مجلة وفاء wafaamagazine
رأى المفتي الشيخ عباس زغيب أن “حسن السياسة يعني صدور قرارات من الجهات المعنية في الدولة تصب في مصلحة الناس، لان الهدف الاساسي من وجود السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والامنية في أي بلد هو الحفاظ على المواطن بالدرجة الاولى، من خلال وضع منظومة قوانين يتم من خلالها المحافظة على أن يعيش المواطن بوطنه بكرامته من خلال إيصال حقوقه له ووضع حد لا يحق له تجاوزه، وهذا الحد هو حقوق الاخرين، وهذا إن تم في أي بلد فانه يؤدي الى انتظام الشأن العام، من خلال سيادة القانون فينعم الناس عندها بالامن والامان وأما اذا كانت القرارات عشوائية وغير منطقية وغير عقلانية وغير مدروسة فانها تؤدي الى الفلتان الامني والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي، لانه عندما يصدر القرار الذي لا يصب في مصلحة الناس ولا يوصل لهم حقوقهم كمواطنين فان المواطن يضطر الى انتزاع حقه انتزاعا وعندها يصبح القوي بقواه كما يقال وهذا الامر يؤدي الى سقوط الدولة والى فقدان هيبتها وهذا ما نعاني منه في لبنان وقد حذرنا منه تكرارا ومرارا”.
وتابع: “لكن الظاهر أنه قد طبع على قلوب وأسماع من في السلطة، فهم لا يعقلون ولا يفقهون وعليه فان القرارات العشوائية التي تصدر عن رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان، في ما يخص موضوع رفضه إعطاء الصالحية للبلديات في البقاع باعطاء تراخيص البناء يدل وبوضوح على عدم اتزان هذا القرار وانه قرار فاقد للحكمة وللمصلحة العامة وقرار قد يوصل الى التصادم ما بين القوى الامنية والناس وهذا التصادم قد يؤدي الى سقوط الدماء ما بين الطرفين، وهنا نقول لرئيس الحكومة عليك أن تتراجع عن تعنتك لان التراجع عن الخطأ فضيلة والا فاننا نحملك كل التبعات المترتبة على هذا القرار. ونقول لك أن الناس قد اتخذت قرارها بالبناء وقرار الناس يسقط كل قرار يواجهه كما نقول هنا لوزراء الصحة والتربية والداخلية ان قراراتكم بالاقفال تارة وبالفتح أخرى تدل وبكل وضوح على أنها غير مدروسة أبدا، وانها قرارات لا تنم عن اي حكمة ومصلحة ابدا وبخاصة في ما يخص فتح المدارس”.
أضاف: “على أي شيء، اعتمد وزير التربية باصدار قراره بالتعليم؟ نحن ندعو رئيس الحكومة الى زيارة بعلبك الهرمل ليشاهد بأم عينه بأنه رغم الحرمان في المنطقة فإن أهلها لا يزالون يحبون لبنان وهم متمسكون بأرضه”.