الرئيسية / كورونا / “كورونا” وإعادة تشكيل النظام العالمي.. حقيقة أم “خرافة”؟!

“كورونا” وإعادة تشكيل النظام العالمي.. حقيقة أم “خرافة”؟!

مجلة وفاء wafaamagazine

مع تحوّل فيروس “كورونا” المستجدّ إلى جائحة عالمية وما تتبّع ذلك من تأثيرات على كافة المستويات والصعد حول العالم، طُرحت الكثير من الأسئلة على لسان خبراء وأكاديميين في مختلف علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع عن إمكانية تغيير هذه الجائحة لشكل النظام العالمي الحالي.


في الواقع، ترى مجلة “فورين بوليسي” أن لا أحد لديه إجابات محدّدة أو حاسمة بشأن ذلك، مشيرة إلى أن الأحداث الكبرى ليست بالضرورة أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة أو جذرية.

وأوضحت “فورين بوليسي” الأميركية في تقرير أنّ أفضل ما يمكن لواضعي السياسات فعله هو تجنّب “الخرافات” التي تعيق تفكيرهم وفحص البدائل التي تساعدهم على التركيز على الأسئلة الأكثر أهمية، منوهة إلى أنّه من المفيد هيكلة التفكير في السياسة وعلومها بطريقة تسمح للقادة بالتعلم من الأخطاء وكذلك النجاحات.

وأشارت إلى أنه عند تقدير آثار الجائحة الحالية، ينبغي ملاحظة مدى ومدة الاضطرابات الاقتصادية التي قد يسببها الوباء لا تزال غير واضحة المعالم، وبالتالي فإن أي تقديرات لعودة الانتعاش الاقتصادي ستكون معقدة بسبب اعتماد الاقتصادات على فعاليتنا البشرية غير المؤكدة في السيطرة على الفيروس.

“خرافة” التعلم من التاريخ
ويرى التقرير أن دروس الماضي قد تكون مفيدة أحياناً، ولكن في أحيانٍ أخرى لا يجب الاعتداد بها لأنّها قد تكون مضللة. فما زال هناك اختلاف فيما إذا كانت أن أثينا قد خسرت الحرب أمام أسبارطة بسبب الطاعون الذي أنهك المدينة، ولا يمكن الجزم فيما إذا كانت الجائحة التي ضربت أوروبا في القرن الرابع عشر هي التي أدت إلى نهاية الإقطاع بعد وفاة أكثر من ثلث سكان القارة العجوز.

وقبل نحو قرن قتلت الإنفلونز الإسبانية نحو 50 مليون شخص، أي أكثر من ضعفي ضحايا الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك يشير علماء السياسة إلى أنّ أبرز التغيّرات التي شهدها النظام العالمي لاحقاً تعود إلى أحداث تاريخية أخرى مثل قيام الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا، وصعود الفاشية في أوروبا.

الأوبئة.. و”خرافة” التغييرات الكبرى
ودعت “فورين بوليسي” في تقريرها إلى تجنب “خرافة” أن الأوبئة دائما ما تكون نقاط تحول تاريخية، وقالت إنّ الناس يفترضون بشكل خاطئ أن الأحداث الكبيرة مثل الأوبئة يجب أن يكون لها دائما تأثيرات كبيرة، لكن مثال “الإنفلونزا الإسبانية” ينفي ذلك.

وختم التقرير أنه حتى لو كان للوباء تأثيرات كبيرة داخل الولايات المتحدة ، فلن تؤدي كل هذه الآثار إلى حدوث تغيير جيوسياسي، مردفا: “.من المحتمل أن يكون للجائحة تأثيرات دائمة على العمالة، النشاط الاقتصادي والتعليم والحياة الاجتماعية… وبالتالي فإن ذلك قد يؤدي أيضًا إلى إصلاحات سياسية محلية دون تغيير في السياسة الخارجية على الإطلاق”.