مجلة وفاء wafaamagazine
وقع مئات من الناشطين والأكاديميين الفلسطينيين والعرب رسالة تضامن مع الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، الذي عُلقت عضويته في الحزب على خلفية اتهامه بمعاداة السامية.
وجاء في الرسالة أن الموقعين يعلنون تضامنهم ويؤكدون على احترامهم ووقوفهم مع من دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل بعد أن “انصاعت قيادة حزب العمال لتواطؤ أمريكي صهيوني لئيم فأقدمت على تعليق عضوية رئيسه السابق جيرمي كوربين وممثل الحزب في مجلس العموم البريطاني بسبب مواقفه الباسلة المؤيدة للقضية الفلسطينية وفضحه الانتهاكات العنصرية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني”.
وكان حزب العمال البريطاني قد أوقف كوربن، في 29 تشرين الأول، عن العمل ونزع سلطاته بسبب تقرير أعدته “لجنة المساواة وحقوق الإنسان” بشأن مزاعم معاداة السامية داخل الحزب.
في التقرير الذي يحمل عنوان “التحقيق في معاداة السامية في حزب العمال”، وجدت اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان أن حزب العمال قد انتهك القانون فيما يتعلق برده على شكاوى معاداة السامية داخل الحزب. وقد شجب كوربن التقرير، الذي سلط الضوء على العديد من الشكاوى المقدمة خلال فترة ولايته، قائلاً إنها “مبالغ فيها بشكل كبير لأسباب سياسية”.
وأعرب الموقعون، الذي زاد عددهم عن 443 بالإضافة إلى العديد من المؤسسات، عن تضامنهم مع كوربن. وجاء في البيان: “بالنسبة لنا جميعا في فلسطين، تمثل مواقف السيد كوربين طريقا مبدئيا نحو العدالة الاجتماعية والحرية لجميع البشر بغض النظر عن الجنس أو العرق أو المعتقد أو الإيديولوجيا أو الآراء السياسية. ونعتبر مواقفه من قضية فلسطين بمثابة تعويض معنوي عن المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها بريطانيا العظمى، كقوة منتدبة، عن خلق النكبة، عدا عن فشلها في الالتزام بميثاق عصبة الأمم (المادة 22) بوضع فلسطين على طريق الاستقلال وتقرير المصير بينما نجحت نجاحاً باهرا في تنفيذ وعد بلفور، الذي تتزامن ذكراه الثالثة بعد المائة مع اتخاذ هذا القرار غير العادل بحق السيد كوربن”.
ويستنكر البيان الاتهامات الجائرة بمعاداة السامية ضد كوربن، الذي عرف “مناضلا صلبا ضد كل أشكال العنصرية والتمييز العنصري، بما في ذلك معاداة السامية”. وأشار الموقعون إلى مواقفه الشجاعة في مكافحة العداء للسامية وكراهية الإسلام وخطاب الكراهية ضد المهاجرين والأقليات وجميع أشكال العنصرية الأخرى. “ولهذا نرى في هذه الاتهامات محاولة خبيثة لتغطية القمع الإسرائيلي والظلم وجرائم الحرب التي ارتكبت وترتكب بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة على أيدي الإمبريالية والصهيونية الاستيطانية”.
كما أكد الموقعون أن “فضح الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا يعتبر بأي حال من الأحوال شكلا من أشكال معاداة السامية، بل إن تغطية هذه الجرائم يمثل إهانة لذكرى كل اليهود الأبرياء الذين فقدوا حيواتهم في الهولوكوست. وعليه، فإننا نوجه هذه الرسالة تعبيراً عن دعمنا وتضامننا مع السيد كوربين وما يمثل من مواقف أخلاقية ومبدئية وإنسانية ضد كل أشكال التمييز والعنصرية ورفض الظلم”.