مجلة وفاء wafaamagazine
رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، حفل وضع حجر الأساس لإعادة بناء المستودع المركزي للدواء واللقاح في الكرنتينا، بحضور المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور احمد المنظري، سفير اليابان أوكوبو تاكيشي، مديرة الرعاية الصحية في وزارة الصحة رندا حمادة ووفود صحية يابانية ولبنانية وممثلين لليونيسف والWHO ومنظمات دولية أخرى.
وأكّد السفير الياباني استعداد اليابان الدائم للوقوف الى جانب لبنان في هذا الوقت العصيب. وقال: لا شك أن القطاع الصحي في لبنان منهك بمواجهة أزمات عدة، منها الازمة الاقتصادية التي تبدت بوضوح أكثر هذا العام، وجائحة فيروس كورونا التي تستمر في الانتشار، وأيضا انفجار مرفأ بيروت الذي فاقم من التداعيات الكارثية على قطاع الاستشفاء وبالأخص على قطاع الدواء. وإزاء هذه الظروف المستجدة، تولي اليابان أهمية خاصة لهذا القطاع. فقد تم إعادة تخصيص تمويل بقيمة حوالى 360 ألف دولار أميركي لإعادة إعمار المستودع من قبل منظمة الصحة العالمية، باعتباره ركيزة أساسية في لبنان لضمان الامن الصحي المحلي. كما أن اليابان سارعت الى تقديم منحة طارئة للبنان بقيمة 5 ملايين دولار أميركي للمنظمات الدولية التي تقوم بأعمال تشمل أيضا الاصلاح في المستودع المركزي بالاضافة الى إصلاح مراكز الرعاية الصحية بما فيها مستشفى الكرنتينا وتوفير معدات طبية لها”.
وأشار الى أنه على “ثقة أن هذه المنح اليابانية سوف تساهم في تفعيل دور القطاع الصحي في لبنان لتأمين الرعاية الطبية والاستشفائية، مما يعزز الأمن البشري للمتضررين بانفجار مرفأ بيروت وغيرهم من المواطنين في لبنان” مؤكدا “حرص الحكومة اليابانية على مواصلة دعمها لشعب لبنان لمساعدته على تخطي الظروف الصعبة، وعلى توثيق الروابط الوطيدة التي تجمع البلدين”.
من جهته، وجّه وزير الصحة رسالة الى كل الدول الداعمة للبنان، “لأن يأخذوا من هذه المبادرة مثلا ومثالا يحتذى به للتعاون بين الجهات الدولية المانحة والادارات العامة المؤهلة في الوزارات اللبنانية كافة، وليس فقط في وزارة الصحة العامة” دعيا “كل الدول الصديقة الداعمة، ان تتفاعل مع وزارات الدولة ومع ادارات الدولة المؤهلة للقيام بهذه المسؤولية، لان للاسف ما نراه من تأخير في إعادة ترميم منطقة الدمار جراء الانفجار، غير مبرر. ان على الدولة ان تكون الشريكة بمراعاة مبدأي الفعالية والشفافية لتحقيق الهدف وبلوغه سويا بنجدة من تضرروا ونجدة كل انسان موجوع وبحاجة لدعم دوائي، أكان من مستودعاتنا هنا في الكرنتينا، أم في مراكز توزيع الادوية في المحافظات والاقضية”.
وأوضح “أننا من الكرنتينا نوزع الادوية على مراكز التوزيع في لبنان للامراض المستعصية والمزمنة في المحافظات كافة، وبالتالي ما تقدمه اليوم دولة اليابان الصديقة مع دولة الكويت وكل المانحين، وما قدمته وتقدمه منظمة الصحة العالمية، واستثمار دولة اليابان في البشر من خلال الدعم الانساني، يجعلنا نطلق من هذا الصرح المهم مخازن الكرنتينا التي لها في ضمير لبنان وتاريخه الكثير. واننا اليوم من امام مستشفى الكرنتينا ننتظر وعود الدول الصديقة التي ساهمت جزئيا بإعادة ترميمه، بالاستمرار بيد المساعدة عبر رسالة المحبة والاخوة والصداقة على مستوى وزارة الصحة العامة”.
واكّد “أن ما يعنينا اليوم من هذا الانجاز التاريخي هو إعادة اعمار مستودعات الكرنتينا بتكنولوجيا متقدمة وبالوسائل والتقنيات اللازمة، لكي نواكب التقدم الحاصل على صعيد توزيع الأدوية في كل دول العالم. عندما نتكلم عن الرعاية الصحية في دول العالم، نتكلم عن الأدوية المزمنة والأدوية المستعصية وعن حضانة الأطفال وحصانتهم وتلقيحهم، وعن دور بارز لليونيسف الدبليو اتش او، الذين لم يبخلوا يوما ولم يتركوا لبنان الا وكانوا يدا بيد الشركاء الحقيقيين لضمان هذه الحماية واللقاح ضد كل الأوبئة، آملا ان يكون لقاح كوفيد 19 قريب المنال”.
وشكر منظمة اليونيسف “التي كانت متعاونة بنقل اعتماد الدفعة الاولى بمبلغ 4 مليون و300 الف دولار من حساب يونيسف الى منظمة الصحة العامة دفعة اولى من covax facility، ونأمل باعتماد covax للقاحات الدولية المعتمدة مع دبليو اتش للعمل بنفس الاتجاه لحماية المجتمع اللبناني وحصانته. ويسعدني ايضا انه كان بالامس فرصة اللقاء مع المدير الاقليمي لمنظمة WHO الدكتورة إيمان التي ان بدأنا لن نعرف اين ننتهي بالشكر على العطاء والسخاء والمؤازرة والمحبة الموجودة دائما وعلى الأصعدة كافة، من الدواء واللقاح والتجهيزات والمؤازرة لمواجهة الوباء، والبرامج الصحية ومواكبة كل التحديات الطبية على مستوى العالم والمؤازرة الفورية والبحثية، كل هذا ولنا الشرف ان نتعاون ونتفاعل دائما”.
وشدد حسن على أن “لبنان، برغم التحديات، يتميز بالطاقات والكوادر البشرية، لكنه للاسف يواجه دائما كما من المشاكل التي لا تنتهي، وما ان تنتهي إحداها حتى نبدأ بأخرى” لافتا الى “ان ما نواجهه الآن على مستوى وزارة الصحة العامة هو مواجهة تاريخية بدءا من الأزمة الاقتصادية والمالية الى الوبائية والسياسية والمجتمعية، وشاء القدر ان نواجهها معا، ولكن اقول وبثقة تامة ان هذا التعاون النموذجي وهذا الجدال وهذه التضحية لنا جميعا هي الكفيلة بوصولنا كمجتمع لبناني الى بر الأمان”.
LBCI