الرئيسية / أخبار العالم / روميو وجولييت ومدينة فيرونا بعيدا عن خيال ويليام شكسبير

روميو وجولييت ومدينة فيرونا بعيدا عن خيال ويليام شكسبير

مجلة وفاء wafaamagazine

زارت بعثة من الصحافة الأجنبية في روما، من ضمنها “الوكالة الوطنية للأعلام”، مدينة العشق حيث القصة التراجيدية لروميو وجولييت، بدعوة من بلدية فيرونا، في شمال إيطاليا، سعيا منها إلى إعادة الحياة والسياحة إليها في زمن “كوفيد- 19”.

زارت البعثة خلال يوم كامل، عددا من المعالم الخاصة بعائلتي روميو وجولييت، والتقت بعض المؤرخين والأدباء.

وقال الأديب الإيطالي بولو كوبوتتسو لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”: “من بين كل قصص الحب الشهيرة تظل رائعة شكسبير الخالدة “روميو وجولييت”، أول ما يخطر في البال عند ذكر الحب الحقيقي. تظهر صورة روميو العاشق وجولييت أميرة الحب الطاهر”.

أضاف: “ويليام شكسبير رائد الأدب الإنكليزي، الذي تأثر بالقصة التي كتبها الكاتب الإيطالي دي بورتو Di Porto اقتصر على تجسيدها بمسرحية رومانسية تراجيدية، كتبت في الفترة ما بين 1593-1596م، وظلت هذه المسرحية ملهمة للكثيرين من أدباء، شعراء، موسيقيين، رسامين وصناع السينما والدراما”.

وقال ردا على سؤال: “كل من دي بورتو وشكسبير ذهبا بعيدا بخيالهما وغيبا القصة الحقيقة، أي الواقعة الحقيقية التي شهدتها مدينة فيرونا. هناك رواية حقيقية بدأ فعلا بكتابتها دل بورتو، لكنه ذهب هو أيضا بعيدا بخياله الرومانسي”.

وقالت الباحثة بولا دي سانتيس التي رافقت البعثة الصحافية: “القصة الحقيقية أن روميو وجولييت، لا نعرف إن كان هذان اسميهما الحقيقيين، كانا بالفعل ضحية الصراع بين عائلتين نبيلتين تعيشان في مقاطعة “فيرونا” الإيطالية، عائلة مونتيكيو (Montecchio) وعائلة كابوليت (Capolite)، صراع بين تسلط الآباء وعنفوان الأبناء، بين الحب والكراهية، وبين الموت والحياة. روميو الذي كان ينتمي إلى عائلة مونتيكيو وقع في غرام جولييت المنتمية لعائلة كابوليت، حاربت العائلتان هذا الغرام المحظور، فتزوج العاشقان سرا. قررت جولييت أن تستعين بالراهب لورانس الذي قام بتزويجها من روميو، ليساعدها على الخلاص. هنا توقفت القصة وكل ما ورد بعدها كان من نسج الخيال. ربما هربا بعيدا إلى مكان ولم تعد هناك قصة أهم من لقائهما والنهاية التي أرادوها”.

التجول في قلب مدينة فيرونا يجعل المرء يؤمن بأن هناك قصة حقيقية. المعالم والشهادات المدونة تثبت أن هناك قصة حقيقة تتخطى خيال ويليام شكسبير الذي جعل منها دراما عالمية، لكنه بالفعل غيب الحقيقة المدونة في تاريخ المدينة وكما يرويها مؤرخون في فيرونا. لا يمكن نفي النزاعات الدموية بين العائلات المذكورة في تاريخ المدينة بين عام 1200 و1300. يكفي التنقل في الأماكن المحيطة بفيرونا للتحقق من معالم وقصص تروي ما حدث، خصوصا الصراع الدموي بين العائلتين. يمكن التأكد من ذلك عند القيام بزيارة منزل روميو وهو مقر إقامة عائلة Montecchi، أو زيارة منزل جولييت في قصر عائلة كابوليت.

وردا على سؤال حول شعور السائح عندما يزور فيرونا، قالت سانتيس: “يشعر السائح أنه لا يوجد عالم خارج جدران فيرونا. عندما تزور مدينة الحب تشعر برعشة في القلب، ربما تذكر من تحبهم أو من أحببتهم في الماضي ويصبح الماضي حاضرا، خصوصا عندما تقف تحت شرفة جولييت وتنظر إلى تمثالها الجميل الذي يجسد الحب في الحديقة”.

وختمت: “في فيرونا جمعية أسست عام 1930 أسمها جولييت تهتم بشؤون العشاق، تتسلم عددا كبيرا من الرسائل وتجيب عليها وتواسي من فشل في حبه وتشجع من يحب”.