مجلة وفاء wafaamagazine
طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة، اللبنانيين والمقيمين والوافدين ب”اتخاذ الاحتياطات الضرورية للحد من تفشي جائحة الكورونا التي أدخلت وطننا في دائرة الخطر، ما يستدعي ان يمتثل الجميع الى الإجراءات والتدابير الصحية وخطة الطوارئ ليسهموا في دفع الوباء عن وطننا المنهك من تردي أوضاعه المعيشية والاقتصادية، وهو لا يزال يبلسم جراحه بفعل كارثة المرفأ الكبرى التي حلت بحجره وبشره على السواء. ونحن نشدد على ضرورة ان تفضي التحقيقات الى نتائج حاسمة لكشف المتسببين والمسؤولين ليكونوا عبرة لغيرهم”.
ودعا المؤمنين الى احياء مجالس ابي عبد الله “بما تستحقه من مكانة وأهمية وما تشكله في وجدان الامة من صحوة انسانية تصوب مسيرة الحق وتعيد احياء القيم الايمانية في نفوس المؤمنين بما يصلح الذات ويستنهض معاني الحق والاباء في مواجهة الظلم والانحراف. ويعز علينا ان تغيب المجالس العامة لإحياء هذه الذكرى العظيمة، بفعل جائحة الكورونا التي فرضت وسائل وإجراءات دقيقة ينبغي التزامها حفظا للأنفس وسلامة المجتمع، ونحن اذ نوجه عناية إخواننا قراء العزاء وخطباء المنبر الحسيني الى ضرورة تحويل المنابر الحسينية الى مدرسة للوحدة والتعاون على البر نتعلم من دروسها الاصلاح ليكون وسيلة لاحقاق الحق وازهاق الباطل، وقد علمتنا عاشوراء ان صلاح الامة يتحقق بالعودة الى كتاب الله الذي امرنا بتوحيد الله وتوحيد كلمة الامة على الخير والصلاح من خلال منظومة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتكون امتنا خير امة اخرجت للناس، لذلك فان استمرار عاشوراء في نفوسنا بما تمثله من ثورة على الظلم والفساد والاهواء المضلة ضرورة انسانية لصلاح المجتمعات والاوطان وسبيل يوصل الى الفلاح ويحقق عزة وكرامة الانسان والامة على السواء”.
وتابع العلامة الخطيب:” ومن روحية عاشوراء نتعاطى مع قضايانا الوطنية والإسلامية لنؤكد ان الإصلاحات مطلب وطني للدخول الى رحاب الدولة العادلة التي يحكمها القانون والمؤسسات، فما شهدناه من أزمات داخلية كان اخرها كارثة المرفأ كان منشؤها غياب النهج الإصلاحي ليحل مكانه منطق الفساد والمحسوبيات والهدر والرشى، ومما زاد من تفاقم معاناتنا الضغوط والاملاءات الاستعمارية المتماهية مع التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة. من هنا فإننا نطالب السياسيين بالإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية جامعة وقادرة على انجاز الإصلاحات المطلوبة التي تخرج الدولة من الفشل الى النجاح لينعم المواطنون بدولة عادلة تحسن إدارة شؤون مواطنيها وتوفر لهم مقومات العيش الكريم الذي يحفظ كرامتهم ويرسخ الثقة بدولتهم ويحقق تطلعاتهم وامالهم”.
وختم الخطيب:”من مدرسة كربلاء، ندعو قادة العالم العربي والإسلامي الى التمسك بالحق العربي في فلسطين وعدم التنازل عن أي ذرة تراب من ارضها واي ارض محتلة، فالحسين علمنا ان ننتصر للحق ولا نستوحش في طريق الحق ولو قل سالكوه، فالكيان الصهيوني كان ولا يزال بؤرة الشر والباطل القائم على اغتصاب الأرض. وهو كيان عنصري لا يجوز باي شكل من الاشكال التطبيع معه، واضفاء الصفة الشرعية عليه، ونحن نعتبر أي اتفاق او تطبيع مع الكيان الصهيوني عملا باطلا ومحرما شرعا وقانونا، وندعو الشعوب العربية والإسلامية الى دعم الشعب الفلسطيني في جهاده ونضاله لتحرير ارضه وإنقاذ مقدساته، وليعلم العالم اجمع ان الحق لا يسقط مع مرور الزمن طالما ان وراءه مقاومون ابطال لا تأخذهم في الله لومة لائم”.