مجلة وفاء wafaamagazine
تمنى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، في حديث الى جريدة الحياة الجديدة (رام الله- فلسطين)، “النجاح لاجتماع لأمناء العامين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني في رام الله وبيروت”، ووصفه بـ”التاريخي”، وطالب “الإخوة الأمناء العامين بالتجاوب مع إرادة الشعب الفلسطيني الداعية بكل إلحاح وإصرار إلى تحقيق المصالحة والوحدة بين الفصائل”.
وقال سعد: “الوحدة الوطنية قائمة على صعيد الشعب الفلسطيني، وهي تتجسد أيضا على الأرض بين المناضلين والمقاومين من مختلف فصائل العمل الوطني الفلسطيني، ومن الضروري أن تتحقق الوحدة بين الفصائل تحت راية برنامج للتحرر الوطني يرتكز على النضال الشعبي والمقاومة المسلحة، ويرمي إلى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير، والعودة، وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. من المؤكد أن إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة والوحدة، سيشكلان دفعا مهما لمسيرة الكفاح الفلسطيني، كما سيلاقيان الترحيب والدعم من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ومن كل الأصدقاء في العالم. وفي المقابل سيشكلان إرباكا لإسرائيل وأميركا اللتين راهنتا على الانقسام وعملتا على تغذيته”.
وعن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والتطبيع، اعتبر سعد أن “كفاح الشعب الفلسطيني يواجه تحديات خطيرة، وفي طليعتها “صفقة القرن” التصفوية التي تمثل مخططا أميركيا صهيونيا يستهدف ابتلاع فلسطين كلها، كا يستهدف فرض الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه على امتداد منطقتنا”. وقال: “مما لا شك فيه أيضا أن الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني يخططان لفرض نفوذ إسرائيل على المنطقة، وذلك بهدف تأبيد السيطرة الأميركية بمشاركة إسرائيل على بلادنا العربية والاستمرار في نهب مواردها. ويأتي التطبيع بين الإمارات وإسرائيل ضمن السياق المشار إليه”.
اضاف: “غير أننا على ثقة بقدرة شعب الجبارين على إسقاط ذلك المخطط وتلك الصفقة، على الرغم من كل الصعوبات والانهيارات في الأوضاع العربية. فهذا الشعب الذي لا يزال يقاوم الاستعمار والصهيونية منذ مئة عام، وأسقط العديد من المؤمرات، بفضل شلالات الدم الزكي وقوافل الشهداء، هذا الشعب لن يستسلم ولن يكل أو يمل حتى الوصول إلى تحقيق أهدافه الوطنية. كما أننا على ثقة بقدرة شعوب الأمة العربية على مواجهة مسيرة التطبيع، على الرغم من تخاذل الأنظمة، ونحن نوجه التحية إلى الشعبين المصري والأردني اللذين يتصديان لمسيرة التطبيع في بلديهما”.
وعن دلالات عقد الاجتماع في بيروت بالإضافة إلى رام الله، رأى سعد ان “انطلاق الاجتماع من رام الله وبيروت ليس مستهجنا، بل هو منطقي، ويحمل دلالات عميقة. ومن هذه الدلالات العلاقة الكفاحية التاريخية والمستمرة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني التي انطلقت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، عندما شارك مقاومون لبنانيون، بينهم الشهيد معروف سعد، إلى جانب الثوار الفلسطينيين في القتال ضد العصابات الصهيونية على أرض فلسطين”.
وقال: “تواصلت هذه الشراكة في حرب 1948، ثم تكرست في التحالف التاريخي المعمد بالدم بين الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وتعززت بالقتال المشترك ضد الغزوات الصهيونية للبنان، وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض اللبنانية. ومن هذه الدلالات أيضا معركة الوجود والمصير التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة عدو واحد ارتكب جريمة سلب فلسطين وتشريد أهلها، كما ارتكب جريمة احتلال لبنان ومواصلة اقتطاع أجزاء من أرضه، ويحمل أيضا أطماعا في لبنان وثرواته الطبيعية. لذلك من الطبيعي أن يستضيف لبنان، بلد المقاومة الوطنية والإسلامية التي أنجزت التحرير من دون شروط سنة 2000، وبلد الانتصار على الغزو الصهيوني سنة 2006، هذا الاجتماع في عاصمته بيروت التي هزمت الجيش الصهيوني سنة 1982، التي انطلق منها النداء الأول للمقاومة الوطنية اللبنانية خلال السنة نفسها”.
وعن بعض الانتقادات التي طاولت توقيت الاجتماع وحضور هنية الى لبنان في مرحلة دقيقة واعتبار ذلك تدخلا في الشأن اللبناني، اكد سعد “ان الشعب اللبناني يدعم الكفاح الفلسطيني، ويحتضن اللاجئين الفلسطينيين، ويرحب بالمشاركين في اجتماع بيروت، وفي طليعتهم الأخ اسماعل هنية”. وقال: “من المؤكد أن الأخ هنية، وسائر الإخوة من الأمناء العامين القادمين إلى الاجتماع في بيروت، إنما يحلون في لبنان بين أهلهم وإخوانهم الذين يواجهون أيضا العدو الصهيوني، كما يعتبرون فلسطين قضية العرب الأولى. أما الأصوات النشاز التي اعترضت على الاجتماع، وعلى قدوم الأخ هنية، فلا تعبر عن الشعب اللبناني، بل عن فئة ضئيلة فقط. فالشعب اللبناني يقف مع القضية الفلسطينية، ويعبر بمختلف الوسائل عن التضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة”.
وأشار سعد الى ان “التيار الوطني في لبنان، ومن ضمنه التنظيم الشعبي الناصري، ينظم كل أشكال الدعم والتأييد لكفاح الشعب الفلسطيني وحقوقه، كما يناضل من أجل دعم حق العودة للإخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتأكيد على رفض التوطين ورفض التشريد أيضا. كما يناضل من أجل توفير الحقوق الإنسانية والاجتماعية لهؤلاء الإخوة، مواجها سياسة المنظومة الحاكمة تجاه قضية اللاجئين، وهي السياسة المستمرة منذ عقود، وترتكز على نظرة أمنية ضيقة تجاه المخيمات الفلسطينية، وتتضمن ممارسة مختلف اشكال التمييز والتضييق”. وأعلن “ان ثوار انتفاضة 17 تشرين أكدوا هذا التضامن بتحركات جماهيرية في عدة مناسبات، وقاموا بإضاءة الشموع في الساحات تعبيرا عن تأييد الكفاح الفلسطيني في مواجهة البطش الصهيوني”.