مجلة وفاء wafaamagazine
وفاء بيضون
ما بين الاستشارات النيابة الملزمة التي دعا إليها الرئيس ميشال عون والإملاءات الخارجية التي عادة ما تكون هي الممر الإلزامي لتشكيل الحكومة ، يقع لبنان اليوم بين تجاذبات وتحديات غير مسبوقة وذلك لأسباب عدة نذكر منها الأهم وباء الكورونا وانهيار القطاع المالي والمصرفي الذي انتهى إلى الانهيار الاقتصادي .
عند هذا المفترق الصعب والذي معه صرخات الجوعى والمحتاجين والفقراء تتصاعد وتتعالى من مختلف المناطق اللبنانية اضافة إلى انهيار الآلة الصحية والطبية وفقد الأدوية الحساسة خاصة لذوي الأمراض المزمنة مع ارتفاع الأسعار الجنوني اذا ما توفرت أحيانًا تلك الأدوية.
بعد هذا العرض المختصر لبنان إلى أين ؟ لقد جاءت فرنسا حاملة مشروع إدارة الأزمة كي يخرج لبنان بأقل خسائر ممكنة ، إلّا أنّ المشروع تعرض إلى انتكاسة أدت إلى فشله حتى الآن
والسؤال هل يقتنع الساسة اللبنانيون اليوم أنّ لبنان في هذه المرحلة الحرجة جدا ، يحتاج إلى قرارات صعبة تتجاوز معايير المحاصصة لا بل التضحية من الجميع لإبقاء لبنان وشعبه حيًّا يرزق ، وذلك بالترفع عن سياسة المكاييل كي يتم التوصل إلى حكومة مرحلة وإنقاذ بعيدًا عن زواريب المحاصصة وخلافها .
رغم صعوبة الموقف والوضع المتردي يبقى لبنان فوق الجميع .. وبناء عليه لا بد من التوصل الى حكومة حكيمة كما تقتضي الظروف والأحوال والالتفاف جميعًا حولها بمسؤولية وإخلاص للعبور من هذا النفق المظلم الذي وصلنا إليه .
