مجلة وفاء wafaamagazine
أبدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أسفه لأنّ “الجماعة السياسيّة تحارب التجدّد في إدائها وممارساتها، وتحارب الإصلاح المُطالب به دوليًّا في الهيكليّات والقطاعات.” وقال:” كنّا ننتظر، مع الشعب الجائع والمنكوب والمتروك جريحًا على قارعة الطريق، حكومة إختصاص على قياس التحديات المصيريّة. فنسمع بتشكيل حكومة محاصصة، بدلًا من حكومة تعتمد المداورة الشاملة في الحقائب الوزاريّة من دون استثناءات، وعلى أساس من الإختصاص والكفاءة. فمن غير المقبول على الإطلاق أن يسيطر على الحكومة فريقٌ، ويقرّر شكلها فريقٌ، ويختار حقائبها فريقٌ، ويعيّن أسماء وزرائها فريقٌ، فيما الآخرون مهمّشون كأنّهم أعداد إضافيّة.”
وتوجه الراعي في خلال عظة قداس الأحد من كاتدرائيّة مار ميخائيل في طرابلس الى السياسيين بالقول:” كفّوا أيّها السياسيّون النافذون عن إنتهاك الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني. ما بالكم ترفعون لواء المبادرة الفرنسيّة، وتعملون بعكسها؟ أسّسوا لسلام جديد، لا لثورة جديدة! أسسوا لوطن الدولة الواحدة، لا لوطن الدويلات”.
وأضاف:”كنّا ننتظر من الوزارات المعنيّة وبلديّة بيروت أن تهبّ لمساعدة منكوبي إنفجار المرفأ وأهالي الضحايا وأصحاب المنازل المتهدّمة، فإذا بها في غياب شامل وإهمال كأنّهما مقصودان، فيكونا جريمة ثانية إلى جانب جريمة الإنفجار.
وتابع:”إنّنا ننتظر تحقيقًا عدليًّا يشمل الوزراء المعنيّين المتعاقبين والمسؤولين الإداريّين والموظفين، منذ إدخال كميّة ال 2755 طنًّا من نترات الأمونيوم المحظورة مثل الأسلحة إلى المرفأ وإيداعها في العنبر رقم 12 مع كميّات كبيرة من المواد السريعة الإحتراق، من دون أن يُجهّز هذا العنبر بأي آليّة إطفاء، فيا لجرم الإهمال وعدم الإكتراث! إليك أيّها الرئيس فادي صوّان، المحقّق العدلي تتّجه جميع الأنظار، وبخاصّة أنظار أهالي الضحايا والمنكوبين والمعوّقين، وأنظار الكنيسة والمجتمع بعد أكثر من ثلاثة أشهر سادها صمت مطبق يثير القلق. إنّها ساعة القضاء النزيه والشجاع:فإمّا يستعيد الثقة به، وإمّا يفقدها بالكليّة. لا أحد فوق القضاء سوى الله. قال أحد قضاتنا اللبنانيّين: “يخسر القاضي نصف قوّته، عندما يخاف من الأقوياء؛ ويخسر النصف الثاني عندما يظلم الضعفاء!”.
وقال:”إنّ أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت العشرة، ينتظرون إنصافهم وعزاءهم بإعلان أبنائهم “شهداء الواجب”، ومعاملتهم والتعويض عنهم مثل شهداء الجيش وعائلاتهم. وهي الآن ساعة إنصاف رجال الإطفاء المعرّضين حياتهم دائمًا للخطر. وفي المناسبة، لا بدّ من توجيه تحيّة شكر وتقدير لنقابة محامي بيروت ولفريق المحامين الّذين يتولّون مجّانًا متابعة ملفّات المتضرّرين وقد بلغت 1333 ملفّ إدّعاء. إنّها صورة جميلة عن القضاء والمحاماة.”
وختم:”نحن والشعب نريد حقًّا عدالة تكشف الفساد والمفسدين، ولكن نريدها عدالة شاملة لا إنتقائيّة؛ عادلة لا ظالمة؛ حقيقيّة لا كيديّة؛ قانونيّة لا سياسيّة. لذا نطالب أن يشمل التحقيق في آن كلّ المؤسسات المعنيّة بأموال الدولة والمواطنين: من مصرف لبنان إلى وزارات الماليّة والطاقة والأشغال العامّة والداخليّة والإتصالات والبيئة وسواها، ومن مجلس الإنماء والإعمار إلى مجالس المناطق ومجالس إدارات المصالح المستقلّة، وصولًا إلى جمعيّات مختلفةِ الهويّات الّتي تلقّت أموالًا وبدّدتها.”