مجلة وفاء wafaamagazine
اكدت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ”اللواء” ان الطروحات لإيجاد الحل لملف تشكيل الحكومة يتوقع لها ان تتكثف لكن دون معرفة مصيرها وبالتالي امام هذا الملف ساعات ليست بقليلة لتبيان الصورة.
ولفتت المصادر الى ان العمل جار من اجل اقتراح وسطي يقضي بالعودة الى طرح شخصية شيعية لوزارة المال لا فيتو عليها من رؤساء الحكومات السابقين دون الأغفال انه عند التسوية يمكن تبدل كل شيء.
ولفتت الى ان رئيس الحكومة المكلف في وضع لا يحسد عليه.
واذ اكدت ان اتصالات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدد من المسؤولين اظهرت الرغبة في المساعدة والتمني في تأليف الحكومة سريعا باعتبارها المدخل لترتيب الأمور والملفات بما فيها الاصلاحات.
وذكرت المصادر بأن الحكومة المصغرة المطروحة قابلة للتبدل في اي تسوية يتم التوصل اليها.
ولفتت المصادر الى ان رئيس الجمهورية لم يقترح اسماء ولم تصله صيغ وهو سيبذل مساعيه الهادفة الى تأليف الحكومة سريعا كما على تمسكه المبادرة الفرنسية وحريص على ان تذلل العقد امام عملية التشكيل.
ولم تخف القول ان هناك مشكلة في مكان اخر، وبالنسبة الى موضوع المداورة اكدت ان رئيس الجمهورية يفضل عدم حصر المواقع الوزارية بفئة دون اخرى وان معظم الحقائب الوزارية مهمة وكل وزير في إمكانه ان ينجز بغض النظر عن الحقيبة التي يتولاها وبالتالي يمكن ان يساعد في ايصال الملف الى المكان الصحيح.
واذ افادت مصادر سياسية مطلعة ان ما من طرح يعمل عليه اكدت انه بعد اتصال الرئيس ماكرون بالرئيس عون والذي وصف بالنوعي وتم فيه تحديد الأشكالية المتأتية عن لاءين وبما ان لاءين لا يصنعان وطناً لأنهما لا يصنعان حكومة. فمن جهة الرئيس المكلف لا للتشاور مع رؤساء الكتل ولا لخلق اعراف جديدة ولا لاستهداف الثنائي الشيعي من خلال حكومة يترأسها.
وقالت ان هناك لاء من الثنائي الشيعي لا للمداورة نعم لتثبيت وزارة المالية بأسم المشاركة في صناعة القرار الاجرائي اي طابع ميثاقي للحقيبة التي يتولاها شيعي على ان يسمي الثنائي وزراءه في الحكومة.
وامام ذلك قالت المصادر انه كان لا بد من التشاور مع صاحب المبادرة الفرنسبة ليس من منطلق استتباعي انما سيادي لأنه صاحب مبادرة لها تداعياتها الانقاذية والاصلاحية التي يحتاجها اللبنانيون قبل اي شيء اخر. وعلم ان الرئيس عون شرح وتفهم الرئيس ماكرون الأشكال اكثر فأكثر وطلب من رئيس الجمهورية بذل جهوده اكثر فأكثر على ان يستكمل ماكرون تواصله مع سائر القيادات السياسية في لبنان.
وعلم ان الطروحات لا ترتقي الى مستوى حلول والمهل ضاقت والظروف تضغط على الرئيس لأتخاذ قرارات مهمة في هذا الصدد وبأنتظار ذلك فإن الأمل كبير في ان بتحقق شيء اما اعتذار الرئيس المكلف ويستتبع ذلك مشاورات او اقدام الرئيس المكلف على تجاوز اللاءات وطرح مشروع حكومي يتلاقى و تطلعات الرئيس والشعب اللبناني وإما حلول أخرى قد يطرحها رئيس الجمهورية ويبادر إليها اذا وجد ان الأفق مسدود من هنا وهناك لأن ليس المطلوب استنساخ حكومة الرئيس حسان دياب على الإطلاق ولا بدلاء عن الاصلاء وفي الأزمات الكبرى لا بد من الذهاب لدى الأصيل والامثل ان يكون نظيفا وغيرفاسد كي يأتمنه المجتمع الدولي الذي تأتي من خلاله المساعدات وبرامج المساعدات.
وأكدت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة بقاء المواقف بين الاطراف المعنيين بعملية التشكيل على حالها ولم يحصل اي تطور ايجابي أو طرح اي حل مقبول يساهم في دفع عملية التشكيل الى الامام.
ولاحظت المصادر انه بالرغم من الاعلان عن اتصالات أجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الجمهورية وفاعليات سياسية خلال الساعات الماضية، مشددا على ضرورة تجاوز الخلافات والاسراع بتشكيل الحكومة العتيدة، مكررا عبارة “ساعدوا انفسكم لنساعدكم”، لم تتحلحل مواقف الاطراف السياسيين مايؤشر بوضوح إلى ان وراء عقدة تشبث الثنائي الشيعي بالحصول على حقيبة وزارة المال ابعد من المطالب العادية التقليدية التي تحصل عادة في مثل هذه الحالات ويتم حلها كما حصل مثلا عندما تنازل الرئيس نبيه بري عن مقعد وزاري للشيعةلصالح توزيرفيصل كرامي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة لتسهيل حل مشكلة تشكيل الحكومة يومذاك، بل تتجاوزه الى ابعد من ذلك لانها يبدو انها مشكلة مصطنعة مع بروز مؤشرات واضحة كشفتها الاتصالات الديبلوماسية التي جرت بين اكثر من دولة معنية بالوضع في لبنان، بارتباطها المباشر بالصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران وبالتالي فإن معالجة مشكلة تشكيل الحكومة لم تعد محلية صرفة انما على علاقة بمصالح الدول ونفوذها على الساحة اللبنانية ولا بد من أن تتركز الاتصالات بين هذه الدول للمساعدة في اخراج لبنان من حلقة صراعاتها، بما يسهل تسريع خطى تشكيل الحكومة الجديدة.
وكشفت المصادر ان إتصالات على ارفع المستويات جرت خلال الساعات الماضية بين مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف والمسؤولين الايرانيين تناولت الأوضاع في لبنان وضرورة تدخل الجانب الايراني من خلال حليفه “حزب الله” لتسهيل وتسريع عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ومع ان المسؤول الروسي لاحظ خلال هذه الاتصالات بمحاولات ايرانية بإدخال الوضع في لبنان ضمن حسابات الصراع الدائر على نطاق واسع بين طهران والولايات المتحدة الأميركية وان تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية تنطلق من هذا الواقع، أصر على محدثه الايراني بضرورة اخراج لبنان من حلقة هذا الصراع باسرع وقت ممكن لانه لا مصلحة لاي طرف بالداخل اللبناني او بدول الجوار في تعطيل مسار تشكيل الحكومة الجديدة أن كان من حزب الله او غيره، ولان هذا التعطيل على الشكل الحالي سوف يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل مريع لا يمكن احتساب تداعياته الخطيرة.
واشارت المصادر إلى ان المسؤول الروسي ابدى تقدير وتاييد بلاده للمواقف المسؤولةالتي انتهجها الرئيس سعد الحريري مؤخرا واسفرت عن تكليف مصطفى اديب بتشكيل الحكومة الجديدة مشددا على موقف موسكو الداعم لتشكيل حكومة من حياديين غير الحزبيين في هذه المرحلة بالذات، لانها الحكومة الوحيدة القادرة على القيام بالاصلاحات الضرورية وإعادة ثقة الداخل والعالم الخارجي بلبنان والحصول على الاموال والمساعدات الدولية لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان.
وعبر المسؤول الروسي عن رغبة بلاده الحقيقية بمساعدة لبنان على المستوى الدبلوماسي للخروج من ازمته الحالية، لافتا الى اتصالات بين روسيا وفرنسا لتحقيق هذا الهدف انطلاقا من الدور الهام للبنان في المنطقة والعالم ولان استمرار الازمة الحالية وانهيار الوضع الاقتصادي نحو الأسوأ لن يبقى محصورا بلبنان وحده، بل ستطال مؤثراته وارتدادته الأوضاع الاقتصادية في سوريا أيضا وهو ما حصل مؤخرا وادى الى تدهور بالغ الخطورة في الأوضاع الاقتصادية السورية، وهو ما يرتد سلبا ايضا وبشكل مباشر على جهود روسيا لمساعدة السوريين على تخطي اثار الحرب وإعادة النهوض من جديد.