الثلاثاء 10 أيلول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أظهرت موازنة مصرف لبنان ارتفاعاً في موجوداته الخارجيّة بمبلغ قدره 1.43 مليار دولار، خلال النصف الثاني من شهر آب 2019 إلى 38.68 مليار دولار، من 37.25 مليار دولار في منتصف شهر آب.
تأتي هذه الزيادة نتيجة الهندسة الماليّة الأخيرة بين مصرف لبنان والمصارف اللبنانيّة، والتي ترمي إلى استقطاب ودائع غير المقيمين بفوائد مغرية، بغية تعزيز السيولة بالعملة الأجنبيّة لدى القطاع وتحسين ميزان المدفوعات.
عند تنقيص محفظة اليوروبوند اللبنانيّة التي يحملها مصرف لبنان، والبالغة قيمتها 3.2 مليارات دولار، تصبح قيمة احتياطاته بالعملة الأجنبيّة 35.48 مليار دولار كما في نهاية شهر آب. علما أنّ وكالة ستاندرد آند بورز قدّرت قيمة الإحتياطات القابلة للإستعمال عند 19.2 مليار دولار في نهاية العام 2019، آخذةً بالاعتبار قيمة الموجودات الخارجيّة (32 مليار دولار) واحتياطيّ الذهب (11.9 مليار دولار)، وطارِحة حجم محفظة سندات اليوروبوند التي يحملها مصرف لبنان (2.9 مليار دولار)، والإحتياطي الإلزامي على ودائع المقيمين بالعملات الأجنبيّة (13.7 مليار دولار) والكتلة النقديّة (8.1 مليارات دولار).
أمّا على صعيدٍ سنويّ، فقد انكمشت قيمة الموجودات الخارجيّة لمصرف لبنان بنسبة 11.21 في المئة (4.89 مليارات دولار) مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في نهاية شهر آب 2018، والبالغ حينها 43.56 مليار دولار. (تقرير بنك الاعتماد اللبناني)
سلامة
في هذا الاطار، إعتبر حاكم مصرف لبنان انّ ارتفاع موجوداته الخارجيّة سيطمئن الاسواق حول ثبات ربط العملة الوطنية بالدولار، وسيعزّز ميزان المدفوعات. كما لفت الى انّ المعروض من الدولار في السوق المحلية وافر، على عكس الاشاعات المتداولة.
في موازاة ذلك، اشار سلامة الى انّ سياسة مصرف لبنان تهدف الى الحفاظ على ملاءة الحكومة لأنها تدعم الاستقرار النقدي في لبنان.
وقال انّ مصرف لبنان خصّص التمويل اللازم لاستحقاق تشرين الثاني 2019، والذي تبلغ قيمته 1,5 مليار دولار، وهو يعمل بالتعاون مع الحكومة، على طرق غير تقليدية لخفض كلفة خدمة الدين العام.
كما لفت سلامة الى انّ البنك المركزي مستمرّ بهندساته المالية مع البنوك التجارية، الى حين تحسّن الاختلالات المالية والخارجية في لبنان. وأعلن انّ الحكومة تعتزم إصدار سندات يوروبوند في المستقبل، ما سيعزّز السيولة بالعملة الاجنبية في السوق.
لكنه أوضح انّ توقيت الاصدار يعتمد على الوضع السياسي في لبنان والمنطقة، بالاضافة الى الوضع المالي ومالية الحكومة، لافتاً الى انّ سندات لبنان الاجنبية مقوّمة، برأيه، بأقل من قيمتها. وهو ما اشار اليه ايضاً بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس، في تقويمه للائتمان السيادي في 54 سوقاً ناشئة، معتبراً انّ سندات لبنان الاجنبية ذات اجل 5 سنوات مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية.
من جهة اخرى، قال سلامة ان الدعم المالي الذي تعهدت به كل من السعودية وقطر لم يُترجم مادياً بعد. (تقرير بنك بيبلوس)
الجمهورية