مجلة وفاء wafaamagazine
افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن الأقسام الجديدة لمرضى كورونا في مستشفى بعلبك الحكومي، في حضور النائب الدكتور علي المقداد، رئيس مصلحة الصحة في بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، طبيب القضاء الدكتور محمد الحاج حسن، ممثل مجلس الإنماء والإعمار أكرم كرم، مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، رئيس مجلس الإدارة بالتكليف الدكتور عبدالله الشل، الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ممثلا بنجله حسن، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، المسؤول الصحي ل”حركة أمل” في إقليم البقاع الدكتور علي الكيال، مسؤول الهيئة الصحية الإسلامية في البقاع عباس معاوية، مديرة مكتب زحلة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين غراندالين مينسا، مدير قسم الصحة في المفوضية الدكتور أسعد كاظم، ومديري وأصحاب المستشفيات الخاصة وفاعليات بلدية واختيارية وصحية واجتماعية.
وتحدث شكر فرأى أن “مستشفى بعلبك الحكومي يعتبر الجبهة الأمامية لمكافحة جائحة كورونا”، وقال: “لقد عقدنا العزم على مواجهة هذا الوباء ومقاومته وتقديم أفضل ما يمكننا من الخدمات الطبية المتخصصة والمساعدة الصحية المطلوبة لأهلنا”.
وأعلن “افتتاح أقسام جديدة في المستشفى، عبارة عن 18 سرير عناية مركزة لكورونا، ليرتفع العدد إلى 24 سريرا، و36 سرير استشفاء عادي ليصبح العدد 50 سريرا، وطوارئ خاصة لاستقبال حالات كورونا، وغرفة عمليات متخصصة لكورونا، وتعزيز المختبر الذي وصلت قدرته الاستيعابية لتنفيذ 450 فحص PCR خلال 24 ساعة”.
وحيا المقداد “كل العاملين المتفانين في مواجهة جائحة كورونا”، مقدما “كل المواساة والتعازي إلى أهالي المتوفين بسبب كورونا، خصوصا عائلة الدكتورة فردوس صفوان التي كانت تحارب هذا المرض وشقيقها علي”، وقال: “إننا نعمل بقلب واحد ويد واحدة لمحاربة هذا الوباء”.
وأشاد ب”جهود وزير الصحة التي أسفرت عن تجهيز 99 ? من المستشفيات الحكومية لمحاربة هذا الوباء”، وقال: “من ثمرات العمل الدؤوب، هذا المستشفى الذي أصبح جاهزا لاستقبال حوالى 100 مريض، والذي يساهم في حماية أبناء المنطقة ولبنان”.
أضاف: “نحن على أبواب إقفال البلد، والذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه هو استخفاف واستهتار الناس بمرض الكورونا ومكابرة البعض من الذين ما زالوا يناقشون بوجود الوباء، لذا أتمنى، لا بل أتوسل إلى كل إنسان بأن يلتزم الإجراءات والتدابير الوقائية وقرارارات التعبئة العامة ليحمي نفسه وأهله، لكي لا نكون مجرمين ونقتل أهلنا وأحبائنا بهذا المرض”.
وختم: “المجتمع الدولي قدم مليارات الدولارات إلى بعض الدول لتتمكن من تجاوز أزمة كوفيد19، ونحن في لبنان لم نتلق إلا الفتات، وكنا نأمل في الحصول على المزيد من الدعم، خصوصا أن لدينا على الأراضي اللبنانية مليون ونصف مليون نازح سوري وحوالى نصف مليون أجنبي”.
من جهته، حيا حسن “مجلس إدارة مستشفى بعلبك الحكومي والكادر الإداري والطبي والتمريضي والفني فيها، ورئيسة قسم المختبر الدكتورة نجوى ياغي وفريق عملها في فحوص PCR، وتجمع المستشفيات الحكومية والخاصة في بعلبك الهرمل”، وقال: “نشد على أيديكم، فأنتم اليوم تطبقون السياسات التي تتبعها اللجنة العلمية الوزارية، وهي الشراكة والدعم الدائم بين المستشفيات الحكومية والخاصة، فكنتم النموذج بتجمعكم ووحدتكم وتألقكم ودعمكم للمواطن في بعلبك الهرمل”.
أضاف: “المؤسسات الدولية، وبخاصة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR، مشكورة على رسالتها الصحية والإنسانية بتقديمها الدعم إلى المستشفيات الحكومية لتكون مؤازرة للمجتمع اللبناني ولكل المقيمين على الأراضي اللبنانية، سواء من الإخوة النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين، فما نقوم به مع المفوضية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والمنظمات الدولية غير الحكومية نتمنى أن يكون له دوره الفاعل، خصوصا في هذه المرحلة من التحدي الجديد”.
وتابع: “تمكنا من تجاوز المطبات الصعبة، وكنا نموذجا أثنت عليه كل مؤسسات المجتمع الدولي. ولكن بعد انفجار المرفأ، أصبحنا اليوم نمر بالتحدي الجديد في التسجيل العالي بعدد الإصابات. نحن بحاجة إلى التزام أكثر وجدية أكثر لأننا كما ذكرت في مناسبة سابقة نحن في ساحة حرب وفي معركة، وهناك من قال يومها إن الجندي يجب أن يكون مسلحا ومدربا. واليوم، أضيف يجب أن يكون مجاهدا ومقاوما ومستبسلا، فلا يكفي أن يمتلك المعرفة والعلم والدواء الناجع، بل أن يكون لديه أيضا القرار والعزيمة والإرادة والغيرة والإنتماء، حتى لا يتخلى عن واجباته في أحلك الظروف”.
وأردف: “ونحن نقاوم وباء كورونا، لم ننس أن لدينا خطة استراتيجية تنموية صحية على المستوى الوطني. لقد أعددنا الخطة وأتممنا كل الدراسات وما هو مطلوب من معدات وتجهيزات للمستشفيات الحكومية على كل الأراضي اللبنانية، ضمن الخطة الاستراتيجية، وتحدثنا مع رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر للاسراع في استدراج العروض وفضها، لأنها ضرورة ملحة في هذه الظروف الخاصة التي نمر بها، لأن المستشفيات الحكومية يجب أن تجهز وأن تتعاون مع المستشفيات الخاصة لتقدم خدمات أفضل وأرقى إلى المواطن اللبناني”.
وأشار إلى أن “محافظة بعلبك الهرمل هي ثاني المحافظات اللبنانية بعدد الإصابات”، وقال: “لم يعد بإمكاننا إجراء فحوص عشوائية أو فحوص للمخالطين. ولذا، على المخالط واجب حجر نفسه وتحمل المسؤولية، ونحن نتوجه بفحوص PCR لمن لديهم عوارض كورونا. وما نراه في مستشفى بعلبك الحكومي هو نموذج راق من التعاطي المسؤول والبناء، فهو المستشفى الثاني في لبنان من حيث تجهيزه بعدد أسرة العناية الفائقة والأسرة العادية لمرضى كورونا بعد مستشفى رفيق الحريري الجامعي. هذا العمل الجبار هو نتاج تعاون ليكون مستشفى بعلبك الحكومي بالإدارة والفرق الطبية وبكل الجيوش البيضاء يقدم ثاني أرقى تقديمات على مستوى المستشفيات الحكومية، سواء على صعيد الاستشفاء أو لناحية عدد الأسرة”.
وإذ أكد “الاستعداد لتقديم الدعم إلى المستشفيات”، قال: “لكن هذا الدعم يتضاعف عند وجود مدير مقدام يتحمل المسؤولية ويتابع أدق التفاصيل لتحقيق المبتغى في خدمة الناس وحماية المجتمع”.
أضاف: “قمنا بما وعدنا به، رغم عدد الإصابات الهائل، فصحيح أن الفيروس فتاك، ولكن كلما شخصناه أسرع وعزلنا المريض أسرع وقدمنا له علاجا وقائيا أسرع، خففنا عدد الوفيات، لأن في مرحلة التفشي لم تعد نسبة الإصابات لوحدها هي المؤشر، فالمؤشر أيضا هو عدد الوفيات خصوصا ضمن الفئات العمرية الشابة. وهنا، نستذكر الشهيدة الدكتورة فردوس صفوان وشقيقها علي، والمعيار الثاني هو عدد أسرة العناية الفائقة، فكلما رفعنا عدد الأسرة، كنا نقدم الحماية المطلوبة منا إلى الأمن الصحي ومجتمعنا في كل المناطق اللبنانية”.
وتابع: “بر الأمان نصنعه سويا بالالتزام والوقاية. ونحن كوزارة، كما أعلنا سابقا، حجزنا حصة لبنان من لقاح “فايزر”، وتعرضنا لانتقادات منذ شهر ونصف شهر. والآن، نجد الدول تستجدي إبرام اتفاقيات ومعاهدات لتأمين اللقاح، فهذا الأمر بني على أسس علمية واقعية، لا ارتجالية، بل هي حصيلة أبحاث واستشارات وجهود لجان علمية في وزارة الصحة العامة تأخذ البحث بأبعاده السلبية والإيجابية. والحمد لله، لقد تبين أن رهاننا العلمي هو رهان صلب وواثق، ونتجه بخطى واثقة لتأمين اللقاح، ولبنان من أولى الدول التي ستستلم لقاح فايزر”.
وختم حسن: “نحن نعمل، وانتماؤنا للوطن. وبالتالي، نمد يدنا لكل من يساعدنا من القوى السياسية لتحقيق الهدف، ولن نلتفت إلى الوراء، بل ننظر دوما إلى الأمام، ونسير بخطى واثقة لنصل معا إلى بر الأمان”.