مجلة وفاء wafaamagazine
لم يعد لعهد الرئيس ميشال عون و”التيار الوطني الحر” عملياً إلا حليف سياسي واحد هو “حزب الله”؛ إذ ترنحت علاقات عون ورئيس “التيار»” النائب جبران باسيل ببقية الكتل السياسية تباعاً، منذ تبوُّؤ عون سدة الرئاسة، حتى وصلا في المرحلة الحالية إلى علاقات شبه مقطوعة مع معظم القوى، ما يفاقم الأزمة السياسية في البلد، ويجعل الحلول أكثر تعقيداً.
وتشهد العلاقة بين عون – باسيل ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط “طلعات ونزلات” وهي بشكل عام متوترة معظم الأوقات، تماماً كما هي العلاقة مع رئيس المجلس النيابي وحركة “أمل” نبيه بري.
ويشدد عضو تكتل “لبنان القوي” الذي يرأسه باسيل، النائب أسعد درغام على أن العهد وقيادة “التيار” لم يقطعا يوماً التواصل مع أي من القوى والأحزاب “إنما بعض الفرقاء لم يتجاوبوا مع دعوات وجهها الرئيس عون في استحقاقات عديدة؛ ظنًّا أنهم بذلك يُفشلون العهد، وكأنهم لا يعلمون أن فشل العهد سيعني انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، وأن أحداً لن يخرج منتصراً من هذه المعركة”. ويضيف درغام لـ”الشرق الأوسط”: “هناك فرقاء حاولوا ركوب موجة الثورة واستهداف العهد، وارتأى حزب (القوات) أن يكون بالواجهة، واستكمل مساعيه مؤخراً بتحركات في الشارع تستهدف (التيار)”.
بالمقابل، يقول مستشار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” رامي الريس، لـ”الشرق الأوسط” إن “العهد أدخل البلاد في أفق مسدود، تارة بسبب الإصرار على تخريب التوازنات الداخلية، وطوراً بسبب الإصرار على الاستمرار في ممارسات فيها ما يكفي من خرق الدستور”؛ لافتاً إلى أن لدى حزبه ما يكفي من «الملاحظات على العهد وطريقة مقاربته للأمور. وقد بات قسم كبير من اللبنانيين يشاركوننا هذا الرأي”. ورداً على سؤال عما إذا كان «التقدمي الاشتراكي» يسعى لإسقاط الرئيس عون، يقول الريس: “كما أعلن رئيس الحزب: قبل أن تخطو الأحزاب المسيحية خطوة المطالبة برحيل الرئيس لن نقوم بهذه المطالبة، كي لا يأخذ الأمر منحى مختلفاً عن الهدف المرجو منه”.
من جهته، يرى رئيس جهاز الإعلام في “القوات اللبنانية” شارل جبور، أن ««التيار الوطني الحر» ومنذ انطلاقة العهد وبقرار من رئيسه جبران باسيل، قرر خوض مواجهة مع كل القوى السياسية، فدخل في صدام مع “الشيعية السياسية”، بالتحديد الرئيس نبيه بري الذي وصفه بـ”البلطجي”، كما مع “الدرزية السياسية” تحت عناوين “استعادة أجراس الكنائس، وحادثة قبرشمون، والمحاولات المستمرة لكسر وليد جنبلاط”. ويضيف جبور: “كما كنا شهوداً على صدام مع (السنية السياسية)، فإما يديرها باسيل كما يريد، أو تصبح (داعشية) تماماً كالصدام الحاصل مع (المارونية السياسية) ومعنا كـ(قوات)، فإما نسير وفق ما يريد باسيل وإما نتحول إلى ميليشيا”. ويؤكد جبور أن لا علاقة تجمع “القوات” مع “التيار”، معتبراً أن “القضية لا تتمحور حول إسقاط العهد والرئيس باعتبار أن ذلك لا يؤدي الغرض، فالمشكلة مرتبطة بمنظومة متكاملة، فإذا لم تتبدل الأكثرية القائمة لن نستطيع الوصول للتغيير المنشود”.
الشرق الاوسط