الرئيسية / أخبار العالم / النشرة الثقافية لفانا تقرير أعدته وكالة الانباء العمانية عن متاحف السلطنة ومقتنيات وزخرفة المصاحف وروايات: قصة إنسان ورصيد تراثي ثقافي

النشرة الثقافية لفانا تقرير أعدته وكالة الانباء العمانية عن متاحف السلطنة ومقتنيات وزخرفة المصاحف وروايات: قصة إنسان ورصيد تراثي ثقافي

مجلة وفاء wafaamagazine

عمم اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) ضمن النشرة الثقافية، تقريرا أعدته “وكالة الانباء العمانية ” عن المتاحف في سلطنة عمان وما تحتويه من مقتنيات.


وفي ما يأتي نص التقرير:
“تزخر السلطنة بالعديد من المتاحف المتوزعة في مناطق مختلف من محافظة مسقط وبقية المحافظات،وتتنوع أحجام ومقتنيات هذه المتاحف وتواريخ إنشائها. وخلافا للمتحف الوطني الذي يعد الأبرز والأحدث توجد المتاحف الصغيرة والمتخصصة كالمتحف العماني الفرنسي الذي يقع في مدينة مسقط على مقربة من قصر العلم العامر، ويضم مجموعة من التحف الأثرية والحرف التقليدية ومواد ثقافية تتعلق بالروابط التاريخية بين السلطنة وجمهورية فرنسا.

وكان المتحف في السابق معروفا ببيت فرنسا وتأتي تسمية هذا المبنى بهذا الاسم منذ أن كان مقرا للقنصلية الفرنسية ما بين عام 1896 / إلى 1920م، وبقي مقرا للقنصلية ومسكنا للقناصل الفرنسيين حتى عام 1920م، حيث جاء إنشاء هذا المتحف لإحياء العلاقات العمانية الفرنسية والتي يزيد عمرها لأكثر من قرن ونصف عام وهو عبارة عن صورة مصغرة للعلاقات التاريخية بين عمان وفرنسا.

ويعتبر المتحف العماني الفرنسي هو بيت مسقطي تقليدي مربع الشكل ومبنيا بالحجارة وبلاط الجص، في وسطه باحة مربعة صغيرة يحف بها رواق من خشب التك، تفتح عليه جميع الغرف، المرتفعة السقف والموزعة على طابقين، الطابق الأرضي يحوي أربع قاعات، والطابق الأول يحوي خمس قاعات، مقام بأحد المنازل الأثرية الذي يبلغ عمره حوالي 170 سنة، وقد شيدته السيدة غالية بنت سالم البوسعيدي وهي أخت السلطان سعيد بن سلطان، له ارتفاع متوسط.

وتضم قاعاته في طياتها ثراء متنوعا نابعا من المقتنيات المعروضة، تمكن الزائر من التجوال بين رحاب المتحف بشكل انتقائي، فمبنى المتحف بأبوابه وأروقته وقاعاته يتيح الكثير من الخيارات حيث يمكن الزائر من الدخول إلى المتحف عن طريق باب جانبي صغير، حتى يصل إلى مكتب الاستقبال. ويحتوي المتحف على قاعات متصلة ببعضها البعض.

ومن بين المتاحف أيضا متحف الطفل هو مؤسسة ثقافية تعنى بتبسيط العلوم والتكنولوجيا، حيث يحوي معروضات علمية في مجالات مختلفة كالكيمياء والفيزياء والأحياء، والهندسة والفلك والكون وغيرها من المجالات. ويستطيع الزائر من خلال تلك المعروضات معرفة الكثير من المعلومات والنظريات العلمية في جو من التسلية حيث يستطيع لمس وتشغيل تلك الأجهزة.

ويهدف المتحف إلى تنمية حب الاستكشاف والمعرفة لدى الأطفال ودفعهم لمحاولة فهم ما يحيط بهم لجعلهم يفهمون المادة العلمية بطريقة مختلفة تساعدهم في تفتيح مداركهم.. كما يسعى المتحف في خطته السنوية لاستقطاب الكثير من الفعاليات والأنشطة المختلفة والتي تستهدف زوار المتحف لتحقيق رسالة المتحف السامية كونه احدى الوسائل المعنية بالثقافة والعلوم.

ويجري المتحف حاليا بلورة خطة التطوير وذلك نظرا لتطور وسائل التفسير والتعليم إلى جانب التقنية، حيث تم مؤخرا إقرار الدراسة الاستشارية لتطوير وإعادة تأهيل متحف الطفل بهدف نشر المعارف في العلوم والتكنولوجيا، وعرض الاختراعات الحديثة، وتوصيل المعلومة العلمية بطريقة مبسطة وسهلة للطفل مما يتيح له استيعاب، إلى جانب محاكاة وتعزيز الروح الإبداعية.

أيضا هناك متحف التاريخ الطبيعي الذي تم افتتاحه في 30 ديسمبر 1985م، ويقع في وزارة التراث والثقافة بحي الوزارات في منطقة الخوير. ويعني المتحف بالتباين في معالم البيئة العمانية من خلال عروض التضاريس، والجيولوجيا، والنباتات، والحشرات، والحيوانات البرية والبحرية.

وعلى الرغم من صغر مساحة المتحف إلا أنه يزخر بكم كبير من الحقائق التي يصعب على الكتب أن تحتويها أو تتضمنها.

ويضم المتحف حيوانات محنطة متواجدة بندرة في البراري من أنواع وفصائل تعيش في أرض عُمان، وهياكل عظمية لكائنات بحرية وطيور وزواحف عاشت في البيئة العمانية وماتت بصورة طبيعية.

ويستقطب المتحف عددا من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات وطلاب المدارس الحكومية والخاصة وطلاب الجامعات والكليات.

الجدير بالذكر أن وزارة التراث والثقافة انتهت من إعداد المخطط العام لمشروع تطوير متحف التاريخ الطبيعي الحالي من خلال إنشاء النسخة الجديدة من المتحف الذي من بين الأهداف الأساسية له أن يكون مقصدا رئيسيا للاستكشاف والتعليم والاطلاع على التراث والتاريخ الطبيعي، إلى جانب إبراز الخبرة العمانية المكتسبة خلال آلاف السنين في التعامل مع الطبيعة.

إلى جانب توثيق صلة المواطن بهذا التراث من خلال مجموعة من البرامج في مجال إدارة المقتنيات وإقامة برامج وفعاليات منتظمة، والمساهمة في تعزيز وفتح مجالات جديدة في مجال البحث العلمي والتعليم والتواصل والتوعية مع مختلف شرائح المجتمع، وأن يكون المتحف مزارا سياحيا يعزز المنظومة السياحية الداخلية والخارجية.

كما يضم متحف التاريخ الطبيعي خمس مجموعات علمية أساسية للحفظ والأرشفة والدراسات العلمية وهي المستحفظ الوطني للأعشاب والنباتات العمانية .

و يضم المستحفظ أكثر من/ 813ر13/ ألف عينة يتم حفظها بطريقة التجفيف أو بمادة الكحول لأغراض الدراسة والأرشفة والمجموعة الوطنية للحشرات وتضم أكثر من/202ر13/ ألف عينة، يتم حفظها بطريقة التجفيف أو بمادة الكحول ، والمجموعة الوطنية للأصداف تضم أكثر من /7044/ ألف عينة من الرخويات الحلزونية والرخويات ذات الأصداف، محفوظة بطريقة التجفيف ، والمجموعة الوطنية للهياكل العظمية تضم أكثر من /3001/ عينة من عظام الفقاريات مثل الثدييات البرية، الطيور، الثدييات البحرية (الحيتان والدلافين)، البرمائيات (السلاحف) ومجموعة من العينات الأخرى اللافقارية، والتي يتم حفظها بطريقة التجفيف أو بمادة الكحول أو التبريد والمجموعة الوطنية للأحافير تضم ما يقارب / 851 / من الأحافير التي يعود تاريخها الى عصور جيولوجية مختلفة، تم تجميعها من مختلف مناطق السلطنة ، كما تضم عددا من التكوينات الأحفورية مثل حجر الجيود، الصوان ووردة الصحراء.

أما المتاحف وبيوت التراث الخاصة فهي تجارب فردية يحاول أصحابها من خلالها عرض العديد من المقتنيات والآثار وكنوز التراث الشعبي والوطني، كما أنها منظومة تسعى لحفظ هذا الموروث ليتسنى للأجيال القادمة معرفة مظاهر الحضارة والهوية التراثية الوطنية للدولة وعددها في السلطنة قرابة (20) متحف تم منح الترخيص النهائي لـ(9) متاحف، تقع في مختلف المحافظات.


متحف الزبير
ومن أهم المتاحف وبيوت التراث الخاصة متحف بيت الزبير ويقع في ولاية مسقط – محافظة مسقط، ويعرض مقتنيات عمانية، ومجموعة من الأسلحة التقليدية والمجوهرات والملابس والأدوات المنزلية القديمة، وبعض النماذج التي تمثل البيئة العمانية الريفية والحضرية.

وفتح المتحف بوابته الخشبية المزخرفة للترحب بزواره في عام 1998. ويعد أحد الرموز المعمارية حيث تشرف في عام 1999 بالحصول على جائزة السلطان قابوس للتميز المعماري، وكانت تلك المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة.

ويضم بيت الزبير خمسة مبان مستقلة، وهي: بيت الباغ، وبيت الدلاليل، وبيت العود، وبيت النهضة، وجاليري ساره ، بالإضافة إلى الحديقة التي تحتوي على عدد من الملامح التقليدية العمانية وكذلك مقهى ومحل لبيع الهدايا.

متحف بيت آدم
ومتحف بيت آدم يقع في مدينة السلطان قابوس – محافظة مسقط، ويعرض مجموعة من العملات النقدية إلى جانب مجموعة مميزة من القطع والتحف والحلي والأسلحة القديمة والوثائق والمخطوطات الأصلية. وقد افتتح أبوابه رسميا عام 2013م ومنذ ذلك وهو يستقطب جمعا من الزوار والسياح لما يتمتع به من عناصر جذب.

ويتكون المتحف من عدة قاعات أهمها القاعة الرئيسية وقد صممت بطريقة جاذبة ومشوقة وهناك قاعة أخرى تضم مجموعة من الخناجر، وأخرى تحوي مكتبة بها الكثير من الكتب والوثائق وهناك ركن يعرض فيه مجموعة من الصور واللوحات بالإضافة إلى عملات ومسكوكات وطوابع.

متحف بدية
أما متحف بدية فيقع بالقرب من حصن المنترب بولاية بدية -محافظة الشرقية، وقد صمم مبنى المتحف محاكاة للطابع المعماري العماني القديم حيث شيد بالحجارة.

ويضم المتحف بين جنباته مجموعة من المقتنيات الأثرية والتراثية من أسلحة وعملات وحِرف وأزياء وغيرها والتي تحكي تاريخ ولاية بدية بشكل خاص والسلطنة بشكل عام، وأهم ما يميزه هو عرض لنماذج عدة من أنواع الخناجر العمانية بتباين أشكالها واختلاف سماتها وما تنفرد به كل منطقة من مناطق السلطنة عن الأخرى.

متحف المكان والناس
ومتحف المكان والناس يقع في مدينة مطرح في محافظة مسقط، وهو عبارة عن مجموعة من البيوت القديمة التي تجسد ملامح العمارة العمانية القديمة، كذلك يمثل هذا المتحف نمط حياة الإنسان العماني في الفترة من 1950- 1975م، وذلك في سعيه لاكتساب المعارف والفنون والصناعات مع محاولة العيش والتكيف معها.

افتتح المتحف عام 2013م، ومن أهم مقتنياته أثاث منزلي وطاولات وكراس يعود بعضها إلى قرن من الزمن وكذلك مقتنيات نادرة من بسط وأسرة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة وكذلك الحلي والفضيات ومجموعة الأزياء العمانية وغير العمانية والأدوات النحاسية وغير ذلك الكثير.

والمتحف لا يتحدث عما خلفه الإنسان العماني عبر العصور من تراث وثقافة فحسب، وإنما يتناول أيضاً قصة الإنسان العماني ذاته وكيفية تأقلمه وتعايشه مع العالم الحديث ومستجداته مع تمسكه برصيد تراثه الثقافي.

متحف الحصن
ومتحف الحصن القديم يقع في ولاية الكامل والوافي في محافظة جنوب الشرقية يعرض فيه مجموعة من المقتنيات الأثرية والتراثية من أسلحة وعملات ولوحات وحرف وخزفيات وطوابع قديمة وغيرها.

وما يميز متحف الحصن القديم مرور فلج الكامل بين جنباته ويعتبر ذلك إضافة جمال آخر وعنصر جذب له. ويعد الحصن القديم ذا مكانة تاريخية فقد كان مقرا للولاة ما بين عام 1364 للهجرة الموافق 1944للميلاد إلى بزوغ عصر النهضة المباركة. وفي عام 2000م أنعم السلطان قابوس /رحمه الله/ بأوامره السامية بإعادة ترميمه، وقد قامت الوزارة بترميمه وتسليمه بحالته الأصلية إلى الشيخ خميس بن حليس الهاشمي.

متحف أبناء مجان
أما متحف أبناء مجان فيقع في ولاية صحار في محافظة شمال الباطنة، ويعرض مجموعة متنوعة من المقتنيات التراثية كالأسلحة والعملات وأدوات الملاحة والأدوات الزراعية والمشغولات الحرفية والتراثية المتداولة والموروثة على مر الأجيال.

افتتح المتحف عام 2014م، ويتكون من قاعة عرض واسعة ذات سقف مزخرف من السعف ومن أبرز المقتنيات قارب صيد قديم من نوع الهوري يسمى “الحيمر” نسبة لنجم الحيمر (الأحيمر) ورياح الحيمر التي تهب من الشمال.

متحف بيت الغشام
ومتحف بيت الغشام يقع في ولاية وادي المعاول في محافظة جنوب الباطنة، ويعرض مجموعة من المقتنيات ذات طابع تراثي لتشمل أواني نحاسية وفخارية ومشغولات سعفية وعملات نقدية، بالإضافة لمجموعة من الحلي والمناديس والأسلحة، وغيرها من المقتنيات.


وتؤرخ فترة بناء البيت إلى عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي أي إن عمره تجاوز قرنين من الزمن وقد صمم على طراز الفن المعماري العماني. ويتكون من دورين ويضم 15 غرفة متنوعة كالصباح والسبلة والغرف المحصنة وأبراج مراقبة وبئر وأماكن تخزين التمور والمواد الغذائية الأخرى وفناء واسع بعد مدخله الشرقي يضفي عليه انشراحاً وجمالاً دائمين.

كان البيت في بدايته منزلا للسيد محمد بن أحمد بن ناصر الغشام البوسعيدي ومن هنا جاءت التسمية ببيت الغشام، ثم صار للسيد أحمد بن هلال بن علي البوسعيدي، ثم اشتراه السيد علي بن حمود البوسعيدي الذي أعاد ترميمه كما ينبغي وفقا للطراز المعماري الذي كان عليه، بغرض جعله متحفا يؤدي أدوارا ثقافية واجتماعية وسياحية.

ويمثل متحف بيت الغشام نمط العمارة الطينية العمانية الذي تم أحياؤه وإعادة استخدامه. ويعد اليوم مزارا سياحيا مهما لما يتمتع به من مقومات السياحة الثقافية مع توفر المرافق المهمة كمطعم ومحلات لبيع التحف والهدايا خدمة للزوار. ويقدم نموذجا رائعا للأنشطة المتحفية السياحية بشكل متكامل من خلال إقامة العديد من الفعاليات والبرامج الثقافية والأنشطة المختلفة مع وجود مسرح فيه.

متحف مدحاء
أما متحف مدحاء فيقع بولاية مدحاء في محافظة مسندم، ويعرض المتحف مجموعة من المقتنيات الأثرية والتراثية، من نقوش صخرية وأحافير وأسلحة ومسكوكات وأحجار كريمة وخواتم، ومخطوطات ووثائق، وغير ذلك فيعتبر المتحف غنيا بتنوع مقتنياته الثمينة كالقطع الأثرية التي تعود إلى فترات قبل الميلاد كالرسومات والكتابات الصخرية والمخطوطات في علوم مختلفة وغير ذلك من مقتنيات التراث الثقافي للوطن ومنها ما هو عن حضارات وثقافات مختلفة، لتصبح جميعها تحت سقف واحد وفي مأمن عن الضياع والاندثار ولتبقى مرآة للزائر ومرجعاً للباحث. لقد جاءت إقامة المتحف بمكرمة من السلطان قابوس /رحمه الله/ وتم افتتاحه رسميا عام 2018م.


متحف العفية التراثي
ومتحف العفية التراثي يقع في ولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، ويعرض مجموعة من المقتنيات التراثية، من عملات وأسلحة وكتب ووثائق وأدوات موسيقية، وأجهزة إلكترونية، وأوانٍ فخارية ونحاسية وسعفيات وأبواب خشبية وغيرها، ومما يضيف للمتحف جمالا هو وجود مجسم لحصن بلاد صور ومعروض أمام مدخل المتحف.

أما المتاحف وبيوت التراث الخاصة فهي تجارب فردية يحاول أصحابها من خلالها عرض العديد من المقتنيات والآثار وكنوز التراث الشعبي والوطني، كما أنها منظومة تسعى لحفظ هذا الموروث ليتسنى للأجيال القادمة معرفة مظاهر الحضارة والهوية التراثية الوطنية للدولة وعددها في السلطنة قرابة (20) متحفا تم منح الترخيص النهائي لـ(9) متاحف، تقع في مختلف المحافظات.

تقارير وتحقيقات
كما تضمن التقرير تحقيقات نشرت، عن الصناعات الفخارية العمانية (الأشكال التقليدية والثراء الزخرفي)، وقال هذا الصدد ناصر بن سيف الحاتمي فنان تشكيلي ومصمم في الحرف التقليدية إن “موروثات الفخار منذ نشأتها الأولى تمتاز بالرشاقة والجمال الذي يحدد قوتها الأصيلة وفوائدها المطلقة، حيث تمتاز هذه الموروثات الفخارية بأشكالها التقليدية وثراء أسطحها الزخرفية القائمة على الخط والنقطة والملامح البصرية المرتبطة ببساطة التنفيذ والقائمة على بعض المهارات البسيطة والبصمات الخطية والنقطية باستخدام الأدوات البسيطة مثل الحبال وقطع الخشب التي تترك أثرا على الفخار وتضيف له اللمسة الجمالية التي نراها في الفخار القديم”.

خط وزخرفة المصاحف العمانية
وفي تحقيق، آخر، بعنوان “إتقان وإبداع في خط وزخرفة المصاحف العمانية”، وقال عنها محمد بن فايل الطارشي رئيس قسم تسجيل المخطوطات في وزارة التراث والثقافة: “إن من بينها “مصاحف متميزة بطابعها الزخرفي واشكالها الهندسية والنباتية التي تتسم بالواقعية والتواضع وبالألوان الزاهية والتي حاول الخطاطون والنساخون العمانيون أن يبذلوا قصارى جهدهم في نسخ هذا النوع من المخطوطات بالخط العماني المميز والذي يجمع بين خط النسخ وخط الثلث و يعمد الى استخدام الخطوط المتشابكة في بداية المخطوط ونهايته”.

وأوضح الطارشي ان “من الظواهر الكتابية التي تعتبر من العناصر الزخرفية وتزين بها المصاحف انقسام الكلمات في أواخر السطر وتكمل في السطر الذي يليه أو في الهامش للمحافظة على المساواة بين هذه الأسطر”، مشيرا إلى أنه “توجد في مكتبة وزارة التراث والثقافة وأيضا في المصاحف العمانية في الخزانات العامة كثير من هذه النماذج من المصاحف، وأيضا من الظواهر الكتابية الآيات القرآنية، فأحد المصاحف المشهورة وهو مخطوط “المصحف السندي” وهو للخطاط محمد بن فاضل السندي نسخ في سنة 1179 هـ في بندر مسقط ومحفوظ في مكتبة الوزارة برقم 2863، ختمت نهايته بآية قرآنية من سورة الأنعام “وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم”، وكتبت هذه الآية داخل إطار دائري الشكل ذي أرضية زرقاء ومزخرف بالألوان الأحمر والأصفر والأسود”.

ومن المصاحف العمانية بدار المخطوطات مصحف /الريامي/، مصحف حمل اسم /مصحف الوايلي.

كتاب بيان الشرع
وعرض تقرير آخر، لكتاب بيان الشرع وهو من أقدم وأهم المراجع الفقهية العمانية. ويقول فهد بن علي السعدي الباحث في التاريخ إن مؤلف كتاب بيان الشرع هو أبوعبد الله محمد بن ابراهيم بن سليمان الكندي وهو من علماء القرن الخامس الهجري توفي سنة 508 للهجرة، وهو قاض وفقيه وناظم للشعر وكان من المجتهدين في طلب العلم وتتلمذ على يد مشايخ عصره في وقته كالشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن عثمان النزوي.

أضاف السعدي:” إن “بيان الشرع هو أشهر كتاب عماني مؤلف وهذا الكتاب إن ذكر فإنما يتبادر الى الذهن الموسوعات العمانية التي تعد بعشرات الاجزاء، وهو يقع في 72 جزءا، ونسخه تتجاوز أكثر من 3 آلاف مخطوطة موجودة في عمان وخارجها، وهو يتناول اساسا اصول الشريعة وفروعها وبها شيء من التاريخ والعلوم الأخرى التي ربما لم نجد فيها مؤلفات كثيرة للعمانيين”.

وأكد الباحث فهد السعدي في حديثه أنه “نظرا لأهمية هذا الكتاب فقد تناوله العلماء بالنسخ واعتنوا به، واختصروه ومن بين من اختصره من العلماء العمانيين الشيخ سعيد بن عبدالله بن عامر الإزكوي وله كتاب سماه “الاختصار من معاني الآثار”.

كنز سناو
وتناول تقرير آخر موضوعا بعنوان “كنز سناو”، وهو يعد أكبر كنز عملات عثر عليه في السلطنة حتى اليوم وتم العثور عليه داخل إناء فخاري في شوال 1399هـ / سبتمبر 1979م في نيابة سناو بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية، ويتميز الإناء المزجج باللون الأزرق الفيروزي وبمقابض في كلا الجانبين، وبداخله (962) قطعة من الدراهم الفضية، تؤرخ للعهود الساسانية والإسلامية المبكرة.وأقدم درهم في الكنز يعود لفترة حكم هرمز الرابع- كسرى الثاني (589-623م)، أي إلى أكثر من 1400 سنة، بينما ضرب أحدث درهم في الكنز في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة (226هـ/ 840-841 م).

مشروع اللحظة الاثرية بالفن
وعرض التقرير لمشروع اللحظة الاثرية بالفن ، وهو من أهم المشاريع النموذجية التطوعية، التي نفذت فكرتها الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية في بداية عام 2019 بهدف إبراز معالم بلد يزخر بتراث عريق وتاريخ يتوغل منذ آلاف السنين، والذي ساهم فيه الإنسان العماني ببناء القلاع والحصون والقرى الأثرية التي تشتهر بجمالها الخلاب وهويتها المتميزة، وهي تستحق أن تكون مادة يستلهم منها الفنان التشكيلي في البحث والإبداع لتتصدر مشاريعه الفنية.

وتؤكد الفنانة مريم الزدجالية أنه على الرغم من أن الفترة الحالية كانت صعبة بسبب جائحة كورونا إلا أنها أثمرت نتائج مفيدة لقرية إمطي. فقد تم استمرار العمل فيها بترميم بعض الأماكن المهمة، والتي تعتبر قلب القرية وعناصر سياحية فنية جذابة ولها صلة بالماضي العريق حيث وبجهود جبارة ومؤازرة ودعم كبير من أهالي قرية إمطي لتطوير حارة العين والسواد ، والمحافظة على ملامحها التاريخية الأصيلة .


وأشارت الفنانة التشكيلية مريم إلى أن هناك رؤية مستقبلية لجعل قرية إمطي كقرية فنية سياحية. يتم فيها استضافة فنانين من أنحاء العالم. وإقامة ملتقيات تشكيلية وتصويرية و أنشطة فنية مختلفة بحيث تكون داعما لنشاط القطاع السياحي في الدولة. و من المؤمل أن يستمر في تقديم الانشطة والفعاليات في القرية بعد عودة الحياة الى طبيعتها .

رواية سيدات القمر
وتحدث التقرير أيضا، عن صدور النسخة الروسية لرواية “سيدات القمر” للكاتبة العمانية جوخة الحارثية ، وقالت عنها المترجمة الروسية “فيكتوريا زاريتوفيسكايا”:” رواية “غير عادية” بالنسبة للقارئ الأجنبي، لأنها تتحدث عن بلد ليس معروفا بما يكفي له، وتغوص عميقا في تقاليد المجتمع العماني وعاداته ومعتقداته”.

أضافت “زاريتوفيسكايا” لمناسبة صدور النسخة الروسية للرواية الحائزة جائزة “مان بوكر” لعام 2019: “إن التأهل للمنافسة على هذه الجائزة أمر في غاية الصعوبة، فهو يمر بسلسلة مراحل، تبدأ من نيل العمل الأدبي حضورا ومقروئية على الصعيد الإقليمي بما يسوغ ترجمته إلى الإنجليزية، ثم عمل المترجم باحترافية للمحافظة على حرارة النص الأصلي، وتحاشي الاختصار غير المدروس، وإبراز الرواية كعمل جديد وجدير بالقراءة في الثقافة التي ينقله إليها. وفي الأخير، وبعد أن يقطع العمل رحلته الشاقة للوصول إلى القائمة القصيرة، تبدأ المواجهة مع الأعمال الأخرى المرشحة للفوز”.

وكشفت “زاريتوفيسكايا” أن الكاتبة البولندية “أولغا توكارتشوك”، الحائزة جائزة نوبل للآداب لعام 2018، كانت من منافسي الحارثية لنيل الجائزة.

وأضافت المترجمة التي كانت عضوا في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، إن فوز “سيدات القمر” بهذه الجائزة، دفع كبريات دور النشر العالمية لترجمتها، ومنها دار نشر “إكسيمو”، التي تعد الأكبر من نوعها في روسيا.

وبحسب “زاريتوفيسكايا” التي تعمل أستاذة للغة العربية في الجامعة الروسية بموسكو، فإن نص الرواية التي استخدمت فيها الكاتبة تقنية تنتمي إلى تيار الوعي الحديث، جاء “موزاييكيا، زاخرا بالأسرار، إذ ينتظرك في كل صفحة منعطف لم تكن تتوقعه”.

وتعبر “زاريتوفيسكايا” عن أملها كبير في أن تفتح ترجمة رواية “سيدات القمر” بابا جديدا للأدب العربي في روسيا، وأن تتحقق قفزة نوعية في هذا المجال، فالأدب المترجم إلى الروسية منذ زمن الاتحاد السوفياتي، كروايات نجيب محفوظ وكتب طه حسين، لم ينتشر بين القراء لأسباب يمكن ردّها إلى “ضعف التوزيع، والفجوة الثقافية بين أسلوب الرواد العرب والقارئ الروسي، ومستوى الترجمة”.

وتشير إلى أن قراءة المشهد الثقافي الروسي الراهن، تتيح للمرء ملاحظة انفتاح ملحوظ نحو ثقافات الشرق الأوسط وآدابها، واستشعار الفضول الذي سيدفع بالقارئ لاقتناء رواية تصطحبه إلى بلد جديد عليه، ناهيك عن أن “سيدات القمر” فازت بجائزة عالمية وصدرت نسختها الروسية عن دار نشر مرموقة.


وتذكر “زاريتوفيسكايا” التي ترجمت عددا من أعمال نجيب محفوظ وعلاء الأسواني، أن إقامتها في السلطنة قرابة خمس سنوات، وتعرفها إلى الثقافة الشعبية العمانية من الداخل، جعل من السهل عليها ترجمة “سيدات القمر” التي تزخر بإشارات من التاريخ والفولكلور والثقافة الشعبية.

 

عن H.A