wafaamagazine مجلة وفاء
رعى محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، احتفال إزاحة الستار عن النصب التذكاري، ل “أول شهيدة أنثى في السلك العسكري” المسعفة العريفة سحر فارس، بدعوة من عائلتها وخطيبها، مقابل ثكنة فوج إطفاء بيروت – الكرنتينا، في حضور قائد الفوج العقيد الركن نبيل خنكرلي وعديد الفوج، الأب بيتر حنا، السيدة سولاف حبلي، عائلات شهداء فوج الإطفاء وعائلة الشهيدة فارس وحشد من الإعلاميين.
بداية النشيد الوطني فنشيد فوج الإطفاء، ثم ألقى عبود كلمة طلب فيها “الرحمة لشهداء فوج إطفاء بيروت”. وقال: “منذ اليوم الأول لاستلامي مهامي، جئت الى هذا المبنى وتعرفت على الشهداء الأبطال وقلت لهم بإني بجانبهم. ان فوج اطفاء بيروت وحرس بيروت هما من أولوياتي وأنظر اليهما نظرة الأب الى أبنائه، وهذه النظرة ليست للشهداء والعسكريين فقط بل الى عائلاتهم وأحبائهم، فكل شهيد غال على قلبنا”.
أضاف: “كانت بيروت تتزين شوارعها سابقا باسم زعماء ووزراء ونواب، ولكن من الآن وصاعدا لن تكون شوارعها مزينة إلا بأسماء الفقراء والشهداء ومن أعطوا هذه الأرض، فهل هناك أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه شهيدا عن أرضه ومدينته؟ هناك صور متوارثة عن المرأة كأم وأخت وكمريم العذراء، ولكن لم تكن المرأة ولا مرة هي الشهيدة. الآن ننظر الى نمط جديد من النساء هن الشهيدات، لهذا قررنا وبناء على طلب العائلة وموافقة أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت إنشاء نصب للشهيدة سحر فارس على مدخل بيروت، لكي يعرف كل من يدخل الى بيروت قصة هذه المدينة وهذه الشهيدة. وأعدكم بأننا لن ننسى باقي الشهداء، فلكل واحد منهم محبته وتقديره، وسأكون بجانبكم وسأنفذ ما تطلبونه لتخليد ذكرى أبنائكم”.
وختم: “نحن في صدد إنشاء نصب كبير كلفت به أكبر الفنانين اللبنانيين ويعمل عليه لتخليد شهداء فوج الإطفاء وكل شهداء مدينة بيروت، فالتكريم يليق بهؤلاء الشهداء”.
وكانت كلمة لقائد الفوج قال فيها: “نجتمع اليوم لإزاحة الستار عن نصب تذكاري للشهيدة المسعفة سحر فارس في اليوم العالمي للمرأة المخصص لتكريم المرأة على عملها وعطائها وجهودها. نقف اليوم لتكريم الشهيدة فارس التي سقطت في أثناء تأديتها الواجب الإنساني، فهل هناك عطاء أكبر من التضحية لإنقاذ المواطنين وممتلكاتهم؟ وهل هناك اغلى من الروح لتقديمها؟ كيف نكرمها وبأي شكل نفيها حقها بعدما أصبحت ملاكا في السماء تنظر الينا من عليائها وتبارك اهلها ورفاق دربها الذين لم يتوانوا عن تقديم الغالي والنفيس فداء لوطن أحببناه وأهديناه أبناءنا وفلذات أكبادنا؟ نقول اليوم للشهيدة البطلة سحر فارس: مهما قدمنا وعملنا لن نصل الى مستوى التضحية التي وصلت اليها. نطلب إليها أن ترافق رفاقها في مهماتهم في عمليات الإنقاذ ومساعدتهم في أثناء الخطر”.
وألقى الأب حنا كلمة قال فيها: “شهور مرت على حادث أوجعنا وحاول أن يقتل كل جميل فينا، وكانت دقائق قليلة كافية لتسرق منا أحلى شباب وصبية، ولكن هذه الأشهر وكل السنوات المقبلة لن تكون كافية لتسرقهم من ذاكرتنا ومن فكرنا. دقائق قليلة كانت كافية لإطفاء عيون جميلة ولكنها لن تتمكن من إطفاء قلوبنا لأن عيوننا صوب السماء. هذا اليوم مبارك لأننا أبناء الله على الأرض، نجتمع مع الله ومع أبنائه في السماء، هكذا هو الحب لأن الحب أقوى من المسافات والوقت والنسيان والموت”.
وختم: “نقدم صلاتنا اليوم ليكون دم هؤلاء الشهداء الحبر الجديد الذي سيكتب لبنان الجديد”.
أما المساهمة في المشروع السيدة حبلي فقالت: “نكرم الشهيدة سحر فارس التي استشهدت وهي تقوم بعملها وبواجبها النبيل لتبرهن حبها لعملها وإخلاصها لوطنها. سحر قدوة لكل امرأة في مجتمعنا تعمل وتضحي وتقدم أغلى ما عندها. نجتمع اليوم لتكريمك. لم أتعرف عليك ولكن استشهادك أثر في كثيرا. لن نتخلى عن قضيتك، انت في قلب كل الشعب اللبناني”.
كذلك ألقت شقيقة الشهيدة ماريا فارس كلمة قالت فيها: “في 4 آب خسرنا سحر. غادرت مرتدية زيها الرسمي، زي فوج الأطفاء الذي لطالما كانت فخورة به. سحر أول شهيدة انثى في السلك العسكري في لبنان”.
وتوجهت الى الشهيدة: “لسنا الوحيدين الحزينين على رحيلك، بيروت وجميع اللبنانيين هنا وفي الخارج خسروك. العالم كله حزين عليك يا عروسة لبنان. الجميع يصلي لك ولضحايا انفجار 4 آب. انت شهيدة الواجب والوطن وعروس فرحت بها السماوات. سحر انت هي المثال الأعلى والمرأة التي تستحق كل التقدير والمحبة”.
وشكرت عائلات شهداء الفوج التي شاركت في هذه المناسبة وهم: شربل كرم، رامي كعكي، ايلي خزامي، جو بو صعب، جو نون، نجيب حتي، شربل حتي، مثال حوا ورالف ملاحي.
بعد ذلك قدمت العائلة دروع تقدير لكل من عبود وخنكرلي وحنا وجو رحال وحبلي والملازم الأول ريمون فرح والملازم علي نجم.