الرئيسية / محليات / افتتاح أسبوع القدس عاصمة فلسطين وكلمات شددت على مكانتها التاريخية والمستقبلية

افتتاح أسبوع القدس عاصمة فلسطين وكلمات شددت على مكانتها التاريخية والمستقبلية

مجلة وفاء wafaamagazine

افتتحت هيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب “أسبوع القدس عاصمة فلسطين” الذي عقد جلساته افتراضيا على منصة ZOOM، بمشاركة الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، رئيس هيئة المعماريين العرب النقيب المعمار جاد تابت، نقيب المهندسين الأردنيين المعمار أحمد سمارة الزعبي، رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين الوزير مجدي الصالح، وحشد من المهندسين المشاركين.

مرتضى

بدأ الحلقة رئيس رابطة التنظيم المديني في نقابة المهندسين في بيروت المعمار فراس مرتضى الذي قال: “في أسبوع القدس عاصمة فلسطين نحاول أن نجتمع لنفقه القدس ثقافيا ادبيا اجتماعيا ومعماريا، القدس لنا، هي الصرخة التي تهدم جدار الاستعمار، هي الصفحة هي الصرخة في وجه الاستعمار والفصل العنصري، هي كيف ننزع قميص الهزيمة المتهلل عنها، هي حرية المعتقد، هي طريقنا الى كل العالم العربي الى مصر وسوريا الى الأردن وصولا الى موريتانيا وكل دول الخليج العربي وكل العالم وطريق العالم إلينا الى كل الأقطار العربية”.

وختم: “3 سنوات من العمل والتحضير لانجاز المسابقة، ويبقى العمل، ولا تنتهي محاولاتنا وعملنا الدؤوب في هذا الحراك المعرفي الذي بدأ في جمعية عامة في هيئة المعماريين العرب ويستمر”.


تابت

ثم قال النقيب تابت في كلمة الافتتاح: “أطلقت فكرة العمل على تنظيم نشاط حول إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال في الجمعية العامة التي انعقدت في عمان شهر كانون الأول ديسمبر 2017 حين تم انتخابي كرئيس لهيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب.
عملنا خلال سنتين على بلورة هذه الفكرة وتطويرها عبر تنظيم نشاطين متكاملين:
من جهة إطلاق مسابقة أفكار معمارية مدينية حول تصور إعادة أعمار القدس بعد جلاء الاحتلال من أجل إحداث حراك معرفي حول القدس وفلسطين، وإتاحة الفرصة أمام المهندسين والمعماريين للتعرف على واقع المدينة وطرح أفكارهم حول إمكان تطورها المستقبلي، بعد أن تستعيد دورها كعاصمة لدولة فلسطين. ومن جهة أخرى تنظيم مؤتمر يعالج واقع مدينة القدس اليوم من النواحي التاريخية، الثقافية والتراثية كافة وظروف عيش أبنائها والتحديات التي يواجهونها وآلية صمودهم في وجه الاحتلال والمحاولات المستمرة لتشوية وتحوير هوية المدينة التي تكونت عبر العصور. ويشكل هذا النشاط استكمالا للمبادرة التي أطلقتها الهيئة تحت رئاسة النقيب الراحل عاصم سلام بتنظيم مؤتمر القدس الآن منذ عشرين سنة.
ويأتي أسبوع القدس الذي نفتتحه اليوم ليذكرنا بأن مقاومة هذا المشروع ترتكز بالأساس على التاريخ والجغرافيا وذاكرة الماضي المنحوتة في الحجارة وفي أوجه سكان فلسطين وسكان القدس وصمودهم في وجه الاحتلال. كما يأتي هذا الأسبوع ليؤكد أن رفضنا للخضوع لابتزاز الأمر الواقع وتمسكنا المطلق بمبادئ الحرية والعدالة يرتكزان على موقع القدس في الضمير العربي، هذا الموقع الذي لا يمكن أن تلغيه لا الصفقات ولا المساومات والذي يرسم لنا أفق التحرير مهما طال الزمن”.

الزعبي

وألقى النقيب الزعبي كلمة رأى فيها “جئت وإياكم الليلة الى ظل القدس نلملم أرواحنا التي تشظت على عتبات الصبر والتعثر والتهاون والتخاذل والتآمر والخيانات، والقدس قناديل لا تنطفئ. سعينا في نقابة المهندسين الأردنيين عبر السنوات الماضية أن نفي باليسير عبر حفل سنوي لدعم صمود الاهالي وتقديم الواجب عبر ترميم بيوت القدس القديمة، حفاظا على الهوية المقدسية ضمن مشاريع عديدة نفذتها نقابة المهندسين الأردنيين بدعم كريم من شعبنا الأردني الأصيل تجاوزت قيمتها حتى اللحظة أكثر من ثمانية ملايين دينار، وهي تستعد اليوم لإطلاق حملة جديدة بعنوان، فالشغل قناديل صموها، متطلعين الى مزيد من عمليات الترميم لمساعدة المقدسيين للثبات في أرضهم وحماية الهوية والتاريخ”.

وأردف: “أما حديث السياسة فالإيجاز فيه أولى من الاستفاضة، فالعناوين مكتوبة في دفاترنا وعقولنا والدم المشترك بين الأردنيين والفلسطينيين يرسم المصير المشترك حيث ألحق فلسطين كل فلسطين، لا تنازل عن أرض ولا بديل عن أرض، وزوال الاحتلال حق، والدولة الحرة حق، والعودة الحرة حق والتوقيع مرفوض شكلا ومضمونا وفي ظل هذه العناوين تمسي تسوياتهم السياسية تحت ما يسمى صفقة القرن وغيرها مرفوضة وغير قابلة للحياة وفجوهر الصراع كان وسيبقى وجوديا وسنرى بعيون عربية لا يقطعها السراب العدو عدوا”.

الصالح

بدوره، قال الصالح: “الوطن العربي يئن من حال الهوان والضياع ومن حال فقدان الهوية والانتماء وهذه الحالة هي التي يريدها أعداء الامة لنا ليتسنى لهم ضرب كل إمكان للنهوض العربي وليتسنى لهم مصادرة مقدرات أمتنا المادية والاقتصادية والاجتماعية، إننا رغم ذلك ندرك أن هذه الحالة موقتة، لقد مرت الامة بفترة شبيهة إلا وإنها وعبر التاريخ أثبتت القدرة على النهوض والانطلاق لان هذه هي سنة الحياة والتاريخ، فشعوبنا العربية واتحاداتهم ما زالت وستبقى نابضة بالعنفوان والكرامة. ولعل الدور الذي يقوم به اتحادنا المهندسين العرب لهو دليل على أن نخبة الامة ومثقفيها سيبقون في طليعة المدافعين عن قضايا الامة وثوابتها من أجل تقدم شعوبها ورفاهيتها”.

وتابع: “ضمن هذا الإطار تأتي هذه الندوة الهامة والتي تأتي أيضا في ذروة الهجمة الأميركية والصهيونية على القدس بمقدساتها ومعالمها وتراثها وثقافتها إنهم يسعون الى حسم المعركة في شكل نهائي بالقدس. نعم إن المعركة الآن في القدس تكتسب أهمية استثنائية وهذا يستدعي أكثر من أي وقت مضى لحشد كل الطاقات الجهود والإمكانات من أجل التصدي لهذه الهجمة والتي تستند أيضا وللأسف الى حال الهوان العربي”.

وختم: “لنبادر للاتصال مع كل الاتحادات المهنية العربية من أجل بلورة وثيقة عهد وشرف للقدس، هذه الوثيقة التي تحدد ثوابت الامة للقدس والوفاء لها لتكون جزءا من وجدان الشعوب تتناقلها عبر الأجيال ولتكون صوت هذه الشعوب الحية والتواقة الى كرامتها”.

وتوجه باقتراح الى هيئة المعماريين لمناقشة إنتاج فيلم توثيقي وتعليمي بتقنيات عالية عن تطور الهندسة المعمارية عبر التاريخ، القدس نموذجا، “ليكون أحد المراجع في جامعاتنا وجامعات العالم أجمع، يؤكد رسالتنا الحضارية في الحفاظ على القدس وتاريخها ونحن في فلسطين جاهزون لتقديم كل دعم ممكن”.

الحديثي

وتحدث الحديثي، فقال: “إن هذا المؤتمر القدس عاصمة فلسطين يحتل أهمية خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية وقدسها الشريف من تآمر وتردي وهرولة عربية لتنفيذ الأوامر الأميركية لمصلحة الكيان الصهيوني، هذا الكيان المجرم المغتصب الذي تمادى وأصبح أكثر تماديا في هذا الزمن الرديء من تاريخ أمتنا”.

أضاف: “كنا سنكون أكثر سعادة لو عقد هذا المؤتمر كما هو مخطط له في ريو دي جنيرو في البرازيل خلال انعقاد الجمعية العامة لاتحاد المعماريين في ظل تظاهرة عربية كبرى، لكن الظروف الصحية التي تجتاح العالم وما يرافقها من صعوبة في التنقل حالت دون ذلك”.

ورأى “ضرورة عقد هذا المؤتمر في العام المقبل كما خطط له، تزامنا لاجتماعات الجمعية العامة للمعماريين ويمكن للجنة التحضيرية أن تتوسع بإضافة أوراق عمل جديدة تتطلبها المرحلة المقبلة وتطورات القضية الفلسطينية وأن تتناول التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والتحولات الديموغرافية التي فرضها الكيان الصهيوني”.

وختم: “نحن المهندسون العرب مؤمنون أن فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس كل القدس ستعود الى أهلها، عربية مهما طال الزمن بارادة أهل الأرض في فلسطين وتكاتفهم ووحدتهم الوطنية ودعم أمتهم العربية وأحرار العالم رغم كل قوى الاستكبار والجبروت وسيعود علم فلسطين ليرفرف فوق القدس”.

الجعبي

وتناول الدكتور نظمي الجعبي من القدس، المحور السياسي الاجتماعي، وقال: “نحن اليوم نواجه بعض المتصهينين العرب الذين بدأوا يشككون بتراثنا الثقافي ومكان بيت المقدس وقدسية المسجد الأقصى وبدأت أصوات نشاز من هنا وهناك مستغلة هذا الزمن السيىء المتردي الذي يعيشه العالم العربي وبكل أسف لا بد من الوصول الى العالم العربي بطريقة مختلفة.
قد تكون الأدوات التي استعملناها في الدفاع عن رواية القدس غير كافية، قبل أسبوع قمت بزيادة للبلدة القديمة وكان الموقف حزينا، إذ أن الأسواق مغلقة منذ عام، وهنا أتحدث عن 3000 عائلة أصبحت بلا عمل، ما جعلني أفكر بمعاني إضافية للقدس إضافة الى المعاني الرمزية السياسية، الثقافية، المعمارية واللائحة طويلة، لكن القدس اليوم بلا ناس وحياة، البلدة القديمة اليوم يعيش فيها 40 ألف نسمة 37 ألف فلسطيني بينهم 3000 مستوطن، رغم 53 سنة من العمل الاستيطاني المكثف استخدمت فيه كل الأدوات للسيطرة على العقارات والجزء الأكبر من البلدة القديمة مصادر بقرار 1969 وسمي بالحي اليهودي، أما العقارات التي سيطر عليها الاحتلال بلغت حتى الآن 80 عقارا 40 منها ملكية يهودية قبل 1948، رغم كل الملايين التي استعملت لم يحصلوا إلا على 40 عقارا منذ 1948 من خلال تزوير أوراق وسمسرات الخونة والمصادرة”.

وإذ لفت الى أن “الداخل الى البلدية القديمة يلاحظ أن 53 سنة من الاحتلال لم يستطع السيطرة على تاريخها. مشهدها الثقافي العربي الإسلامي المسيحي حتى الحي المقتطع معزول تماما ولا يمت الى البلدة القديمة بأي صلة، وبالتالي من الناحية العمرانية والاقتصادية لا يشكل جزء من البلدة القديمة”، شدد على أنه “حتى في الحارة اليهودية 87% هي أملاك غير يهودية”.

الجلسات

وتناولت الدكتورة رانيا الياس من القدس التحدي الثقافي، فيما تحدث الياس الخوري من لبنان عن القدس في الادب، وتحدث الدكتور سليم تماري من فلسطين عن مركزية القدس الثقافية في نهاية الفترة العثمانية وخلال فترة الانتداب.

وفي الجلسة الثالثة، حاضرت الدكتورة هويدا الحارثي من السعودية عن إعادة إعمار القدس في العهدين الايوبي والمملوكي، فيما تحدثت مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي – الاونيسكو الدكتور شادية طوقان عن ترميم البلدة القديمة وتأهيلها، وتناول النقيب تابت القدس كاستثناء، متحدثا عن الموقع المميز للمدينة في لائحة التراث العالمية لمنظمة الاونيسكو.