الرئيسية / محليات / فضل الله : مرة جديدة لم تكن بعض القوى السياسية على مستوى المسؤولية وخيبت آمال اللبنانيين

فضل الله : مرة جديدة لم تكن بعض القوى السياسية على مستوى المسؤولية وخيبت آمال اللبنانيين

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله حديث الجمعة، ومما جاء فيه:
عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بالأخذ بالصفات التي وصف بها الإمام الرضا شيعته… هذا الإمام التي تمر علينا ذكرى وفاته في التاسع والعشرين من شهر صفر، عندما قال(ع): “الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه.. لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى.. إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى، ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال: لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير منه و أتقى تواضع له ليلحق به..”

إننا أحوج ما نكون إلى الأخذ بهذه الصفات التي بها يعبر الإنسان عن صدق انتمائه لأهل البيت والتزامه بهم، ونكون بذلك أقدر على مواجهة التحديات.

والبداية من التعثر الذي طرأ على صعيد تشكيل الحكومة، والتأجيل الذي حصل على هذا الصعيد.. فقد كان اللبنانيون يأملون من كل القوى أن تسارع في البدء بإجراءات تشكيل الحكومة وأن تتجاوز في ذلك حساباتها الخاصة ومصالحها وحساسياتها لحساب وطن يتداعى وينهار، ولإنسانه الذي لم يعد قادرا على دفع أثمان التأخير، ولكن ذلك لم يحصل مع الأسف، ومرة جديدة لم تكن بعض القوى السياسية على مستوى المسؤولية وخيبت آمال اللبنانيين مجددا.

أمام هذا الواقع، فإننا نأمل أن تكون الأيام المتبقية كافية لتغليب منطق التوافق، على منطق الانفعال والتصعيد للإسراع بتأليف حكومة.. فالمرحلة تحتاج إلى لم الشمل ولا يمكن إنقاذ البلد في هذه المرحلة إلا بتنازلات متبادلة من الجميع، وأن يكون الهم العام يغلب على المصالح الخاصة.


في هذا الوقت يتضاعف خوف اللبنانيين مع اقتراب الاستحقاق المنتظر برفع الدعم عن الخبز والمحروقات والدواء، والذي بدأت تباشيره بعدم توافر المحروقات بالشكل الكافي، وفقدان الدواء ولا سيما ما يتعلق منها بالأمراض المستعصية بفعل التخزين أو الاحتكار والتهريب الذي أكدته جولة وزير الصحة الأخيرة.. وما يزيد الطين بلة هو القرار الأخير للمصرف المركزي بفرض سقف على السحوبات المالية لليرة من المصارف بعدما حرم المودعون من سحب دولاراتهم..
ونحن في هذا المجال نعيد التحذير من هذه القرارات التي تمس حياة المواطنين ولقمة عيشهم وصحتهم، ونقف مع دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال في رفضه لهذه القرارات.. في الوقت الذي نجدد دعوتنا للبنانيين إلى الوحدة وأن يكونوا صوتا واحدا في مواجهة كل الذين تسببوا بجوعهم وآلامهم”.

أضاف فضل الله : “ان على كل من هم في مواقع المسؤولية، أن يأخذوا في الاعتبار أن قدرة البلد على الاحتمال باتت محدودة، وأن الوقت لن يكون في مصلحتهم إن أبدوا تلكؤا من القيام بمسؤولياتهم، وأن يتحركوا سريعا، وندعوهم إلى أخذ الإجراءات الكفيلة بإنقاذ هذا البلد، والمسارعة إلى تنفيذ البنود الإصلاحية التي قد تمهد السبيل لنيل ثقة الشعب اللبناني وثقة العالم الذي أصبح واضحا أنه لن يقدم على أي خطوة لمساعدة هذا البلد إلا بالإصلاحات”.

وفي هذا الوقت، تأتي الذكرى السنوية للحراك الذي جاء تعبيرا عن معاناة حقيقية يعيشها الشعب اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية ومناطقه، وهو استطاع أن يحرج الطبقة السياسية عندما أظهر مكامن الفساد في إدارتها لشؤون الدولة وفي تعاملها مع مقدراتها.. ولكن هذا الحراك الذي راهنا عليه وراهن عليه اللبنانيون لم يستطع الصمود أمام تدخلات الداخل والخارج، والأساليب التي أساءت إلى صورته وأفقدته الاحتضان العام.

إننا في هذه المناسبة، ندعو الحراك بكل أطيافه إلى مراجعة شاملة لمعالجة الأسباب التي أدت إلى حالة الانكفاء التي هو عليها وعدم التفاعل الشعبي معه كما كان في بداياته، والعمل لإعادته إلى طهره وصفائه ونقاوة أهدافه وأساليبه”.

وتابع:” ونبقى مع بدء انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع العدو لترسيم الحدود، فقد كنا نأمل أن يذهب الوفد محصنا بالوحدة الداخلية لا بالانقسام الذي شابه حول دستوريته أو طبيعة الوفد والذي نرى أنه يساهم إن استمر في إضعاف الموقف اللبناني أمام العدو، ولذلك فإننا ندعو إلى معالجة جادة لكل الثغرات التي حصلت ولتوحيد الموقف تجاهه، حيث لن يستطيع لبنان أن يربح معركة المفاوضات بهذا الترهل عندما يكون مع عدو ماكر وغادر كالعدو الصهيوني.

وعلى المستوى الصحي نعيد دعوة اللبنانيين إلى أخذ أقصى درجات الحذر والوقاية لمواجهة الأرقام المخيفة في أعداد المصابين بكورونا أو الوفيات والذي لم تعد تتسع لهم أسرة في المستشفيات الخاصة والعامة.

في الوقت الذي ندعو الدولة إلى إجراءات حاسمة ومدروسة في هذا المجال، على أن تعالج فيها الثغرات التي حصلت في إجراءات الإغلاق التي اتخذتها سواء على مستوى المناطق أو المدارس والجامعات..
وأخيرا نهنئ اليمنيين بالاتفاق الذي حصل والذي أدى إلى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى.. والذي نأمل أن يساهم في الوصول إلى تفاهم داخلي يؤدي إلى إنهاء المأساة التي يعاني منها الشعب اليمني وإلى توحيد اليمن وإعادته إلى بر أمانه واستقلاله وسيادته”.

عن H.A