مجلة وفاء wafaamagazine
أكّد عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب نقولا نحاس، في حديث لـ”النشرة”، أن “تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الخميس 15 تشرين الأول الجاري موعدًا لإجراء الاستشارات النيابية لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة يأتي في الإطار الدستوري الطبيعي، وتطبيق الدستور بروحيته ومندرجاته هو الإنطلاقة الأساس لمعالجة كل الأمور التي أصابها الخلل في المراحل السابقة، وهذه الدعوة تُعطي أملًا لوضع إطار عام نحو إيجاد الحلول للأزمات المتراكمة”.
ورأى نحاس أن “الأمور متجهة للإستفادة من الخبرة السابقة بغية الوصول إلى حكومة تتناسب مع متطلّبات المرحلة، لمواكبة المسعى الذي تقدّم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون أن تتعارض مع موجبات حكومة المهمة التي حددها”.
وأوضح نحاس أن “طرح رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة من 20 وزيرًا بينهم 6 سياسيين مقترن بتولي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رئاستها”، مشيرًا إلى أنه “في السياسة هناك طروحات وعبر الإتصالات والمشاورات يمكن التقدّم، ويجب ألّا ننسى أن الأولوية اليوم هي للأمور المعيشية، وهذا الطرح يهدف إلى إحداث خرق في الجدار الحاصل بالملف الحكومي وهو يجمع بين مسارين، بعدما تبيّن أن فصل السياسة عن الاقتصاد أمر صعب وأدى إلى فشل مهمة السفير مصطفى أديب”.
وعن الأعراف الجديدة التي حاول نادي رؤساء الحكومات السابقين فرضها في المرحلة السابقة، رفض نحاس هذا الإتهام، معتبرًا أن “العرف هو أن تفرض أمرًا وتؤكد على إستمراره في المستقبل وهذا ما لم يفعله نادي رؤساء الحكومات، بل طرحوا إسمًا وتبناه جميع الأفرقاء”، مشيرًا إلى أن “الجميع أكّد في المرحلة الثانية على تمسكهم بتسمية وزرائهم، وبرأيي لا بد من إعادة النظر بالكثير من المفاهيم، ولكن في هذا الظرف على الجميع التسهيل لأن أي مكسب سياسي لا يمكن أن يتقدم على أهمية معالجة الأزمة الفظيعة التي تواجه لبنان”.
وشدّد نحاس على أن “لا مكان للكلام في ظل الحديث عن رفع الدعم في الأشهر المقبلة، بل الوقت اليوم للعمل والسعي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وعقد إتفاقيات مع الجهات المانحة لإدخال Fresh Money إلى البلد وتفادي الوقوع في المطب الذي ينتظرنا في حال تم رفع الدعم، وهذه الأموال لا يمكن أن تأتي إذا لم نبدأ بالإصلاحات وبالتالي مسار تشكيل الحكومة قد يكون مساعدًا، والسؤال اليوم هل نتّعظ أم سنقع في نفس المشاكل السابقة”؟.
وجزم نحاس بأن “لا خيار أمام لبنان سوى السير بتشكيل الحكومة، ولا أعتقد أن أحدًا يربط هذا المسار بنتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لأن الأمور لن تتّضح قبل 6 أشهر بغضّ النظر عن النتيجة، ونحن لا نملك ترف الإنتظار”، مشيرًا إلى أن “الوضع في الأشهر المقبلة مرتبط بأداء السياسيين إن كان على مستوى النظام السياسي أو في التعاطي مع إدارات الدولة وتحديث القوانين وبرنامج الإصلاحات، وما اذا كانوا سيخلعون الثوب القديم”.
وفي الختام، اعتبر نحاس أن إنطلاق المفاوضات حول ترسيم الحدود هو أهم ما حصل في السنوات الماضية لِما تحمله من مفاعيل إقتصادية عبر تمكن لبنان من الحفر في البلوك رقم 9 مما يفتح المجال أمامنا للعمل مع الدول والشركات الكبرى.