الأخبار
الرئيسية / كورونا / هل يصبح التطعيم لكورونا إلزاميّاً قبل الصعود إلى الطائرة؟

هل يصبح التطعيم لكورونا إلزاميّاً قبل الصعود إلى الطائرة؟

مجلة وفاء wafaamagazine

في تقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، يقول الكاتب بيير موريل إنّ قياس درجات الحرارة كان إجراء إلزاميّاً في المطار مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، ثم تَمّ اعتماد اختبارات «تفاعل البوليمراز المتسلسل-بي سي آر» (Polymerase chain reaction-PCR). لكنّ المطارات قد تطلب من المسافرين مُستقبلاً شهادات تطعيم ضد الفيروس، وهو الإجراء الذي من شأنه أن يُعيد رحلات الطيران بين دول العالم في سنة 2021 إلى مستوياتها العادية.

وفي فحص تَفاعل «البوليميراز المتسلسل» يتمّ أخذ عيّنات من لُعاب الحلق، أو عيّنة من خراج الرئة، وثم يتمّ تحديد ما إذا كانت هذه العيّنة المُستخرجة تحتوي على الشفرة الوراثية لفيروس كورونا المستجد «سارس كوف-2» (الجينوم الوراثي للفيروس)، وقبل ذلك يتم عزل جميع المعلومات الوراثية فيها، للحصول على مادة خالصة يتم خلطها بالفيروس التاجي المستجد نفسه.

وعبر عملية كيميائية يتم رصد ما إذا كان جينوم الفيروس موجوداً في العينة المأخوذة أم لا، وفي حال اكتشافه فذلك يعني أنّ الشخص مصاب بفيروس كورونا المستجد. لكن في حال لم يتم العثور على الشفرة الوراثية للفيروس، فإنّ ذلك لا يعني أنّ الإنسان غير مصاب، فمِن الوارد جداً أن يكون الفيروس موجوداً في الجسم ولم يصل إلى العيّنة التي تمّ استخراجها.

مواقف متباينة

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة كانتاس، آلان جويس، إنّ اللقاح أصبح الآن «ضرورة» لأيّ شخص يريد الدخول إلى أستراليا أو الخروج منها. وفي تصريح لقناة «ناين تيلفيجن» (Nine television) الأسترالية يوم 23 تشرين الثاني الجاري أوضحَ جويس أنّ الشركة ستفرض على مسافريها الحصول على التطعيم قبل أن يتمكنوا من ركوب الطائرة.

وبحسب الكاتب، فإنه لا يبدو في الوقت الحالي أنّ جميع شركات الطيران تشترك في هذا الموقف، فقد أشارت شركة الطيران البريطانية «إيزي جيت» (EasyJet) والخطوط الجوية اليابانية إلى أنهما لا تنويان طلب شهادات تطعيم من الركاب. ويعتقد مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة «رايان إير» (Ryan air)، أنّ هذه القيود يجب ألّا تُطبّق داخل دول الاتحاد الأوروبي، علماً انه كان قد صرّح في 24 تشرين الثاني: «أشك في أن يكون ذلك قابلاً للتطبيق على المدى القصير».

من جانبها، لم تتخذ الخطوط الجوية الفرنسية أي موقف تجاه المسألة، مؤكدة أنه «في هذه المرحلة، لا يمكن تحديد الظروف الدقيقة التي ستتحَكّم في عمليات نقل العملاء بمجرد توفّر اللقاح». وأضافت الشركة أنها ستتبع «توصيات نقل المسافرين التي تصدرها السلطات الفرنسية، أو التي تتخذ على نطاق عالمي».

وأشار الكاتب إلى أنّ بعض الدول قد تطلب بدورها من المسافرين الراغبين في دخول أراضيها تقديم ما يُثبت حصولهم على لقاح كورونا. وقد طرح وزير الصحة الأسترالي، غريغ هانت، هذه الفكرة قائلاً إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد. وأضاف الوزير الأسترالي: «نأمل أن يكون المسافرون القادمون إلى أستراليا قد حصلوا على اللقاح، أو أن يتم عزلهم، طالما أنّ كوفيد-19 ما زال يمثّل مرضاً خطيراً في جميع أنحاء العالم».

ويتوقّع رئيس هيئة وكالات السفر الفرنسية، جان بيير ماس، أن يتم تعميم الإجراء قريباً، موضحاً أنّ «هذا الأمر ليس جديداً، لقد اختبرنا ذلك من خلال سجل التلقيح الدولي الذي تمّ إنشاؤه بشكل خاص للقاح الحمّى الصفراء، والذي يعتبر إجباريّاً في بعض البلدان». ويضيف ماس: «يمكن تطوير جواز سفر صحي إلكتروني يركّز على تاريخ اختبارات تَفاعل البوليمراز المتسلسل للمسافرين، وشهادات التطعيم».

نحو جواز سفر صحي رقمي؟

ويؤكد الكاتب أنّ العديد من مشاريع جوازات السفر الصحية الرقمية هي قيد التطوير حالياً، وتعتمد على جَمع البيانات الصحية للمسافرين على هواتفهم المحمولة، يظهرها الراكب عند الحاجة، وتضمَن له مروراً سلساً عبر المطارات. وفي هذا السياق يقول ديفيد باول، المستشار الطبي لاتحاد النقل الجوي الدولي: «إنّ الحصول على معلومات موثوق بها حول الحالة الصحية للركّاب سيكون أمراً ضرورياً». ويعمل اتحاد النقل الجوي الدولي حاليّاً على تطوير تطبيق جواز السفر الصحي الخاص به، والذي يرجّح أن يكون مُتاحاً خلال النصف الأول من عام 2021.

ومن المشاريع الأخرى، تطبيق «كومن باس» (Common Pass) الذي تدعمه 3 تحالفات طيران عالمية تمثّل 60 % من السوق العالمي، وهي «وان ورلد» (Oneworld) و»تحالف ستار» (Star Alliance) و»سكاي تيم» (SkyTeam). ومن المتوقع أن تعتمد «يونايتد إيرلاينز» (United Airlines) وشركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» (Lufthansa) وخطوط «فيرجن أتلانتيك» (Virgin Atlantic) الجوية وخطوط الطيران السويسرية الدولية وخطوط «جيت بلو» (JetBlue) جواز «كومن باس»، في بداية شهر كانون الأول القادم.