الرئيسية / أخبار العالم / «ذي أتلانتك»: ترامب «يزدري» الخدمة العسكرية والجنود القتلى

«ذي أتلانتك»: ترامب «يزدري» الخدمة العسكرية والجنود القتلى

مجلة وفاء wafaamagazine 

في تقرير نشرته مجلّة «ذي أتلانتك»، أمس، يظهر دونالد ترامب على أنه «مزدرٍ» للخدمة العسكرية، وذلك على أكثر من مستوى. أحداث كثيرة وتفاصيل تحدّث عنها الصحافي جيفري غولدبرغ، بعضها معروف والبعض الآخر ليس كذلك

أشعل الصحافي الأميركي جيفري غولدبرغ الساحة السياسية والإعلامية الأميركية، أمس، بنشره تقريراً في مجلّة «ذي أتلانتك»، تحدّث فيه عن رؤية الرئيس دونالد ترامب «المزدرية» للخدمة العسكرية. تقريرٌ دفع بالبيت الأبيض إلى أن يصدر نفياً، كما حضّ ترامب على كتابة سلسلة من التغريدات، الهدف من ورائها تبرير أو دحض بعض ما ورد فيه.

يشير غولدبرغ إلى أنّ ترامب أعرب، في أكثر من مناسبة، عن احتقاره لفكرة التطوّع للخدمة العسكرية، كما للمصابين في الحروب، وأيضاً للقتلى، معتبراً هؤلاء «فاشلين».
تفاصيل كثيرة وقف عندها المقال، فبدأ برحلة ترامب إلى فرنسا، عام 2018، حين ألغى زيارته إلى مقبرة «آيسن ـــــ مارن» قرب باريس، في اللحظات الأخيرة. حينها، وضع الرئيس اللوم على المطر. ولكن بحسب غولدبرغ، فقد خاف من أن يصبح شعره أشعث بسبب المطر، ولأنّه لم يعتقد أنّ من المهم تكريم الأميركيين الذين ماتوا في الحرب، وذلك نقلاً عن أربعة أشخاص كانوا على اطّلاع على الحديث في ذلك اليوم. بل إن غولدبرغ ينقل عن هؤلاء قولهم إنّ ترامب قال في محادثة مع كبار الموظفين في ذلك الصباح: «لماذا أذهب إلى تلك المقبرة؟ إنّها مليئة بالفاشلين». وفي محادثة منفصلة، خلال الرحلة ذاتها، أشار الرئيس الأميركي إلى أكثر من 1800 جندي من المارينز قُتلوا في معركة «بيلو وود»، واصفاً إياهم بـ«المغفّلين»، لأنّهم قُتلوا.
غولدبرغ تحدّث عن «ازدراء» ترامب لسجلّ حرب السيناتور الراحل جون ماكين الذي أمضى أكثر من خمس سنوات في السجون في شمال فيتنام، لافتاً إلى أنّه صرّح، خلال حملته الانتخابية في عام 2015، إنّه «ليس بطل حرب»، وقال: «أحب الأشخاص الذين لا يُلقى القبض عليهم». وفي هذا الإطار، ينقل غولدبرغ عن ثلاثة مصادر مطّلعة قولها، إنه «عندما توفي ماكين، في آب/ أغسطس 2018، قال ترامب لكبار موظّفيه: لن ندعم مأتم ذلك الفاشل»، كما استشاط غضَباً عندما رأى الأعلام تُنكَّس. «لماذا نفعل ذلك؟ الرجل كان فاشلاً»، قال الرئيس لمساعديه، وفقاً لما نقله غولدبرغ الذي أكد أنّ «فهم ترامب للبطولة، لم يتغيّر». فوفقاً لمصادر مطّلعة على وجهات نظره، «يبدو أنه لا يفهم حقاً سبب معاملة الأميركيين لأسرى الحرب السابقين باحترام. كما أنه لا يفهم لماذا يكرّم الجيش الطيّارين الذين سقطوا في القتال». وأيضاً، وفقاً لهذه المصادر، فقد وصف ترامب الرئيس جورج بوش الأب بـ«الفاشل»، بسبب إصابته من قبل البحرية اليابانية، خلال الحرب العالمية الثانية.

وصف ترامب جورج بوش الأب بـ«الفاشل» بسبب إصابته خلال الحرب العالمية الثانية

لا يقف الأمر عند هذا الحد، ذلك أنّ ترامب يجد صعوبة في فهم فكرة الخدمة العسكرية، ومفهوم التطوّع في هذا المجال. ومن هذا المنطلق، نقل غولدبرغ عن عدد من كبار الضبّاط قولهم إنّ «ازدراء» ترامب متجذّر في الإحباط، فهو «على عكس الرؤساء السابقين، يميل إلى الاعتقاد بأنّ الجيش، مثل الإدارات الأخرى في الحكومة الفدرالية، مدينٌ له وليس للدستور». كذلك، أعرب بعض الضبّاط الكبار عن قلقهم بشأن فهم ترامب للقواعد التي تحكم استخدام القوة، في حين أبدى آخرون تفسيراً أكثر تماشياً مع نظرته العامّة للأمور. ورأوا أنه «يؤمن بأنّ لا شيء يستحق القيام به من دون مقابل مادي، وأنّ الأشخاص الموهوبين الذين لا يسعون وراء الأغنياء هم فاشلون».
في المقابل، هناك تفسير آخر لرؤية ترامب، يرتبط بما يبدو أنه خوفه المرَضي من أن يظهر كـ«مغفّل». وفي هذا السياق، ينقل غولدبرغ عن عدد من المراقبين، قولهم إنّ «الرئيس لديه قلق عميق من الموت أو من أن يجري تشويهه، ويظهر هذا القلق على شكل اشمئزاز من هؤلاء الذين عانوا».
في النهاية، يوضح الصحافي الأميركي، أن ترامب كان مركّزاً، منذ دخوله إلى البيت الأبيض، على تنظيم المسيرات العسكرية، ولكن تلك التي تتماشى مع موقفه هذا. ففي عام 2018، وخلال تنظيم البيت الأبيض لإحدى المناسبات المشابهة، طلب الرئيس من موظّفيه عدم تضمين الجنود القدامى المصابين، معلِّلاً السبب وراء ذلك، بأنّ الحاضرين لن يشعروا بالراحة بوجود مبتوري الأطراف. «لا أحد يريد رؤية ذلك»، قال حينها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار