الرئيسية / كورونا / لقاح “فايزر” يدخل مرحلة التحدي وسط كورونا.. هل سينجح؟

لقاح “فايزر” يدخل مرحلة التحدي وسط كورونا.. هل سينجح؟

مجلة وفاء wafaamagazine

يوم الاثنين الماضي، أعلنت شركة “فايزر” أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد الذي تطوره مع شركة “بايونتيك” أثبت فعاليته بنسبة 90%. وحالياً، تسعى الشركتان للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية “FDA” لاستخدام اللقاح في أواخر تشرين الثاني الجاري.

 

ومع هذا، فقد ذكرت شركة “فايزر” أنها مستعدة لإنتاج 50 مليون جرعة من اللقاح هذا العام و 1.3 مليار جرعة في العام 2021.

ورغم الأمل الذي انبعث في قلوب سكّان العالم بشأن اللقاح المنتظر، إلا أن هناك الكثير من العقبات التي تعترض طريقه. وحالياً، فإن هناك نقصاً في المعروض الخاص بهذا اللقاح حتى قبل أن يصبح متاحاً، أي أن 1.3 مليار جرعة هو عدد قليل جداً مقارنة مع ما يحتاجه العالم.


وما يبرزُ حالياً وبشكل أساسي هو الآلية المرتبطة بعملية نقل وتخزين لقاح “فايزر”، رغم أن نتائج التجارب الأولية الخاصّة به فاقت التوقعات. وفعلياً، فإن حول العالم هناك صعوبات كثيرة ترتبطُ بهذا اللقاح الذي يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من 4 مرات خلال هذه الرحلة.

وبشكل خاص، فإنّ درجة الحرارة هذه تمثل تحدياً كبيراً أمام عملية نقل اللقاح من المصانع إلى المستشفيات، فهي تحتاج إلى مبردات خاصة. ونظراً لأن غالبية اللقاحات المعروفة لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة مثل هذه سواء للنقل أو التخزين، فإن غالبية المستشفيات لا يوجد بها البنية التحتية التي يمكنها التعامل مع اللقاح الجديد.


وما لا يمكن التغاضي عنه هو أنّ شحن وتبريد اللقاح يحتاج إلى مستوى من التطور التقني، وهذا الأمرُ موجود ومتوفر في الوقت الحالي على الأقل في مستشفيات ومختبرات متقدمة، لكن التحديات اللوجستية الكبيرة تبرز في المناطق الريفية وفي العالم النامي.


وعلى صعيد نقل اللقاح، فإنه لدى “فايزر” خطة على المدى القصير لنقله، إذأشارت إلى أنه سيتم توزيعه من مراكزها الخاصة في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا. ويحتاج اللقاح إلى نقله براً وجواً، ويتعرض لعملية تخزين محتمل في مراكز توزيع خلال المراحل المختلفة، وستكون العقبة الأخيرة (الاحتفاظ بدرجة الحرارة المطلوبة) عند تسليمه للعيادات ومراكز العمليات والصيدليات والمستشفيات.


وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” أن شركة فايزر طورت صندوق نقل خاص بحجم حقيبة سفر، معبأ بالثلج الجاف ومثبت به جهاز تعقب “GPS”، ويمكنه الاحتفاظ بحوالى 5000 جرعة من اللقاح في درجة الحرارة المناسبة لمدة 10 أيام، بشرط أن يظل الصندوق مغلقاً، كما أنه قابل لإعادة الاستخدام أيضاً.


وتقول هيئة الصحة العامة في إنكلترا إن “الاستعدادات الوطنية” طويلة المدى لعمليات التخزين المركزي للقاح وتوزيعه في جميع أنحاء البلاد جارية في بريطانيا، لكنها رفضت إعطاء تفاصيل. غير أنّ المعتاد هو عدم وجود مراكز تخزين لقاحات بدرجات حرارة منخفضة للغاية مثل تلك التي يتطلبها اللقاح الجديد، ومن غير المحتمل أن تكون متوافرة لدى المراكز الطبية المحلية.


ماذا عن الدول الفقيرة؟

وما يبرز بشكل كبير هو أن الوضع في البلدان النامية أكثر هشاشة. وخلال الشهر الماضي، ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن بوركينا فاسو، في وسط إفريقيا، تعاني بالفعل من نقص كبير يصل إلى 1000 ثلاجة طبية.


ولدى منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، مشروعاً مستمراً لرسم خريطة لمرافق التخزين الطبية الصالحة حول العالم لتخزين لقاح فيروس كورونا في درجة الحرارة المناسبة.


ومع هذا، فقد أشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى أن اليونيسف تهدف إلى تركيب 65 ألف ثلاجة باردة تعمل بالطاقة الشمسية في البلدان منخفضة الدخل بحلول نهاية عام 2021.


ويقول مايكل بورلاكيس، أستاذ اللوجيستيات والمشتريات والتوريد في كلية كرانفيلد للإدارة: “إذا كنا نركز على سلسلة التبريد، فإن أوروبا وأمريكا الشمالية تمتلكان بنية تحتية قوية لتوفيرها. أما إذا ذهبت إلى أفريقيا وبعض أجزاء آسيا فهذا يمثل مشكلة كبيرة”.


ويضيف: “لأكون إيجابياً، أعرف جيداً أن التخطيط موجود، بدأت الشركات في التخطيط لسلاسل التوريد الليلة الماضية، والعمل على التعاون مع الآخرين وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض. في سلسلة التوريد، اعتدنا توقع ما هو غير متوقع. وعلى الرغم من ذلك، فإن حجم وقدرة وتعقيد هذه العملية أمر غير مسبوق”.

تساؤلات هامة

ورغم أن البيانات التي أعلنتها شركة “فايزر” عن اللقاح، تأتي مشجعة، إلا أنها لم تخضع لمراجعة علماء من خارجها. وحتى لو جاءت البيانات المعملية جيدة، لكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن اللقاح سيعمل بشكل جيد في العالم الحقيقي.


وحتى الآن، فإن اللقاح لا يزال قيد المراحل الأخيرة من التجارب، كما أن نتائج الدراسات الأخيرة ستخضع لتقييم باحثين، من غير المشاركين في التجارب، لتدقيق البيانات العلمية والتأكد من صحتها.


ومع ذلك، فإنه لم تعرف بعد بيانات سلامة اللقاح، وتتوقع الشركة الحصول عليها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أي بعد شهرين من تلقي معظم المرضى الجرعة الثانية من اللقاح.


أما الآثار الجانبية الشائعة التي تم رصدها خلال الاختبارات الأولية، هي: التهاب الذراعين والحمى والشعور بالإجهاد، لكن لم يتم رصد أعراض خطيرة. وعلاوة على ذلك، فإنه ثمة أسئلة عديدة أخرى: ما مدى قدرة اللقاح على تحصين الشخص من التقاط العدوى؟ وهل يمنع اللقاح الإصابة بالأعراض الشديدة لمرض كوفيد-19؟ وهل الأشخاص الذين تم تطعيمهم يمكنهم نقل العدوى؟ وما مدة تأثيره على كبار السن؟ مع العلم أنهم أقل الفئات استجابة للقاحات.