مجلة وفاء wafaamagazine
ذكرت صحيفة بوليتيكو (Politico) الأميركية أن بعضا من “أشد المعارضين” للاتفاق النووي مع إيران في المنطقة يحثون الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على السماح لهم بأن يكون لهم رأي أو مقعد على طاولة المفاوضات في أي مباحثات مستقبلية مع طهران.
وقالت الصحيفة إن ممثلي دول خليجية وإسرائيل يثيرون هذه المسألة خلال أحاديث خاصة أو علنية قبيل تولي الرئيس بايدن إدارة البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل.
كما كشفت أن سفراء 3 من هذه الدول عبروا لها -خلال مقابلات أجرتها معهم- أن لديهم أشياء سيخسرونها أكثر من الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى ساهمت في صياغة الاتفاق النووي عام 2015، مؤكدين أن إشراكهم في أي محادثات مستقبلية مع طهران من شأنه أن يعزز نفوذ أميركا على إيران.
لكن هذا الأمر قد يتسبب أيضا -تضيف الصحيفة- في “صدام” مع فريق بايدن الحكومي الذي عبر صراحة عن أنه سيسعى لإحياء الاتفاق الإيراني الذي قوبل انسحاب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب منه عام 2018 بترحيب الاحتلال الإسرائيلي ودول عربية.
وتؤكد الصحيفة أن هذه الدول العربية نفسها تود الآن أن يتناسى جو بايدن الصفقة الأصلية مع طهران وأن يبدأ في صياغة اتفاق جديد أكثر صرامة يمكنه أن يشمل حتى برامج إيران غير النووية، مثل برنامج الصواريخ الباليستية واستغلال طهران المجموعات المسلحة لأجل شن حروب بالوكالة في المنطقة.
وترى أن الدعوات العربية الإسرائيلية “المنسقة” في هذا الإطار تشير إلى مدى التحول الذي شهده المشهد السياسي منذ أن كان بايدن نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما إلى الآن.
وبالإضافة إلى أمور أخرى -تضيف بوليتيكو- يرجح أن تعطي موافقة بعض الدول العربية مؤخرا على الاعتراف بإسرائيل هذه المطالب وزنا أكبر في دوائر السياسة الخارجية الأميركية، كما قد يتيح لها هذا الأمر فرصة للتعاون بشكل أكثر صراحة ووضوحا في الضغط على البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قوله -خلال مقابلة خاصة- “إنه عند صياغة اتفاق 2015 عمل المسؤولون الأميركيون كما لو كان عليهم الاختيار بين الحلفاء الأوروبيين -الذين شاركوا في المفاوضات- وشركائهم في الشرق الأوسط الذين تم استثناؤهم إلى حد كبير”.
وأضاف “كان ذلك خيارا خاطئا، يجب أن تحافظ أميركا على علاقات قوية مع جميع شركائها في أوروبا والشرق الأوسط، وأن تظهر مع كلتا المجموعتين على طاولة المفاوضات”.
وذكرت الصحيفة أن المسؤول الإماراتي كان بصدد المشاركة في جلسة “خاصة وغير رسمية” تناولت سبل التعاطي مع ملف الاتفاق النووي مع إيران، والتي جمعته ونظيريه البحريني والإسرائيلي الاثنين مع أعضاء من لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك” (AIPAC)، مشيرة إلى أن مثل هذه الجلسات التي كان يصعب تصورها حتى ماض قريب باتت الآن أكثر شيوعا في أعقاب اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.
كما نقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر قوله موجها الخطاب لإدارة بايدن القادمة “أول شيء سأقوله للإدارة القادمة، اجلسوا مع حلفائكم في المنطقة واستمعوا إلينا.. حاولوا التوصل إلى موقف مشترك، وهو ما أعتقد أنه ممكن، ليس فقط في التعامل مع القضايا النووية ولكن أيضا مع العدوان الإيراني في المنطقة”.
ونقلت بوليتيكو في مقابلة أخرى مع السفير البحريني في واشنطن عبد الله آل خليفة قوله إن “بلاده محبطة بشكل خاص من التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية”.
وأضاف المسؤول البحريني أنه “من المهم بالنسبة لنا أن نكون جزءا من المحادثات، لأننا نحن من نجلس في الصف الأول في حال حدوث أي تطور، ونحن من سيتعين عليه تحمل كل العواقب”.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن المتحدث باسم الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن رفض التعليق على هذه الأنباء.
الجزيرة