الرئيسية / سياسة / حسان الحسن: رئيس الجمهورية أجهض “مناورة إستفزازية”.. و إتصالات بين أركان “منظومة الفساد الحاكمة” للرد عليه

حسان الحسن: رئيس الجمهورية أجهض “مناورة إستفزازية”.. و إتصالات بين أركان “منظومة الفساد الحاكمة” للرد عليه

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد الصحافي حسان الحسن أن لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حرص على مراعاة التوازنات السياسية القائمة في البلد، والعودة الى ممثلي المكونات اللبنانيين في البرلمان، عند تشكيل الحكومات، لتحظى بدعمٍ سياسي وشعبيٍ، كي يوّفر لها الأجواء المؤاتية لتحقيق نجاحها في المهمات التي تنتظرها، خصوصاً في هذه الظروف الإستثنائية والدقيقة الراهنة التي يمر فيها لبنان.

وشدد الحسن في حديثٍ الى قناة “العالم” الإيرانية، مساء أمس، على ضرورة التزام المعنيين بتأليف الحكومة، الأطر الدستورية، وعدم الخروج على مؤسسات الدولة، وفي مقدمها المجلس النيابي، أساس السلطات في لبنان، وهو (أي البرلمان)، من يمنح الثقة، لأي حكومة، كي تمارس دورها وصلاحياتها، بالتالي لايمكن تجاوز مكوناته، خصوصاً الوازنة منها، بالتالي لابد من الرجوع إليها، والتشاور معهان والوقوف على رأي ممثلي هذه المكونات، في عمليات تأليف الحكومات.

وفي الشأن الحكومي الراهن، تحديداً عن لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف العماد ميشال عون، وسعد الحريري في قصر بعبدا في الساعات الفائتة، وتسليم الأخير للرئيس تشكيلة حكومية، ليبدي ملاحظاته عليها، أو لإدخال تعديلاته على بعض الأسماء أو الحقائب، إعتبر الحسن أن رغم كلام أوساط تيار”المستقبل”، “أن طرح هذه التشكيلة الحريرية، يأتي في إطار المشاورات بين الرئيسين، وإن تكن مكتوبة هذه المرة”، غير أن الحقيقة برأي الحسن، هي أن الرئيس عون أجهض مناورة تكتيكية، حاول الحريري تنفيذها، ضمن خطة إستراتيجية، تستهدف المقاومة، من خلال إستهداف حلفائها، لرفع الغطاء السياسي والشعبي عنها، تنفيذاً لأجندة أميركية – خليجية، خصوصاً بعد إعلان غالبية الدول الخليجية التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وأثنى الحسن على حكمة رئيس الجمهورية، الذي تعامل مع الطريقة الإستفزازية الحريرية بحكمةٍ وحنكةٍ سياسيةٍ، عندما رد “كرة الملف الحكومي” الى معلب الحريري، ومن ورائه، من خلال تقديمه الى الرئيس المكلّف، طرحاً مكتوباً، يحتوي تصوراَ كاملاً شاملاً للملف الحكومي والوضع العام، لكي يدرسه الحريري بدوره أيضاً، ثم محاولة تذليل العقبات من طرفي تأليف الحكومة، في سبيل ولادتها المرتجاة. وكشف الحسن عن إتصالات تجري في الكواليس بين أركان منظومة الفساد الحاكمة، للرد على رد الرئيس عون المحكم على المناورة الحريرية. ونقل الحسن عن قياديين في التيار الوطني الحر، أنهم تلقفوا الخطوة الحريرية يإيجابية، ويعتبرون أنها قد تكون جاءت في إطار المشاورات الحكومية. وأن طرفي التأليف، قدما تصورهما في الشأن الحكومي، في إنتظار بلورة مواقفهما النهائية من هذا الشأن، على أن يلي ذلك ولادة الحكومة المرتقبة، في حال ثبت صدق النيات. ويشدد قياديو “التيار” على ضرورة التزام الدستور، وعدم الخروج على مؤسسات الدولة، في هذه الأوقات العصبية، وفي ضوء هذه الأجواء الاقتصادية والمعيشية والمالية الضاعطة التي يمر فيها البلد. كذلك يشدد التيار على وحدة المعايير في طريقة إنتقاء الوزراء و توزيع الحقائب الوزارية، وهو في نهاية المطاف، (أي التيار)، يلتزم التزاماً كاملاً بما يقرره رئيس الجمهورية. ولن يعطي موقفه النهائي، من الشأن الحكومي قبل إعلان التشكيلة الحكومية النهائية. ولكن التيار يأمل بأن تحظى الحكومة بأكبر دعمٍ سياسيٍ ممكنٍ، كي يتسنى لها إجتياز العوائق الإقتصادية والمالية الكبيرة، والضغوط الإقتصادية، ومواجهة جائحة كورونا، وهذا كله يدعو الى شحذ الهمم، في سبيل ولادة حكومةٍ قويةٍ وقادرةٍ على مواجهة هذه التحديات. ويسأل الحسن، إذا كان الحريري إيجابياً، لماذا لم يتشاور مع رئيس الجمهورية بعيداً من الإعلام، تمهيداً الى التوصل الى إتفاق على تشكيلة حكومية، تثلج قلوب اللبنانيين؟ وأكد أن محاولة الإستفراد بالنائب جبران باسيل، محكومة بالفشل، كما العقوبات الأميركية عليه، التي رسخت علاقته بالمقاومة في لبنان، بالتالي فأن حزب الله حريص على موقع رئيس التيار الوطني الحر في هذه المرحلة، أكثر من أي لحظة، مرت خلال الأعوام الـ 14 الفائتة. وجزم الحسن أن هذه الهجمة الدولية والمحلية على باسيل، جاءت في إطار ممارسة الضغوط على الرئيس عون، لدفعة الى تقديم التنازلات في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي، وكذلك محاولة فك تحالفه مع حزب الله وإستبعاده عن الحكومة المرتقبة، ولكن باءت هذه الضغوط بالفشل.