مجلة وفاء wafaamagazine
أشار الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، لمناسبة مرور شهر على “زلزال التفجير” الذي وقع في مرفأ بيروت، الى انه “بعد شهر من التفجير المزلزل والمروع الذي ضرب عاصمتنا الحبيبة بيروت، والذي أسفر عن سقوط 190 شهيدا و6500 جريح وثلاثة مفقودين وتشريد قرابة 300 ألف شخص بسبب الدمار والأضرار اللاحقة بعشرات الألوف من المنازل والمؤسسات والمستشفيات الرئيسية والمدارس والجامعات، والتي تقدر بعض المصادر المطلعة قيمة الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بلبنان واللبنانيين بما لا يقل عن 15 مليار دولار، ما يزال سكان العاصمة بيروت على وجه الخصوص، والشعب اللبناني بأجمعه في حالة صدمة وغضب شديدين، وهم لم يحصلوا بعد على أجوبة شافية لأسئلة كثيرة تطرح نفسها حول ملابسات هذه النكبة التي حلت بعاصمتهم وبلبنان بشكل عام ولا كيف سيصار إلى مساعدة أولئك المفجوعين والمصابين بأنفسهم وبأرزاقهم وبمستقبلهم”.
وقال: “ان استعراضا سريعا لقصة الباخرة التي حملت شحنة الموت تبين ملامح الملابسات والشبهات التي تحيط بتلك المواد المتفجرة التي جرى إفراغها وخزنها في العنبر رقم 12 في المرفأ. ذلك يستدعي معرفة المالك الحقيقي لهذه الشحنة ولماذا أرسلها الى لبنان، مع ان هذه المواد ممنوعة من دخول البلاد بسبب خطورتها، وكيف وصلت إلى ميناء بيروت رغم المنع المعروف. ولماذا جرى إفراغ تلك الشحنة ولماذا جرى خزنها ولماذا ألقي الحجز على الباخرة ولم يبادر المالك المجهول من فكّ الحجز الملقى عليها؟ مع أن قيمة البضاعة أكثر بكثير من قيمة الحجز الملقى على الباخرة، التي تركت لتغرق على الساحل اللبناني دون حتى الاستفادة من بيعها كخردة”.
واضاف: “صاحب البضاعة كان وعلى ما يبدو مطمئنا إلى أن البضاعة قد أصبحت تحت تصرفه. وهو الذي أيضا وعلى ما يبدو كانت يده الخفية تلاحق كل تلك المراسلات التي كانت تجري وبلا طائل، بين الإدارات والأجهزة الرسمية في المرفأ وعلى الأقل بما كان يطمئنه ببقاء تلك المواد المحظورة آمنة مطمئنة في المرفأ. لم تقتصر الملابسات على ذلك، بل وكما أوحت بعض التصريحات لبعض المصادر المطلعة بأن حجم الانفجار ناتج عن تفجر كمية أقل من الكمية التي جرى تخزينها في المرفأ. ذلك مما يعني أنها تتناقص ويسحب منها، مع مرور الوقت”.
وتابع: “من الذي كان يحمي استمرار وجود البضاعة الممنوعة في حرم المرفأ؟ ومن كان يشرف على سحب كميات من تلك البضاعة؟ ولأي غرض تم ذلك؟ ومن قام بالسحب ولأي غرض استعملت تلك ولأي هدف؟”.
وختم: “ان من حق اللبنانيين الذين نكبوا بأرواحهم وأوجاعهم وأرزاقهم على الدولة اللبنانية كبير وكبير جدا. ومن حقهم أيضا أن يطالبوا بكشف الحقيقة كاملة من خلال تحقيق شفاف ومتجرد تجريه جهة دولية قادرة على استكشاف كافة الجوانب وتمنع طمس الحقائق وتزيح اللثام عن تلك الملابسات، ولا سيما ان الواقعات أثبتت ضرورة التحقيق وفي أكثر من مكان في العالم استنادا إلى المحطات التي مرت بها تلك الباخرة وهذا لا يمكن ان يتم الا عبر تحقيق دولي وهذا ما نطالب به ويطالب به أغلبية اللبنانيين المنكوبين والرأي العام اللبناني. وحدهما الحقيقة والعدالة كفيلتان باستنقاذ القليل المتبقي من أمل وثقة في المستقبل”.