مجلة وفاء wafaamagazine
عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا صحافيا، مساء امس في قصر الصنوبر، في حضور الوفد المرافق وحشد من وسائل الإعلام الفرنسية والعربية واللبنانية، تحدث فيه بأسهاب عن نتائج زيارته إلى لبنان والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين. وأعلن ضرورة تشكيل حكومة خبراء تنفذ خارطة طريق الإصلاحات في غضون اسابيع قليلة.
وقال ماكرون: “أنا مسرور بالعودة اليكم، وهذا هو التعهد الذي اتخذته في زيارتي الاخيره، العودة، العودة بالنسبة لهذا التاريخ وبالنسبة لهذه الذكرى المئوية الرمزية، وايضا لمتابعة ما أطلقناه هنا في السادس من آب بعد يومين تماما من وقوع الانفجار المأساوي الذي ضرب بيروت في قلبها وشعبها وكل لبنان”.
اضاف: “بادىء ذي بدء، لا بد من ان أبدأ بتقديم تقرير عما قمنا به استجابة للوضع الطارئ الذي ما زال مستمرا، مع ان المجتمع الدولي ما زال يركز اهتمامه الآن على مآس أخرى، ولكن أؤكد لكم اننا لن نتوقف أبدا عن الاهتمام بهذه الأزمة والمأساة اللبنانية، وقدعقدت اجتماعات عدة مع منظمات ومؤسسات غير حكومية. فرنسا تحركت بعد وقوع الانفجار تماما في اليوم التالي بكل قوتها، وستتابع القيام بذلك دولة وشعبا ومؤسسات وجيشا ووزارة ايضا، اضافة الى وزارة الداخلية وكل المؤسسات الحكومية وجميع المتطوعين. لقد وضعنا ايضا خطا بحريا ورحلات جوية مباشرة، رحلة من مجموعة خاصة ابتداء من الخامس من آب، وهذا الجسر الجوي سمح بإيصال كمية كبيرة من المساعدات وايضا من المتطوعين. وكذلك انطلقت سفينة أخرى الى لبنان تحمل مساعدات من منظمات غير حكومية ومنظمات خاصة ومن الدولة ايضا”.
وتابع: “أود أن أشكر كل البعثة التي ترافقني والتي تضم رؤساء ومؤسسات وشركات كبيرة، وذلك يظهر ايضا الإلتزام الاقتصادي والمؤسساتي للمؤسسات الفرنسية الكبرى، وكذلك من عدد من مؤسسات وشركات متواجدة هنا للمساعدة في مهام إعادة البناء. 700 عنصر من الجيش الفرنسي ايضا انتشروا وعملوا بالتنسيق الكامل منذ الصباح مع المتطوعين والمجتمع المدني المتواجد على الأرض للقيام بمهام اخرى، خبراء وعدد كبير من الموظفين ورجال الطوارئ والشرطة القضائية والأخصائيين النفسانيين وعاملين، للتحقيق في اصل هذا الانفجار. وكما قلت منذ ثلاثة أسابيع فان هذا التحقيق يجري ايضا بمساعدة تقنية دولية للتأكد من الشفافية والمصداقية. وأؤكد ان هذا التعاون يجري بشكل جيد للغاية وقد حصلت اجتماعات تبادل للقدرات بين الاجهزة المختلفة، وأجهزة التحقيق اللبنانية وأجهزتنا أيضا، وقد وفرنا مساعدة طبية للمساعدة في ما حصل بعد الانفجار”.
وقال: “وفرنا كمية كبيرة من المساعدات الطبية والأدوية، ويرافقنا وزير الصحة للمتابعة ولتقييم ما يحصل على الأرض وما هي الاحتياجات في المستقبل مع نظرائنا اللبنانيين. قدمنا مساعدات غذائية ومواد للبناء، وقد وضعنا هذه الأهداف في السابع من آب، وهي ما أوصلت لهذه المهام التي ذكرتها. هذا العمل الثنائي أنجزناه بمساعدة من الامم المتحدة”.
وذكر انه “في التاسع من شهر آب نظمنا مؤتمرا دوليا لدعم بيروت والشعب اللبناني، ما سمح بتأمين 250 مليون يورو ودعم مادي ايضا كبير للغاية. وسنستمر بمناشدة المجتمع الدولي في اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة للجمعية العامة. نحن نؤكد ان هذا الدعم يحصل ضمن الإطار الذي حددناه بشفافية كاملة لمصلحة الشعب مباشرة وبمساعدة المجتمع المدني. هذه اللقاءات التي عقدناها هذا الصباح الى جانب الفرق الفرنسية والدولية والمجتمع المدني كانت لوضع النقاط على المستجدات ورؤية النتائج ومعرفة الثغرات. هناك مساعدات كثيرة ما زالت في طريقها وهناك ايضا مساعدات لا تصل عبر المنصة الموضوعة، عبر الامم المتحدة. هنالك ايضا اشاعات، واقول ذلك لاننا لم نتأكد من إثبات ذلك، ربما عن محاولات لتحويل بعض المساعدات التي لا تأتي عبر الامم المتحدة بل مساعدات تأتي مباشرة الى الخدمات العامة، وهي مساعدة تتبع قنوات أخرى يتم الإعلان عنها عبر مواقع الانترنت، وهي تستلزم الشفافية. اذا، هي ليست المساعدة الأوروبية او الفرنسية التي تصل عبر الامم المتحدة وسنوضح هذه المسألة لنتأكد ان الامور ستتحسن. اذا، رأينا هذا الصباح حاجة لتطوير وتحسين التنسيق بين الأمم المتحدة ومجموعة المنظمات غير الحكومية المشاركة، وسنهتم بذلك في الأسابيع المقبلة، ولكن هذا لا يجب ان ينسينا التجنيد الاستثنائي منذ الرابع من آب، فالذي حصل هو تجنيد الشعب اللبناني بنفسه للوقوف الى جانب أشقائه، وهو بالتاكيد مثالي مع تطوع وعمل الشبان ومن عدد كبير من المنظمات. وخلف ذلك دعم المنظمات غير الحكومية الدولية والشعب الفرنسي ايضا. لقد تمكنا هنا من الاستجابة للاحتياجات الطارئة”.
وتابع: “أبعد من ذلك وأبعد من عواقب هذا الانفجار، سأتحدث عن أربع أولويات سنتابعها، بالتأكيد المجال الصحي لمواجهة عواقب هذا الانفجار ولمواجهة كوفيد 19 الذي تطور بشكل سلبي في الأسابيع الأخيرة، وايضا دعمنا للمركز الصحي الاساسي، اضافة الى الدعم الذي سنقدمه الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي وسنقدم سبعة ملايين يورو اضافية لمساعدة هذا المركز الذي يقوم بعمل استثنائي لمعالجة مرضى كورونا، بالإضافة الى اننا سنستمر في ايصال وتوفير المساعدة الى المؤسسات الطبية و المستشفيات الأخرى”.
اضاف: “اما الاولوية الثانية، فهي الموضوع الغذائي وسنتأكد من الاستجابة لهذا الموضوع، وأود ان أحيي عمل المؤسسات الفرنسية في هذا الصدد وسنتابع العمل في هذا المجال. اما الاولوية الثالثة فهي مسألة التربية والتعليم وهي أولوية قصوى، ومن الضروري ان يعود الطلاب الى المدارس والجامعات على الرغم من التأخير، وهذه مشكلة يواجهها العديد من الدول ولكن لبنان يتميز في هذا المجال بقطاعه التربوي والجامعي. وقد أبدى عدد منهم مخاوفه في هذا الصدد ولا بد من عمل وطني، وسنحاول ان نلعب دورنا في هذا المجال عبر تعزيز دعمنا في هذا المجال، وسنعزز ايضا هذا الجهد وسنقدم مساعدات مالية للمؤسسات التي تضررت في هذا المجال وتوزيع كتب، خصوصا لصفوف البكالوريا ومساعدة العائلات التي تأثرت بالانفجار. ان صندوق دعم التلاميذ في المدارس الفرنكوفونية والمسيحية اصبح عملانيا، ولبنان يستفيد من هذا الصندوق. انني أدعو كل الشركات والمؤسسات للمساعدة بذلك، وفي الأسابيع المقبلة ستقدم آلية مهمة للتلاميذ الذين يأتون الى فرنسا لتعزيز زيادة عدد المنح خصوصا العائلات التي أموالها مجمدة في المصارف اللبنانية”.
وأعلن ان “الأولوية الرابعة هي البناء وإعادة بناء مرفأ بيروت الذي يجب ان يحصل لمصلحة الشعب اللبناني، وفقط مصلحة الشعب اللبناني. سنرافق مرحلة إعادة إعماره، وهناك منظمات غير حكومية تقوم بعمل ممتاز ايضا وقد نسقت فرنسا هذا العمل. ولكن علينا ايضا إعادة بناء المباني التي تضررت وإعادة اهلها اليها مع كل مستلزمات الامن والسلامة، وهذا جزء من الإصلاحات. سنقوم ايضا بالعمل على المحافظة على التراث اللبناني وذلك بالتزام مباشر من التحالف لحماية المقرات التاريخية. أود ان أشكر المؤسسات التي ستساهم بذلك”.
وقال: “سنتابع ترميم وزارة الخارجية، ولا بد من التنسيق مع المنظمات غير الحكومية والمدنية والأمم المتحدة لتأكيد وصول المساعدات”.
اضاف: “لست هنا لكي آخذ دور الاطراف السياسية او اعطاء خيار معين، هذا دور فرنسا. لم آتي هنا لافرض اي انذار او تنبيه لاي طرف بل انا هنا لتأكيد اني متطوع وواضح وأعي ما هي الصعوبات وما يمكن ان ننجزه وما يمكنكم ان تنجحوا في القيام به. عدت الى هنا لمساعدة لبنان ومرافقته نحو مستقبله”.
وأكد “ان تشكيل حكومة هو دوركم. لقد تم اقتراح اسم رئيس مكلف لتشكيل هذه الحكومة، واختيار هذا الاسم والحكومة هو من مسؤولية السلطات اللبنانية، لقد تمت الخطوة الاولى ويجب المتابعة مع قرارات حسية وأفعال، وهذا بالتأكيد لن يكون قرارا واعلانا لشخص غريب”.
وقال: “لقد تم تعيين رئيس مكلف من قبل الاحزاب والقوى والاطراف السياسية. وبالتأكيد فان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري اللذين التقيت بهما ايضا التزما انه في الايام المقبلة القريبة سيتم تشكيل حكومة للقيام بالخدمات الضرورية مع شخصيات كفوءة وبدعم من كل الاطراف السياسية الذين التزموا اسم هذا الرئيس المكلف”.
اضاف: “ما طلبته بإلحاح هو ان يتم تأكيد ما التزمت به كل الاطراف السياسية هنا هذا المساء. ان تشكيل هذه الحكومة لن يستلزم اكثر من 15 يوما، وقد استلزم في السنوات الاخيرة عدة اشهر. اليوم، لا يمكننا ان نقول اننا سنعود الى العمل كما في الماضي”.
وتابع: “ان خارطة الطريق التي أكدت عليها الاطراف السياسية، هي خارطة الطريق التي وضعها الرئيسان عون وبري والتي اتفق عليها هذه المرة الرؤساء والاطراف السياسية من دون اي استثناء، حتى الاطراف التي لم تكلف هذا الرئيس التزمت خارطة الطريق لادارة الدعم اللازم للشعب اللبناني بعد الانفجار واعادة بناء المرفأ والاحياء التي تأثرت”.
واردف: “في ما يتعلق بالاصلاحات في قطاع الكهرباء والقطاع المصرفي والموضوع القضائي والتدقيق الحسابي الاساسي والضروري للبنك المركزي لمكافحة الفساد والتهريب واصلاحات الاسواق العامة، هذا المساء، حصلنا على موافقة الجميع على كل هذه النقاط. خارطة الطريق هي خارطتهم وهي التي ستحملها الحكومة الجديده ويعود للاعبين اللبنانيين الاتفاق على تنفيذ هذا البرنامج، وسيذكر ذلك في بيان الحكومة الجديدة، بالاضافة الى تعهد والتزام كل هذه الاطراف السياسية امام البرلمان لكي تتم وباسرع وقت العودة وتتحقق هذه الخارطة”.
وقال: “لقد تمنيت عقد مؤتمر دولي، وفي الوقت نفسه، مؤتمر الدعم الذي سوف ننفذه، وان يتم تنظيم هذا المؤتمر في باريس، وقد وجهت الدعوة للرؤساء الثلاثة وسنقوم ايضا بتجنيد المجتمع الدولي ومجموعة الدعم الدولية على اعلى المستويات والرؤساء الاخرين العالميين الدوليين والاقليميين، تجنيد الجميع لبناء هذا الدعم الدولي. الالتزام الذي اتخذته شخصيا هو ان ابذل ما بوسعي لمرافقة برنامج الاصلاح للمحافظة عليه من اي عوامل خارجية ولاتأكد من ان المجتمع الدولي سيرافق تلك الاصلاحات للدعم المالي كما تم تحديده في مؤتمر سيدر، وسيتم توسيعه وربما تعزيزه.. اوجه الدعوة لكل الاطراف السياسية الى هذا الموعد لنضع النقاط حول المستجدات. واذا لم نتمكن من تحديد المواعيد خلال فترة شهر سنرى نتائج ذلك، لانه ربما هناك سوء فهم، ولا اصدق ولا اريد ان اصدق بان ذلك ممكنا. انه ليس شيكا على بياض نمنحه، بل بالعكس هو اصرار، ووضع موعد محدد ربما 6 اسابيع بعد 15 يوما على تشكيل الحكومة واعطاء بعض الاسابيع لها”.
وتابع: “لقد وضعت هذه المواعيد، وعلى الجميع العمل وبذل الكثير، وانا سررت لرؤية حماس الجميع، ورغبت وتمنيت ايضا وسط اتفاق الجميع ان يتم انجاز ذلك، لانه لسوء الحظ تم تأجيله منذ عشرات السنين بوعود مماثلة”.
واكد ان “دور فرنسا هو البحث عن دعم دولي، وهذا ما اتعهد به امامكم اليوم. واذا تم تحديد مجمل المسؤوليات التي تعهد والتزم بها المسؤولون امامي اليوم وامامكم، فهم ايضا على المحك”.
وقال: “لا أود ان أختم هذه الكلمة دون ان احيي اليوم، موعد الاول من ايلول 2020، الذي يسجل مناسبة مئوية لبنان الكبير، هذا الاعلان الكبير الذي انتج لبنان الكبير. لقد كررت ذلك قبل مجيئي وخلال زيارتي وحتى قبل هذا التاريخ.. كانت هناك صداقة واخوة كبيرة للغاية بين فرنسا ولبنان وهي تفرض نفسها علينا وتستمر، بما انتم وعليه وما نحن عليه ايضا، من امور مشتركة من هذه الاخوة وشغف الحرية ومبادىء المساواة، وهذا هو شعارنا نحن السباقون اليه في لبنان وفرنسا، انها مبادىء التعايش والتسامح وفن الحياة، وهذا ما رأيته ووجدته البارحة في عيني فيروز في هذا اللقاء وفي الحديث بيني وبينها، وهذا الصباح امام الاطفال والاولاد والمتطوعين، وايضا في محمية جاج وتلامذة مدرسة سان جوزيف في المشرف، حيث غنينا سويا.. كان هناك اصرار كبير لدى هؤلاء الاطفال ونفس الغضب الموجود لدى الكبار، ولكن القناعة بانه لا يوجد اي سبب للاعتياد على ذلك، وايضا في خجل تمارا الصغيره هذا الصباح.. رأيت قوة وصرامة هذه الطفلة وهؤلاء الشبان وعلينا ان نناضل من اجلهم ومن اجل تمارا”.
وتابع: “هذه الفكرة المئوية لا اراها فقط فكرة، بل لنتذكر ما هو ضروري بالنسبة لهؤلاء الشبان وان نتذكر ما كان موجودا في كلمة لبنان الكبير، وكلمة غورو كما قلت اليوم مع الرئيس عون، كانت هناك كلمات قوية للغاية.. غورو قال “لا تنسوا بانه يجب ان تكونوا مستعدين لهذا البلد الجديد وان تقوموا بالتضحيات، فان الامة لا تخلق بالمسائل الفردية بل بالمصلحة العامة والادارة والحكم بالنسبة الى المصير الوطني من جميع النواحي.. نحن مستعدون الان ان نتنحى عن امتيازاتنا، وربما كانت ضمانات، لكن الامتيازات والضمانات لا نأخذها امام الاصدقاء بل امام الاعداء.. هذه هي روح لبنان، الروح التي تستلزم التضحيات”.
وختم” “هذه الكلمات التي كانت صحيحة منذ مئة عام ما زالت صحيحة اليوم، وهذا الماضي يذكرنا، وربما هؤلاء الشبان، ان علينا تعزيز هذه المبادىء، ولا يعود لي ان اقوم بهذا العمل مكان الشعب، لكن بعد 100 عام أرى اننا ربما لم نكن على مستوى هذه المسؤوليات، وما اتمناه ان نكون الان على مستوى هذه المستلزمات في الاشهر المقبلة لان هذه المسائل والمستلزمات تبدأ اليوم ولن اترككم”.
اسئلة واجوبة
سئل: اذا لم يتم الإلتزام في الأسابيع المقبلة بالإصلاحات، ماذا ستفعلون، هل انتم مستعدون لتطبيق سياسة عقوبات؟
اجاب: “شكرا لهذا السؤال وهو مهم، واشكركم لأنكم تحدثتم عن العقوبات بالرغم من انني لم اذكر ذلك في الزيارة الماضية، ولكن سمعت الكثير عن ذلك، ولذلك ادعوكم عندما تريدون التحدث عن ذلك ان تسألوني مباشرة لأنها مسائل مهمة وخطيرة. من عادتي ان اقتبس هذه الجملة، بأن الثقة هي مشكلة الآخر، انا امنح الثقة هذا المساء، ولكن قلت بوضوح انه في نهاية شهر تشرين الأول ان لم يحقق رؤساؤكم ما التزموا به، فسنقول للمجتمع الدولي بأننا لن نتمكن من تقديم المساعدة للبنان، وسيكون علي ان أشرح للشعب اللبناني بأننا كنا مستعدين لمساعدة لبنان ولكن رؤساؤكم قرروا القيام بعكس ذلك، هذه هي المرحلة الأولى”.
وتابع: “لا نطلق آلية للعقوبات لأن المسؤولين ليسوا راغبين بتحمل مسؤولياتهم، لأننا بذلك سنلعب دور الحكم، بل سنقول بأننا وضعنا هذا العقد وقد تعهد المسؤولون اللبنانيون بتنفيذه وبمقابل ذلك هناك مساعدة المجتمع الدولي وهذا هو العقد وهذه هي الإتفاقية”.
اضاف: “في حال لم يتم الإلتزام فسأحاول في البداية ان أفهم ما حصل بكل شفافية، وان أرى من المسؤول سياسيا، وسأقول ذلك بكل صراحة وبشكل حسي ايضا، فهذا سيعني ان بعض الآليات التي كان من المفترض ان ترافق وتساعد الشعب اللبناني لن نتمكن من اطلاقها”.
وقال: “السؤال الثاني الذي تطرحونه في حال كان هناك مسؤوليات اقوى من ذلك، مسؤوليات عن الفساد عن مشاركة مسؤولين في عمليات غير شرعية وغير قانونية تم تحديدها، نعم بالتأكيد سيسمح ذلك باطلاق بعض آليات العقوبات، فبعض الدول الكبرى تقوم بذلك، وانا هنا لست لمناقشة ما كتب وقيل، ولكن هذه ليست الديناميكية التي التزمت بها اليوم، ولكن فرنسا دولة تتمتع بسيادتها وتترك الدول الأخرى تتمتع بسيادتها ايضا، وهناك تنسيق اوروبي في هذه المسألة، وفي حال وصل هذا الوقت، فان اي سياسة عقوبات تستوجب تحديد المسؤوليات التي قد تطال مسؤولين تكون خارج الدستور والمؤسسات ايضا”.
واشار الى “ان آليات العقوبات تطلق عندما نحدد او نثبت نشاطات ارهابية وغير شرعية او مالية غير قانونية. وتبعا للتطورات، لا استثني آلية عقوبات لربما تكون اوسع من ذلك، ولكن ليس هذا وضع لبنان الآن، لقد رأينا ذلك في ما يتعلق بأزمات اقليمية اخرى. وبالتأكيد ليست هذه هي المسائل التي سنطبقها في تشرين الأول لأننا في اطار عملية ثقة والتزامات متبادلة وعلينا ان نبني الثقة، ولسوء الحظ أرى عدم ثقة في كل مكان هنا، يجب ان نطلب من الناس الإلتزام وتحديد جدول مواعيد قبل القول بأن الأمر مستحيل وهذه هي الروح التي اعمل بها اليوم”.
سئل: لقد التقيتم برئيس الوزراء المكلف مصطفى اديب، ما هي الضمانات التي استطاع ان يعطيكم اياها حول طريقة العمل، وهل هناك تاريخ للإنتخابات النيابية المبكرة؟
اجاب: “بالنسبة للسؤال الثاني، ان الإنتخابات النيابية المبكرة لم تحصل على اتفاق للقوى السياسية الموجودة، وهذا موضوع يعود الى من يملك هذا القرار الدستوري في لبنان، وفي ظل الواقع السياسي والمجتمع المدني، ولا يعود لي ان أجيب على هذا السؤال وهو ليس جزءا من اجندة الإصلاحات، هناك نقاشات وحاولت ان اقنع مجمل الأطراف ان موضوع القانون الإنتخابي ليس شرطا مسبقا لتطبيق الإصلاحات، لأن ذلك قد يستلزم سنوات عديدة لتطبيقها اذا، هذا الموضوع ليس جزءا مما هو اليوم موضوع توافق والتزام من كل الأطراف والقوى السياسية اللبنانية والرؤساء ايضا”.
اضاف: “نعم اجتمعت بالرئيس اديب اول من امس، واجتمعت به بسرعة امس، وما استطيع ان اقوله لكم، بالتأكيد على المستوى السياسي يتمتع بدعم كبير لربما ليس شاملا ولكن دعم اوسع من الدعم الذي حصل عليه الرئيس الأسبق، ولقد التزمت قوى عديدة به، ثانيا ان سيرته تظهر مهنية واعدة، وهو ايضا يعي ما يحصل، لقد توجه اول من امس الى منطقة الإنفجار وهو يعرف انه لا ينظر اليه بأنه المخلص او المنقذ، ليس لما يمثله شخصيا بل لأنه اتى نتيجة تعيين هذه القوى السياسية وقد قلت ذلك وهو يعرف ذلك ايضا. وهذا هو كل النقاش الذي حصل في 6 آب، وصلنا الى هذه النقطة، فكل القوى السياسية تم انتخابها ايضا بشكل ديموقراطي من الشعب اللبناني، ولا نستطيع ان نطعن بهذه الشرعية، فقط الشعب اللبناني باستطاعته القيام بذلك”.
واعلن “ان الرئيس المكلف واضح، ويعي ما يحصل”، وقال: “استطيع ان اقول انه مقتنع ان هذه الشرعية لا يستطيع ان يحصل عليها الا من خلال تشكيل الحكومة بسرعة، لأن توافق كل القوى السياسية كان واضحا بانها ستدعم تشكيل حكومة اختصاصيين ومهنيين لا تحتاج الى اشهر عديدة، انما سنترك للرئيس المكلف اقتراح فريق قوي يطبق الإصلاحات التي ذكرتها ايضا مع جدول اعمال واضح، وهذا يعطينا الروح للنجاح. كل هذه العناصر هي عناصر جديدة في حياتكم السياسية مختلفة عن الواقع السابق وهذا ما يجعلني اؤمن بقوة وبعمق انه في حال نفذ الكل بما التزموا به فأنني اعتقد انه سيتمكن من تطبيق هذه الإصلاحات التي التزم بها الجميع”.
سئل: التحقيق لا يتقدم، والطبقة السياسية لم تتأثر بآلام الشعب، ولقد قلتم ان حزب الله هو حزب انتخبه الشعب، لكن هل تعتقدون ان الإنتخابات تحصل بحرية عندما يكون هنالك محموعة مسلحة تخيف الأشخاص بأسلحتها وبوضع يدها على الدولة والسلطة، وهل تعتقدون انه يمكن اصلاح اي نظام ضمن شروط مماثلة؟
اجاب: “بالنسبة للتحقيق، نحن نتعاون من الناحية التقنية مع المحققين اللبنانيين وبناء لطلبهم، واستطيع ان اقول ان هذا التعاون يسير على ما يرام ويسمح بتقدم، وسيحصل نقاش في الأسابيع المقبلة في ما يتعلق بالشعب اللبناني والضحايا والعائلات وبتحديد المسؤوليات. ان التحقيق يتقدم ونحن نتعاون من الناحية التقنية. واستطيع ان اؤكد بأن دولا عدة تتعاون بناء لطلب لبنان لتوفير الصور والأقمار الأصطناعية والأمور الأخرى”.
وبالنسبة الى ما يتعلق بما حصل مع محطة ال أم.تي.في، قال: “لا أستطيع ان أعلق على هذه المسألة لأني لا اعلم عن هذا الموضوع ولا يمكنني ان اتحدث عنه. اما في ما يتعلق بالعنف الممارس نعم هنالك عنف، هناك فنانون ومثقفون يقولون بأن حرية التعبير غير محترمة، وهذا نقاش اجريته مع المسؤولين هنا، واعتقد بأن دور فرنسا هو التأكيد على مساعدة الفنانين والصحافيين، ليس فقط مساعدتهم واستقبالهم عندما يتركون البلد انما مساعدتهم لممارسة معتقداتهم وحرياتهم هنا، وهذا ما نفعله مع شبكة الحريات التي أطلقناها في فرنسا وفي باريس وحملناها الى الأمم المتحدة للدفاع عن هذه المبادىء. وان احترام كرامة لبنان هي عبر احترام كرامة هؤلاء، وان نتمكن من تطوير وتحسين هذه الأمور وهذا نقاش تابعته وسنتابعه مع المسؤولين وهو مسألة ضرورية بدعم من المنظمات غير الحكومية”.
وردا على سؤال عن الإنتخابات النيابية، قال: “ما تقولينه هو واقع، وقد ناقشنا ذلك حول الطاولة المستديرة مع ممثلي “حزب الله” ايضا، وما تصفينه صحيح، فهل يعود لي مسألة ان اقول اني ارفض انتخابات، او ارفض قوى سياسية، لا اتحدث عن “حزب الله” بتشكيلته العسكرية والإرهابية التي كانت فرنسا دائما واضحة في هذا الشأن وأدانته، ولكن أتحدث عن حزب الله السياسي الذي انتخب، انا لست حاكما لنتائج هذه الإنتخابات، ان المراقبة الدولية تدفعني لأقول ان ما تقولينه صحيح، اذا يجب تحديد المسائل على هذا النحو، وان اردت ان اكون واضحا أدين حزب الله، واقول انني أرفض ان اتحدث اليه كتشكيلة سياسية وكفريق سياسي للأكثرية التي انتخبتموها، وهذا ايضا يشكل مسألة دستورية اخرى، وقد اقول يجب ادانة حزب الله ونزع سلاحه وأعود الى بلدي، وتبقين انت هنا مع مشكلتك ولن يتغيير اي شيء واعتقد ان جميع اللبنانيين الذين يعيشون في فرنسا سيقولون لي عندئذ حضرة الرئيس لقد تحدثت بشكل جيد، ولكن لن تكون هناك فائدة لكم”.
اضاف: “أحاول ان اقول ما اعتقده، بالتأكيد ان “حزب الله” قوة سياسية متواجدة في مجلس النواب لأنه يتمتع بهذه القوة، ربما بالترهيب وربما لأن القوى السياسية الأخرى لم تتمكن من ادارة لبنان بشكل جيد. واذا تابعنا الأمور بنفس الطريقة فسيصبح “حزب الله” أقوى لأنه يملك وسائل لا تملكها القوى الأخرى او ممارسات غير معتمدة من المجتمع الدولي، ولربما فعالية اكبر على الأرض اجتماعيا وثقافيا، وهو لديه جمهوره، هذا هو الواقع واتحدث بصراحة، وانا احاول ان اتحدث معكم بشكل صريح، فبالنسبة لسؤالك أجبت بوضوح وبكل صراحة، وكيف نخرج من هذه المسألة؟ ليس فقط بكلمات وايضا بتصريحات لا تحصل على الإجماع انما بصراحة وبنقاشات واضحة مع “حزب الله” عندما نقول له هذه مشكلة، وهذا ما تحدثت به معهم منذ ساعة، وقلت لهم يجب بالنسبة الى مواعيدنا التالية والإصلاحات الأخرى يجب ان نتحدث عن هذه المواضيع وهل سنتمكن من حل كل ذلك فورا لا اعرف، ولكن يجب الا يكون ذلك مبدأ يمنع اي محادثات حول هذا الموضوع. اذا كما قلت لكم انا اعمل بكل براغماتية أتحدث عن المبادىء وادافع عنها واعرف ما هي الأفق التي اتوجه اليها وما هي الطريق التي سأسلكها”.
وقال ردا على سؤال: “انني اؤمن بسياسة الشعوب، واعتبر نفسي جزءا من لبنان ولا أنسى مكاني لكنني اعتقد ان مصيرنا مشترك، وما هو امامنا هو هذه الازمة حيث الجديد يجد صعوبة في الظهور والقديم ما زال مركبا”.
اضاف: “نعم، هناك تحركات ومجتمع مدني وهو لم يختر قائدا، والسياسة تعتمد على قيادة. السيادة الشعبية يمكن ان تنتصر يوما على النظام السياسي، لكنني لا اتدخل في هذا الموضوع ولا يحق لاي دولة خارجية ان تتدخل. انها مسألة تعود الى الشعب اللبناني. أرى ان هذا التحرك الشعبي عليه ان يجد لنفسه الطريق عبر انتخابات، ولكن هل سيتمكن من ذلك عبر نفس القانون الانتخابي، ان كثيرين يشكون بذلك. نعم نحتاج الى انتخابات لكن عبر اي قانون ومن سيعد هذا القانون نفس السلطة الموجودة؟”.
وقال: “اذا أردنا ان نلعب في استمرارية هذه اللعبة الديموقراطية لا نستطيع ان نصل الى ذلك، لان اكثرية القوى المتواجدة تكون قد حددت قواعد جديدة تسمح لها بالبقاء، لكن اعتقد ان الامكانيات والاحتمالات موجودة. وسأل كيف نستطيع ان نخرج من هذه الحلقة عبر الارادة والامل، وان لم نفرض الضغط للاستحقاقات الضرورية للحياة اليومية للبنانيين لمعالجة المرضى و للتعليم، ولن نضغط لانقاذ النظام و لكن لاعطاء الامل للشعب اللبناني”.
وتوجه الى اللبنانيين بالقول: “أنتم في لحظة مهمة من تاريخكم، حيث يجب ان يتغير النظام السياسي للاستجابة لطموح الشعب الذي يجب ان يجد الطريق للديموقراطية”، مشددا على “ضرورة اجراء الاصلاحات، وان المجتمع المدني يجب ان يوافق على المشاركة في هذا النظام عبر تغيرات اجتماعية وسياسية”.
وقال: “ان ما علينا ان نقوم به ان لا نترك الاسوأ يسود، وعندما نقول اتركوا لبنان فان الشعب سييأس واللبنانيون سيغادرون لبنان وسينتصر الظلام وهذا السيناريو هو الاسوأ والبعض يراهن عليه وبهذا تكون نهاية لبنان، وعندما ينهار البلد لا نعرف متى سيستطيع ان يولد من جديد وآمل ان لا نصل الى هذا السيناريو، وأناضل الى جانبكم كي لا نصل الى ذلك”.
وقال ردا على سؤال: “لم أعلن عن خارطة طريق، لكن نقلت لكم التعهدات التي تعهد بها المسؤولون عبر خارطة طريق ويحق لي ان اسأل بعد فترة اذا التزموا بهذه التعهدات وماذا نفذوا منها. انا اعرف هذا النظام الديموقراطي ولا يمكنني ان اعين رؤساء او قادة، والا أكون اتجاهل السيادة اللبنانية”.
وتابع: “نحن امام هذه المقاربة لكسر هذه الحلقة، نحن بحاجة الى الحوار، والطريق ليست مقفلة وهذه اللحظة المهمة التي نعيشها حيث ظهرت مسؤولية خاصة، وربما اليوم هو الوقت للتغيير وستكون هناك خطوات الى الامام، وأعتقد ان الطريق قد فتحت وانا سأفعل ما بوسعي لمساعدتهم على النجاح، وان لا تفرض عليهم املاءات من قوى خارجية”.
وردا على سؤال، قال: “عندما قمت بهذه المبادرة تحدثت مع كل الرؤساء والقادة الذين يشكلون المجموعة الدولية لدعم لبنان. لقد تحدثت مع الرئيس الإيراني روحاني ومع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشفافية حول هذه المبادرة، ولمست ارادة لترك لبنان ليقوم بما هو عليه بحرية. ولكن انا لست بساذج في ما يتعلق بكل العلاقات والروابط الخاصة والعامة، وهل سنتمكن من حل كل هذه الروابط مع الدول الأخرى الخارجية، ولكن اعتقد ان البرنامج الذي التزم به الرئيس المكلف امام القوى السياسية والرؤساء واضح وحسي وقصير الأمد، لكي لا تتمكن هذه القوى التي تحدثنا عنها من ان تشكل خطرا على لبنان وعلى هذا المشروع، ولكن بالتأكيد قد تحصل اختلافات عندما سنتحدث عن القانون الإنتخابي او مثلا عن موضوع نزع السلاح، ولكن ليس في هذه المرحلة. واعتقد اننا نستطيع ان نتقدم”.
وعن ضوء اخضر حصل عليه، قال ماكرون: “لا أتحدث عن ضوء أخضر، لديكم رؤساء ومسؤولون يتعهدون باجراء اصلاحات في لبنان وهم يتحملون مسؤولياتهم كمسؤولين ورؤساء، هم من يلتزمون ويعطون الضوء الأخضر. ولكن في ما يتعلق بهذه المبادرة، فقد حصلت تبادلات مع هذه القوى الخارجية، ولكن لا اعتقد انه من مصلحة هذه الدول تشكيل خطر على هذه الإصلاحات، انا اوافقكم بان ما تحلمون به غير موجود ولا استطيع ان اقدمه لكم، ولكن نستطيع ان نعيد البناء خطوة خطوة، انها مسألة ثقة ونستطيع ان نحدد كيفية الوصول الى نتائج حسية والا سيكون هناك اليأس ايضا، ولدي واجب تجاه من يئس هنا وفي الخارج، بالمضي قدما لأن الجميع في لبنان لديهم دور يلعبونه، الوقت هو لإعادة ابتكار شيء جديد”.
وعن لقائه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال: “التقيت بالبطريرك الراعي وتحدثنا عن الوضع في لبنان وتحدث عن موقفه والمبادرة التي اعلنها عن الحياد الناشط وحصل نقاش سياسي حول هذه النقطة، واعتقد ان لديه النية للتقدم حول هذا الموضوع. قلت له بأن فرنسا ملتزمة بهذا الفكر. تحدثنا عن موضوع المدارس وعن العمل الكبير الذي نقوم به والصندوق الذي وضعته فرنسا مبادرتها حول هذا الشأن”.
اضاف: “اما بالنسبة الى فيروز، اسمحوا لي ان احافظ على خصوصية هذا اللقاء، اسمحوا لي ان اقول لكم ما شعرت به وما قلته لها شخصيا، كنت اشعر بالرهبة ان اكون امام نجمة مثلها وان ارى هذا السحر الذي تتمتع به وهذا الوضوح والوعي السياسي، صوتها يعطينا الأمل واعتقد انها تحمل بشكل واقعي وغير واقعي جزءا من لبنان الحلم الذي لم يكن يوما موجودا، وانما هذا الجزء مهم وصوتها مهم بالنسبة الى كل الأجيال التي رافقتها ولكل الإجيال التي تحلم بلبنان”.
وردا على سؤال، قال: “ان فرنسا تتمسك بحرية الصحافة، وحرية الأشخاص بقول ما يريدون، في فرنسا يمكن انتقاد حكام ورؤساء ولكن حق النقد يستلزم الإحترام، لأن لدينا كل هذه الحريات، ومقابل كل ذلك هناك واجب بعدم الدخول في حديث الكراهية. نحن نحترم كل الحريات عبر الحقوق المضمونة في دستورنا ونستطيع ان نغير الحياة السياسية في كل مرحلة وانا هو الإثبات على ذلك”.
سئل: هل بحثت مع البطريرك الراعي في تغيير النظام في لبنان؟
أجاب: “لم أبحث هذه المسألة مع البطريرك، بل تحدثنا عن موضوع الحياد، وتحدث عن بعض الإصلاحات الدستورية التي يفكر بها