مجلة وفاء wafaamagazine
حسين عز الدين
كان عابرا للطوائف والحواجز السياسية خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وخاصة في مقاربته للملف الداخلي المترنح على ازمة اقتصادية من جهة وتوتر على الحدود مع فلسطين المحتلة من جهة اخرى لا سيما الارتباك الذي يعيشه الاحتلال الاسرائيلي المتسمر خلف ربوتاته واصنامه بانتظار رد المقاومة المنتظر ودائما على توقيت ساعة المقاومة باختيار الزمان والهدف الذي يحقق انتظام قواعد الاشتباك وترسيخ معادلة الردع القائمة على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم.
من هنا ترى المصادر المتابعة ان كلام السيد نصرالله في مختلف المواضيع السياسية الاقليمية والدولية كان واضحا لجهة ثوابت الموقف لكن اهم ما تحدث به في الملف اللبناني، وخاصة استعداد حزب الله وكما العادة في التعاون في موضوع الحكومة الى ابعد الحدود التي من شانها ابقاء لبنان بعيدا عن التوترات السياسية والحفاظ على سلمه الاهلي
وتشير المصادر ان حديث نصرالله يوحي بأنه مستعد للدخول في البازار السياسي والتفاوضي اذ فتح الباب امام امرين، الاول العقد السياسي الجديد الذي دعى اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اما الامر الثاني فهو الحديث عن الذهاب الى استفتاء شعبي لمعرفة مطالب الشعب.
وقالت المصادر ان السيد نصرالله طرح هذين الامرين في مقاربة موضوعية وصريحة للقول انه مستعد للتفاوض والنقاش الهادئ حول استفتاء شعبي وعقد سياسي اذا كان من شان ذلك اخراج لبنان من عقم المرحلة السياسية التي بنيت عليها الدولة منذ نشأة لبنان الكبير.
الى ذلك، اعتبرت المصادر ان حديث الامين العام لحزب الله نصرالله جاء ايضاً بـ”نفس تصعيدي”،
كونه حاول البدء بما يمكن تسميته الهجمة المرتدة اعلامياً اذ حاول تفريغ كل الاتهامات المزعومة والمفبركة والمعدة سلفا المرتبطة في مسألة انفجار مرفأ بيروت، من خلال دعوته الجيش اللبناني الى الاعلان عن نتائج التحقيقات التقنية لوقف مروحة التكاذب المدفوع الاجر والكلفة لمن سخروا انفسهم لخدمة اعداء لبنان والمقاومة
باختصار ان معالم المرحلة القادمة حددها سماحة الامين العام لحزب الله فاتحا الطريق امام الجميع لملاقاته حول حماية البلد ومنعه من الانهيار بفعل الارتهان والتبعية للغرب وعلى راسهم الولايات المتحدة الامريكية التي لم تألوا جهدا الا وعملت على عرقلة قيام الدولة ووحدة ابنائه.