثباتي، ولكن أنا شخصياً من دون تردّد مستعدّ أن أتحمل الثمن حتى لا يمس بوحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ إغراقه بالفوضى والفتنة”.
وشدد على “أننا ما منطعن لبناني ولا منغدره، ولا منمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل وما عملناها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبل، ولا منعملها اليوم، شو ما كانت الكلفة عليّي بتبقى قليلة مقابل شو ممكن تكون على الوطن”.
وتابع: “للأسف بلحظة وقوع الفاجعة الكبيرة، هجم على رئيس الجمهورية وعلينا سماسرة الإستغلال السياسي وأبواق الحقد الإعلامي ليصوّرونا أنّنا لسنا فقط مسؤولين أو مقصرين لا بل مجرمين مباشرين ومن بين مئة شخص بالسلسلة الادارية والأمنية والقضائية صوّبوا في الإعلام فقط في اتجاه واحد”.
من جانبه، قال النائب السابق مصطفى علوش، عبر “تويتر”: “حبيبي يا جبران راجع حوار عمك الاخير عن قضية اسرائيل وإمكان السلام معها قبل أن تتعنتر في الحديث عن المواجهة معها فلا تاريخك ولا تاريخ الرئيس يوحيان بان هذا الهم هو همك فقد تآمرت مع حزب الله لوعد بالسلطة وستتآمر مع اي كان يؤمن لك السلطة حتى وان كان الشيطان الأكبر راعي اسرائيل”.
وكتب النائب فريد هيكل الخازن على “تويتر”، رداً على باسيل: “بشرفكن شو الطريقة هالزلمة يسكت؟”.
السياسة