الرئيسية / سياسة / طعمة: لتواضع البعض إلا إذا كان القصد الذهاب بنا إلى خراب مهول

طعمة: لتواضع البعض إلا إذا كان القصد الذهاب بنا إلى خراب مهول

مجلة وفاء wafaamagazine

اعتبر النائب السابق نضال طعمة في تصريح، أنه “مع اعتذار الرئيس المكلف، وحيث جاء اعتذاره إقرارا بوجود إرادة تعطل التشكيل، يفتح الأفق مصراعيه على مجهول نرجو ألا يسرق اللقمة الباقية على مائدة اللبنانيين. فمن قاد الرئيس أديب إلى هذا الخيار، بدا وكأنه يجلد لبنان، ويفوت إحدى أهم فرص خلاصه”.

وقال: “لا بد من مقاربة الاعتذار اليوم، من زاوية رفض الرئيس سعد الحريري حمل كرة النار، ليس لأنه يرفض حمل المسؤولية، بل لأنه كان يدرك المطبات والحواجز التي لا يمكن تجاوزها. من هنا لا بد من تواضع البعض، وتمهيد الطريق، إلا إذا كان القصد الذهاب بنا جميعا، فعلا إلى خراب مهول”.

أضاف: “لا أريد من خلال هذه المقاربة أن أشخصن المشهد السياسي، ولكن الحل يبدو بتبديد هواجس الرئيس الحريري، ليتمكن من السير قدما في حمل المسؤولية، وليس في تولي منصب أو مسؤولية. فالسلطة باتت سيفا ذا حدين، وحده المسلط على رقبة حامله أشد مضاضة، فغير القادر على حمل هموم الناس، وانتشال البلد من جهنمه، فليترك المسؤولية لغيره، من دون عرقلة ومن دون وضع العصي في الدواليب”.

وأشار إلى أن “بين إرادة اللبنانيين بمعرفة من المسؤول وكيف تمت العرقلة، وكفرهم بالواقع وكامل المنظومة، بات الميل إلى هذه الحال الأخيرة، على ضوء الخوف من مستقبل مظلم، حيث بتنا نخاف تأمين لقمة العيش، بعيدا عن مقولة الكرامة التي طالما تغنينا بها، وبالسبل التي تفرضها كنهج نضال ثوري”.

وقال: “فيما يغرق السياسيون في لبنان في عتمة يضيق رجاؤها، نرى رجال القوة الضاربة في قوى الأمن، بمؤازرة الجيش اللبناني، يواجهون المطلوبين والمشبوهين والإرهابيين، ويشتبكون مع الشبكات والمجموعات المشبوهة، واضعين أرواحهم، في أكفهم ليحموا البلد، وكأن التناقض في المشهد يؤجج الميل إلى صرخة وجدانية، تكاد تجد الخلاص محصورا في قبضة الحق النادرة”.

وحيا القوى الأمنية “التي أنهت عملية ناجحة في وادي خالد، ويكاد لساننا ينطق باسم جميع اللبنانيين، نعم للبندقية الشرعية، نعم لسيطرة المؤسسات الشرعية، فوحدة المعايير المطلوبة في هذا المجال يجب أن تنسجم مع مقومات الدولة ذات السيادة على أراضيها. وإن سقوط شهيدين للجيش، هو سقوط لمنظومة الفساد التي تتحكم بالبلد. فما زال الشرفاء يدفعون الأثمان الغالية ويروون الارض بدمائهم الزكية، فيما يمعن المعرقلون في اغتيال البلد”.

وتقدم من قيادة الجيش ومن ذوي الشهيدين ومن أبناء عكار “التي تعطي دون منة ومن اللبنانيين عموما، بأحر التعازي، راجين أن يكون استشهادمها صرخة في ضمائر كل المسؤولين، ونقول كفى ارحموا لبنان”.

وختم: “نأمل ألا تتأخر الاستشارات النيابية، وأن يسمي نوابنا قادرا على المواجهة، دون أن يضعوا العراقيل في دربه، كي نخرج من حفل الجنون الذي يحرق البلد، وبعض أبنائه يتصرفون وكأن الدنيا بألف خير”.