الجمعة 23 آب 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
افتتحت محافظة لبنان الجنوبي ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع وزارة المالية، “منتدى الموازنة والمالية العامة” بعنوان “الموازنة العامة وعقارات التعمير وصيدا القديمة”، برعاية وزير المالية علي حسن خليل، في قاعة رفيق الحريري في مركز المحافظة في سراي صيدا الحكومي.
وتحدث راعي المنتدى الوزير خليل فقال: “يشرفني ان اكون اليوم شاهدا على تجربة متقدمة من تجارب الشراكة الفعلية بين المجتمع الاهلي والدولة اللبنانية ، وهي شراكة اذا ما نظمت بالطريقة المثلى وعلى القواعد العلمية ستعطي بالتاكيد دفعا وقوة لمسار العمل الحكومي، لمسار عمل الدولة التي تحتاج بالدرجة الاولى الى هذا التكامل الفعلي بين قوى المجتمع المدني وبين ادواتها التنفيذية. فكيف اذا كانت هذه الشراكة من خلال تجربة استثنائية للسيدة بهية الحريري في هذا المنتدى الذي يمثل تكامل ادوار الشباب مع الذين سبقوهم والذين في موقع المسؤولية، واذا دخلنا في التجربة التي نحن بصددها اليوم لرأينا ان هناك نقصا حقيقيا في فهم تفاصيل وموقع ودور الموازنة العامة في حياة الناس وهذا الامر يدفعنا الى العمل الجدي من اجل تعزيز هذه الثقافة ثقافة الوعي على ادارة المال العام وكيف يوجه في سبيل مشروع التنمية للمناطق وللانسان”.
وتابع: “اشعر بسعادة لان هذه المناسبة ليست مناسبة تنطلق من ابعاد نظرية فقط بل نحن امام تجربة حية لها نتائجها الفعلية على الارض من خلال ما تم انجازه للتنظيم وترتيب وتشريع ما يسمى بمناطق التعمير وهذا امر يطرح سؤالا مركزيا كيف تتعاطى الدولة مع قضاياها ومشكلاتها المتراكمة هل بمقدورنا ان نستمر تاركين فجوات حقيقية في حياة ومصالح الناس على امتداد عقود من الزمن، هؤلاء الذين تجاوزنا حقوقهم لعشرات السنين انما يمثلون حسب ما صدر بالنسبة الينا 3400 عائلة في مباني التعمير، هذا بحد ذاته هو ادانة للتجربة الحكومية، ادانة تستوجب ان نقف بمسؤولية امامها معترفين بتقصير من جهة. لكن ارادتنا كانت واضحة عندما ناقشنا الامر مع السيدة بهية الحريري بأن مثل هذا الموضوع يجب ان يحظى باهتمام استثنائي على مستوى القرار والتمويل والمتابعة حتى انجاز هذه العملية بالكامل. ويسعدني ان اعلن انها انجزت بالكامل ورصدرت كل سندات التعمير حوالي 3400 سند وهي سندات باسم المؤسسة العامة للاسكان وسيتم تحويل الملكيات لافرادها معفاة من كل الضرائب والرسوم وكل ما يتوجب على هذه العملية مساهمة من الدولة في تعزيز استقرار هذه الشريحة الواسعة من المواطنين اللبنانيين”.
واضاف: “نحن اليوم سنكون امام تجربة مكملة لهذا الامر، فصيدا عروس هذا الشاطىء وبوابة الجنوب المقاوم، صيدا بأهلها وتنوعها واحتضانها للمشهد اللبناني المتكامل بكل انتماءاته وطوائفه وتوجهاته السياسية تحتاج ان لا يكون هناك مشكلات حقيقية على مستوى عمرانها وبنيانها واسواقها ومناطقها القديمة. والتزامنا اليوم هو التزام واضح واكيد عكسناه من خلال القرارات التي اعدت والتي ستستكمل وهي الدخول المباشر الى تلزيم واقع صيدا القديمة ككل لحل كل المشكلات المرتبطة بالمسائل العقارية وتصفيتها ليتسنى لنا ان نخوض معركة تطوير صيدا القديمة مع الحفاظ على طابعها التراثي وتاريخها الذي لا يمكن لاحد تجاوزه”.
وتابع: هذه الخدمة لصيدا ليست مسألة جهوية او موضوع خاص بمنطقة من المناطق لان تنمية صيدا تعني بالدرجة الاولى اهلها وسكانها لكن الاهم انها تعني لبنان كل لبنان عندما نستطيع ان نرتب اوضاع صيدا معناه اننا قد اضفنا عاملا ايجابيا على اقتصادنا وسياحتنا وماليتنا العامة وعلاقات وموقع ودور لبنان على مستوى كل شاطىء البحر الابيض المتوسط هذا الامر يجب ان نتعاطى معه على هذا الاساس وهذه المسؤولية وهذا وعد وعهد ان نستكمل معا حتى نصل الى تحقيق هدفنا الثاني هذا”.
وقال خليل: “على المقلب الاخر، لن أتحدث كثيرا في ما يتعلق بموضوع اللقاء حول الموازنة، لكن يسعدني ان اعلن اننا سنطلق خلال الايام المقبلة برعاية دولة رئيس الحكومة موازنة المواطن والمواطنة الذي قد اعده معهد باسل فليحان في وزارة المالية للسنة الثانية على التوالي، وهي موازنة ستكون بين ايدي كل الذين يهتمون بهذا الموضوع وبطريقة علمية مختصرة توصل الاهداف وتعزز ثقافة المالية المفقودة لدى الكثيرين.
وتابع: “لبنان يواجه تحديات كبرى على الصعيدين الاقتصادي والمالي، لبنان امام استحقاقات اعلان مؤسسات التصنيف في موقفها من اوضاعه لكنني استطيع في المقابل ان اؤكد ان باستطاعتنا ان نخرج من هذه الازمة واننا لسنا بلدا مفلسا بل لدينا القدرة على تجاوز الصعاب وعلى الخروج من ازماتنا مهما كانت عناوين التصنيف او المواقف الخارجية، لكن هذا الامر يتطلب بالدرجة الاولى حسا عاليا بالمسؤولية من الحكومة لتطلق ورش العمل الاصلاحية الجدية استكمالا لما تم في موازنة ال2019 قرارات جريئة قوية واضحة تخدم مصالح الناس وتعزز ثقتهم بالدولة ومؤسساتها ..
وختم خليل كلمته بالقول: “اذا لم نستفد من هذا الوقت عندها نكون فعلا امام تحد خطير لا يمكن مواجهته في المستقبل. علينا ان نثق انه بارادة الشباب ووعيهم نستطيع ان نتجاوز محننا لينتصر وطننا لبنان”.