مجلة وفاء wafaamagazine
وسط تتضارب في المعلومات حول مسار التطور الحكومي، علمت «الديار» ان تغييرا جوهريا سيطرأ على مقاربة اديب الحكومية من خلال تشغيل محركاته للتواصل مع مكونات الاغلبية النيابية، وبعد اتصاله بالنائب جبران باسيل، سيحصل التواصل مع «الثنائي الشيعي» للتعاون في ايصال الحكومة الى «بر الامان» وعلى قاعدة تثبيت وزارة المال للشيعة، على ان يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتنسيق مع حزب الله، تقديم لائحة تضم 3اسماء للحقيبة يختار منها اديب، مع الانفتاح على تقديم اسماء جديدة ما لم يتم التوافق على تلك الاسماء، ومن المتوقع ان تتبلور هذه الصيغة في الساعات القليلة المقبلة، بعدما اقتنعت باريس بصعوبة تجاوز «العقدة» الشيعية، وباتت اكثر مرونة في هامش الوقت مع تمديد مهلة التشكيل عدة ايام.
وقد لخصت اوساط سياسية بارزة في «الثنائي الشيعي» ما حصل خلال الساعات الماضية، بأنه فشل للانقلاب على المقاومة، وتأكيد ان التهويل والتهديد لا «ينفع»، والتعاون هو الطريق الصحيح لانقاذ البلاد من ازمتها الاقتصادية الخانقة بعيدا في الحسابات السياسية الضيقة ومحاولات استغلال الفرص لاضعاف مكون اساسي في البلد.
تشدد «الثنائي» في المداورة
وتشير اوساط «الثنائي» الى ان حركة امل وحزب الله يعملان على انجاح المبادرة الفرنسية ومستعدان للتعاون والتسهيل، لكن ما يقوم به الاخرون هو افشال للمبادرة، واذا كانوا صادقين في دعمهم لهذه المبادرة ويريدون انجاحها، فما عليهم الا مراعاة التوازنات السياسية وعدم تجاوز مكون اساسي في البلد، واذا كان ثمة من يريد المداورة فلتكن المداورة شاملة في كل المواقع ومن دون استثناء، فلا الدستور ولا الطائف ينصّان على تحديد مواقع معينة لأي طائفة، لا على مستوى الرئاسات الثلاث، ولا على مستوى اي من وظائف الفئة الاولى الادارية والامنية والقضائية.وفي هذا الاطار، ساد الارتياح بالامس في عين التينة بعدما تجنب اديب حمل تشكيلة حكومية غير متفق عليها الى بعبدا ، ما يعني ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري فعل فعله…
هل يسحب «الغطاء السني»؟
من جهتها، ترفض مصادر «المستقبل» تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية التشدد في مواجهة «الثنائي الشيعي»، وتلفت الى ان رؤساء الحكومات السابقين تلقفوا المبادرة الفرنسية وتعاملوا بإيجابية معها، ومصطفى اديب ليس محسوباً عليهم، وهم لم يضعوا اي شرط انطلاقا من دقة المرحلة، وانطلاقا من هنا يؤيد الحريري معادلة خروج كل القوى الموجودة في السلطة من الحكم لفترة قصيرة. ووفقا لتلك الاوساط، في حال سقطت المبادرة الفرنسية، فإن الغطاء السني الذي منح للرئيس اديب لن يمنح لاي شخصية اخرى.
باريس تدخل على «الخط»
وبانتظار الترجمة العملية لهذه الخلاصة الواقعية للتطورات، وبانتظار تجاوز «شياطين» التفاصيل، دخلت باريس علنا على خط التشكيل ودعت القوى السياسية اللبنانية التي ايدت تشكيل حكومة سريعاً الى ترجمة هذا التعهّد إلى أفعال من دون تأخير، وأشارت الخارجية الفرنسية الى ان الرئيس ماكرون دعا قادة الأحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر الى الالتزام بما تعهدوا به أمامه من تسهيل لولادة الحكومة، وقد صدر الموقف الفرنسي بعدما تراجع اديب عن حمل مسودة رسمية للحكومة الى بعبدا، اختار «التريث» بالاستناد الى المهلة «الماكرونية»، وحلّت محلها جولة مشاورات رئاسية اضافية مع رؤساء الكتل النيابية.