مجلة وفاء wafaamagazine
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متابعته الحثيثة لعملية مسح الأضرار الناجمة من انفجار مرفأ بيروت، للتثبت من شفافيتها وشمولها كل المناطق المتضررة، وذلك بهدف تحديد حجم الأضرار بدقة، تمهيدا لتعويض المتضررين وبدء عملية الترميم.
ودعا المتضررين الى “التمسك بأرضهم ومنازلهم وبهوية مدينتهم بيروت”، مشيرا الى ان عملية تعويض المتضررين ستكون “سريعة وفعالة ومنصفة”.
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نواب “تكتل لبنان القوي” من بيروت وجبل لبنان، ضم النواب: نقولا صحناوي، سيزار ابي خليل، انطوان بانو، ادغار طرابلسي، هاكوب ترزيان، حكمت ديب والكسندر ماطوسيان، أطلعوا رئيس الجمهورية على ما يقومون به لرعاية شؤون المتضررين من انفجار المرفأ في بيروت والضواحي، والخطوات التي ينوون القيام بها. كما قدموا مطالب بالحاجات الملحة للمتضررين.
صحناوي
وبعد اللقاء، تحدث صحناوي الى الصحافيين، فقال: “لقد شكل تكتل لبنان القوي لجنة لمتابعة كارثة مرفأ بيروت، مكونة من نواب العاصمة الموجودين في التكتل، ونائبين من جبل لبنان بصفتهما عضوين في لجنة الأشغال العامة في المجلس النيابي. وقمنا بزيارة فخامة الرئيس لكي نوصل من خلاله مطالبنا الى الدولة اللبنانية، وللتشاور معه بخصوص الخطوات التي ننوي القيام بها في الأيام المقبلة”.
أضاف: “نطلب من الدولة اللبنانية إجراء تحقيق شفاف وشجاع يكشف المسؤوليات كافة، وليس تحقيقا مفصلا وغب الطلب يستثني أمنيين وقضاة ووزراء، على ان يقوده فريق من القضاة ليس لهم أي علاقة بالمسار الإداري الذي أوصل الى الانفجار. وبعد تبيان المسؤوليات، فإننا نطالب بإنزال أشد العقوبات بالمذنبين مهما علا شأنهم”.
وتابع: “نطالب ايضا بإعادة إعمار كل بيروت حتى آخر منزل متضرر، وإعادتها الى ما كانت عليه، لأن لمدينتنا هوية تراثية وثقافية واجتماعية، ومن حق أهالي بيروت ان يستعيدوا مدينتهم كما كانت قبل هذه الفاجعة. ونطالب كذلك بإعادة سكان بيروت الى بيوتهم لكي نحافظ على النسيج الاجتماعي للعاصمة، وبتعويض جميع المتضررين، بمنازلهم ومحالهم التجارية والمستشفيات والمدارس والجامعات. ولا بد ان نستذكر هنا الكوارث التي حلت بلبنان في السنوات الماضية، حيث حصل تضامن جميع اللبنانيين حول المتضررين منها، والتعويض عليهم بكل أنحاء لبنان. واليوم، فإن الاقضية والمناطق كافة مدعوة الى التضامن مع اهل بيروت، وعلى الدولة ان تعوض عليهم خساراتهم المادية كاملة، وللأسف فإن الخسائر البشرية لا تعوض. نطالب كذلك بمنع أي تغيير بهوية المنطقة المنكوبة ومنع استغلال ضعف المالكين من قبل مستثمرين يأتون لإغرائهم ببعض المال. ونحن لن نسمح بحصول ذلك مهما كلف الأمر، وسنتخذ سلسلة إجراءات من تقديم مشاريع قوانين وجولات على المسؤولين وغير ذلك، على ان نعلن عنها يوم الاثنين المقبل خلال مؤتمر صحافي في قلب بيروت من أجل تحقيق هذه المطالب”.
وردا على سؤال حول شعور أهالي بيروت ان الدولة تأخرت في ملاقاتهم بالمواساة وتخمين الأضرار للتعويض عنهم، أجاب: “هناك لجنة لإدارة الكوارث تشكلت من قبل رئاسة الحكومة، وكانت تعقد اجتماعات دورية لها لتنظيم عملها. ومن الواضح انها لم تتمكن كفاية من ذلك، كي يكون انتشارها سريعا وفعالا اذا ما وقعت أي كارثة. نحن نعرف ان الدولة فاشلة في جوانب عدة، وهذا أمر يعرفه جميع اللبنانيين، لكن ما من دولة في العالم تكون حاضرة بالسرعة والفاعلية اللازمتين، متى وقعت فيها أي كارثة، إضافة الى ان أي كارثة لا تشبه ما سبقتها. وأرقى دول العالم تعاني من بعض التخبط عند حلول الكوارث، لجهة الانتشار. لكن هذا الأمر لا يمنع من ان الدولة عندنا اتخذت سلسلة من الإجراءات قيد التنفيذ منذ حصل الانفجار، واليوم تتم عمليات استقبال المساعدات ومسح الاضرار، كما جرى مسح للأبنية الصالحة للسكن وغير الصالحة منها لذلك، وقد انتهى هذا المسح الذي جرى كتقدمة من قبل الاستشاريين الذين توزعوا على الاحياء المختلفة لهذه الغاية. واليوم بدأت المرحلة الثانية التي تقوم على مسح الاضرار وتخمين الكلفة في الشقق السكنية، وصولا الى مرحلة التعويض. ونحن سنعلن يوم الاثنين خطوات عملانية نأمل ان تسد الفجوة بين الحاجة الموجودة على الأرض ووجع الناس والإجراءات المطلوبة للحلول”.
وسئل عن الإجراءات العملية التي ينوي النواب القيام بها، فأجاب: “ليس للنائب أي سلطة تنفيذية، والناس يخلطون بين النواب والحكومة التي هي السلطة التنفيذية، حيث انه باستطاعة الوزير ان يرسل فرقا ويوقع على تحرير الأموال، بينما النواب يقومون بالتشريع. اما على الصعيد الشخصي، فلدى كل نائب جمعيات أو أفراد من المجتمع المدني يلتفون حوله ويعاونونه، وشعبنا يضج بالحيوية. من جهتنا نحن لا نهوى الدعاية، لكننا منذ اليوم الأول للكارثة الى اليوم لا نعرف طعم النوم، وفرقنا على الأرض 24/24، وهي من مئات المتطوعين الذين يقومن بعمليات إزالة الركام وتأمين المنازل وغير ذلك من عمليات الإغاثة. وهذا يتطلب طاقة تفوق بنحو ألف مرة طاقاتنا، لكننا نقوم على قدر استطاعتنا بعمليات الإحصاء الضرورية واستقبال المساعدات والتنفيذ على الأرض. ونحن بحاجة الى بعض الوقت للوصول الى الخواتيم المرجوة. ونحن جميعنا مستنفرون كنواب بيروت، وكل واحد منا على الأرض مع الفرق التابعة له لإغاثة السكان، وإن كان ذلك ليس على قدر ما نحب وبقدر ما يجب”.