الرئيسية / آخر الأخبار / أحمد مدلج… رفيق آلام زياد الرحباني وحارس أسراره

أحمد مدلج… رفيق آلام زياد الرحباني وحارس أسراره

مجلة وفاء wafaamagazine

في حياة زياد الرحباني، التي امتزجت فيها العزلة بالعظمة، لم يكن كثير الكلام عن مشاعره، ولا كان يهوى الضوء. لكنّه، على الرغم من ذلك، كان يعرف كيف يختار من يرافقه في اللحظات التي لا تُحكى، وفي الأيام التي تتطلب صمتاً أكثر من أي كلام.

ومن بين الوجوه الكثيرة التي مرّت في حياته، بقي وجه مرافقه أحمد مدلج هو الأوفى، ذاك الذي ظلّ إلى جانبه بصمتٍ نبيل، يرافقه في وجعه، ويخفّف عنه بالسكوت، لا بالأسئلة.

كان زياد إذا أحبّ، منح الثقة كأنها بطاقة بيضاء، كارت بلانش، يُسلمها للقلائل، وهؤلاء القلائل لا يكثرون، لكنهم يعرفون أن حفظ السر ليس خياراً بل شرف. ومرافق زياد، ذاك الظلّ الذي لم يتكلم، لم يفتح فمه يوماً ليبوح بما لا يجب، عرف كيف يقيه من العيون، ويحمي لحظات ضعفه حين تهاوى جسده، ووهنت نفسه، واشتدّت به وحدته.رحل زياد، وترك مرافقه يحرس الغياب كما حرس الحضور. لم ينطق. لم يساوم على دمعة، ولم يبع لحظة. تماماً كما أراد زياد دائماً أن تكون حياته: بسيطة… صامتة… حقيقية.