مجلة وفاء wafaamagazine
أعلنت السلطات الروسية عن اكتشاف أول حالة لإصابة البشر بسلالة H5N8 من إنفلونزا الطيور (avian flu)، فماذا يعني هذا؟
إكتشف خبراء مركز «فيكتور» (VECTOR) الحكومي الروسي لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية المادة الجينية لسلالة H5N8 من إنفلونزا الطيور لدى 7 من موظفي مصنع للدواجن الواقع في جنوبي البلاد، والذي تم رصد تفشي إنفلونزا الطيور فيه أواخر العام الماضي.
وأشارت رئيسة الهيئة الاتحادية الروسية المعنية بحماية حقوق المستهلك آنا بوبوفا إلى أنّ هذا الاكتشاف يُعدّ أول حالة لتسجيل إصابة البشر بسلالة H5N8 في العالم، مشيرة إلى أنّ الخبراء في الوقت نفسه رصدوا تغيّرات في أجسام المرضى واستجابة مناعتهم لإصابتهم. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان: «لم تظهر عليهم أعراض، ولم يتم الإبلاغ عن انتقال العدوى من إنسان لآخر. إذا تم تأكيد ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يصيب فيها فيروس H5N8 البشر».
وأفادت وكالة أنباء إنترفاكس في تشرين الثاني الماضي بأنّ مركز فيكتور الحكومي أشار إلى سلالة جديدة من إنفلونزا H5N8 كانت متفشّية في 15 منطقة روسية بين الطيور الداجنة والبرية، لكنها لا تمثّل خطورة على البشر.
ما هي سلالة H5N8؟
إنّ سلالة إنفلونزا الطيور H5N8 هي نوع فرعي (sub-type) من فيروسات الإنفلونزا إيه (Influenza A virus)، وهي مميتة بشكل كبير للطيور البرية والدواجن. وقبل أن تبلّغ روسيا عن أول حالة إصابة بشرية بفيروس H5N8، كان يُعتقد إلى حد كبير أنه يقتصر على الطيور والدواجن.
الأخبار الطيبة
إنّ هذه السلالة ليست قاتلة للبشر، إذ قالت بوبوفا إنّ الموظفين السبعة الذين أصيبوا كانوا في حال جيدة وتعافوا على وجه السرعة نسبياً، ولم تظهر لديهم أي أعراض ملموسة.
وصرّحت بوبوفا أنّ هذه السلالة ليست قادرة حتى الآن على الانتقال من شخص إلى آخر، لكنّ استمرار تحوّرها قد يؤدي إلى ذلك. وشددت المسؤولة الروسية على أنّ حقيقة أن هذه السلالة ليست قادرة حتى الآن على الانتقال من شخص إلى آخر تُتيح للعالم أجمع وقتاً للاستعداد لمواجهة هذا التحدي والتصدي له بالشكل والوقت المناسبين، وتطوير أنظمة للفحص واللقاحات.
كيف الوقاية؟
عموماً، للوقاية من فيروسات إنفلونزا الطيور، يُنصح بالتالي:
- طَهو اللحوم أو الدواجن بشكل جيد.
- طَهو البيض بشكل جيد حتى جفاف المح والزلال.
- عند التعامل مع الطيور والدواجن يجب التزام توصيات الحماية، مثل ارتداء الكمامة والقفازات، التي توصي بها الهيئات الصحية في البلد.
ولقد ذكر مختبر فكتور الروسي أنه «يجب اليوم البدء بتطوير نظام اختبار يسمح برصدٍ سريع للحالات بين البشر وبدء العمل» لتطوير لقاح. ولروسيا تاريخ في الأبحاث المتعلقة بالفيروسات واللقاحات.
يجب مراقبة تطور هذا الفيروس
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية لوكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا أبلغتها بهذا الاكتشاف، و»أنه إذا كان التأكيد صحيحاً، فهي المرة الأولى التي يصيب هذا الفيروس البشر». وأضافت المنظمة: «نحن نجري اتصالات مع السلطات الروسية لجَمع معلومات أكبر وتقويم آثار هذا الاكتشاف على الصحة العامة». وحالياً تنتشر هذه السلالة الشديدة العدوى التي تقتل الطيور في دول أوروبية عدة، منها فرنسا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ انتقال عدوى إنفلونزا الطيور إلى الإنسان نادِر ويستلزم «احتكاكاً مباشراً أو قريباً مع طيور مصابة أو مع بيئتها»، لكن «يجب مراقبة تطوّر هذا الفيروس» لأنه قادر على مزيد من التحوّر. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ انتشار بعض متحورات فيروس H5N8 بين الدواجن في العالم «مُقلق بالنسبة للصحة العامة» لأنها قادرة على «التسبّب في أمراض خطيرة لدى الأشخاص الذين تعتبر مناعتهم لمكافحة الفيروس ضئيلة أو معدومة».
وبحسب المنظمة، يمكن للإنسان أن يُصاب بفيروس إنفلونزا الطيور من نوع (H5N1) و(H7N9) و(H9N2). وقالت الخبيرة غوينيل فورتش مديرة الأبحاث في «المعهد الوطني للبحوث الزراعية» في فرنسا لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هذا النوع من الفيروس «معروف بأنه يتطوّر بسرعة». وأضافت: «بالنسبة إلى سلالة H5N8 لم تسجّل إلى هذا اليوم حالات نقل العدوى للبشر، لكنه احتمال عند تطور الفيروس».
وأوضحت الخبيرة: «ربما كانت هناك حالات أخرى لم يتم رصدها خصوصاً إذا كانت الأعراض بسيطة»، مشيرة إلى أنّ الحالات السبع التي اكتشفت في روسيا «قد تُخفي مزيدًا من الحالات الأخرى».