مجلة وفاء wafaamagazine
كلمة “الحب” في اللغة العربية مشتقة من “المحبة”، هذه المحبة التي “لا تعطي الا ذاتها ولا تأخذ الا من ذاتها” كما قال نبي جبران خليل جبران، فَمن من أنبياء الله ورسله لم يدعُ الى المحبة؟ وما هو البديل عنها في عالم النزاعات والقتال والحروب؟
الكاهن الروماني فالنتاين كان واحداً من هؤلاء الرسل الصالحين الذين عاشوا تقليد “مودة الحب” على الأرض، فأُضيف اسمه الى لائحة القديسين المعترف بهم رسمياً في العام 496 ميلادية
لا رواية ثابتة عن سيرته حتى الآن، الا أن المتوارث عنه أنه ضحى بحياته من أجل منح سر الزواج بالخفاء لمئات الجنود الرومان الذين سجنهم الإمبراطور لمنعهم من الزواج الذي “سيحرفهم عن عقيدة القتال من أجل توسيع أرجاء الإمبراطورية الرومانية”، فكان القديس يجول على السجون مانحاً أياهم سر الزواج للمتقدمين الذين كانوا يرمون له الورود الحمراء فرحاً.
من المرجح أن القديس فالنتاين أُعدم في الرابع عشر من شباط ليتحول هذا اليوم الى تذكار لشفيع مدينة Terni الإيطالية وشفيع المحبين والمحامي عن العشاق في كل أنحاء العالم.
القرن السابع عشر بدأ يشهد تحولاً جذرياً في معنى الذكرى، فهذا اليوم الذي كان مخصصاً للإحتفال بقديس شهيد بات عنواناً لحدث غرامي عاطفي أسهمت المصالح التجارية في تكريسه يوماً للربح العالمي الصافي من عائدات مبيع البطاقات والورود وقوالب الحلوى والمجوهرات والهدايا على أنواعها، كلها مزدانة باللون الأحمر الذي يعتبره التجار “لوناً جاذباً للإنتباه” وهي نظرية صحيحة الى حد كبير، يوافقهم عليها الأطباء وعلماء النفس الذين يؤكدون أن هذا اللون يشير الى المشاعر العميقة وهو مخفز لكيمياء العاطفة بإمتياز.