مجلة وفاء wafaamagazine
في اليومين الأخيرين قبل الاقتراع، تتكثّف حملتا المُرشَّحِين الرئاسيَّين إلى البيت الأبيض، في مسعى منهما إلى كسب الناخبين المتردِّدين في الولايات المتأرجحة التي تحسم أصواتها نتيجة السباق؛ ويتكثّف توازياً التصويت المبكر الذي وصل أرقاماً قياسيّة باتت توزاي حوالى 65% من مجموع الذين انتخبوا في الدورة السابقة
ساعاتٌ قليلة وتُفتح صناديق الاقتراع للناخبين الذين فضّلوا انتظار يوم الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الأميركية، والبالغ عددهم نحو 230 مليون ناخب، صوّت أكثر من 90 مليوناً منهم في الاقتراع المبكر، أو ما يوازي حوالى 65% من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016. في موازاة الإقبال الكثيف الذي يعكس اهتماماً استثنائياً بالعملية الانتخابية، يتسابق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنافسه المرشّح الديمقراطي جو بايدن، مع الزمن لحشد الناخبين في الولايات المتأرجحة، كلّ إلى صفّه؛ إذ تتكثّف جولاتهما المكّوكية في ولايات الغرب الأوسط الصناعي وكذا الساحل الجنوب الشرقي، والتي من شأنها أن تُقرّر اتّجاه الانتخابات المرتقبة.
ترامب، الذي لا يُظهر أيّ مؤشّر تعب، عَقد، يوم أمس، خمسة تجمّعات انتخابية امتدّت في المجمل على أكثر من 3500 كيلومتر، وشملت كلّاً من ميشيغان وآيوا وكارولاينا الشمالية وجورجيا وفلوريدا، على أن تليها اليوم خمسة تجمّعات إضافية، في ما يُعدُّ أقصى تكثيف لنشاط حملته الانتخابية على الإطلاق، في ولايات يُرجَّح أن تلعب دوراً حاسماً في تحديد إذا ما كان سيبقى في البيت الأبيض لأربع سنوات إضافية، أم أنه سيصبح أوّل رئيس أميركي يخسر مساعيه إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية منذ جورج بوش الأب عام 1992. ويختتم ترامب فترة الدعاية المكثّفة في مؤتمر انتخابي يعقده ليل اليوم، في غراند رابيدس في ولاية ميشيغان، حيث اختَتم حملته الانتخابية قبل أربع سنوات. على خطٍّ موازٍ، ركّز بايدن نهاية حملته على ولاية بنسلفانيا – المعقل الصناعي السابق الذي يُعدُّ أساسياً في تقرير مصير الانتخابات -، بعدما استعان، أول من أمس، بالرئيس السابق، باراك أوباما، لمخاطبة أنصاره في مدينة فلينت/ ميشيغان، في مسعىً إلى ترجيح كفّة بايدن بين الناخبين السود الذين تسبّبت معدّلات إقبالهم المنخفضة على التصويت، قبل أربع سنوات، بفوز ترامب في هذه الولاية، بأقلّ من 11 ألف صوت. ويمكن أن تعني أصوات أعضاء هيئة الناخبين الستة عشر للولاية قفزةً كبيرة في اتّجاه 270 صوتاً يحتاج إليها المرشّح للفوز. وتَوجّه بايدن وأوباما بعدها إلى مدينة ديترويت، القلب التاريخي لصناعة السيارات الأميركية وإحدى أكبر المدن الأشدّ فقراً في الولايات المتحدة، حيث قرابة 80% من السكان من أصول أفريقية.
ركّز بايدن نهاية حملته الانتخابية على ولاية بنسلفانيا التي تُعدُّ أساسية في تقرير مصير الانتخابات
قبل 48 ساعة من يوم الاقتراع، كانت استطلاعات الرأي على مستوى الولايات المتحدة لا تزال تمنح بايدن تفوّقاً واضحاً على ترامب، غير أن تلك الخاصة بالولايات المتأرجحة، والتي تُجرى في كلّ ولايةٍ على حدة، تُظهر تقارب نتائج المرشّحَين. وللفوز بفترة رئاسية ثانية، يَتعيّن على ترامب تحقيق معادلة صعبة: الفوز في ولايات كانت من نصيبه في عام 2016، مثل فلوريدا وجورجيا وكارولاينا الشمالية وأوهايو وآيوا وأريزونا، مع الاحتفاظ بواحدة – على الأقلّ – من ولايات الغرب الأوسط التي فاز فيها قبل أربع سنوات، مثل بنسلفانيا أو ميشيغان أو ويسكونسن. وبعد حملةٍ خافتة إلى حدّ كبير بسبب وباء «كورونا»، اتّخذ بايدن وضعية الهجوم، وتَقدّم على ترامب في ولايات غير متوقّعة مثل تكساس، وهي معقل محافظ تقليدياً بات يُنظر إليها الآن على أنها قد تميل في أيّ من الاتجاهين. وأعلنت سلطات الولاية، الجمعة، أن تسعة ملايين من السكّان صوّتوا بالفعل، ليتجاوز الرقم بذلك العدد الإجمالي لعام 2016. وزارت كامالا هاريس، نائبة بايدن، تكساس في محاولة لتحويل الولاية إلى ديمقراطية للمرّة الأولى منذ عام 1976.
الاخبار