الرئيسية / آخر الأخبار / يونان: الى اليوم ما زال انفجار المرفأ سرا مكتوما وما زال المسؤولون عاجزين او لا يريدون اكتشاف السبب

يونان: الى اليوم ما زال انفجار المرفأ سرا مكتوما وما زال المسؤولون عاجزين او لا يريدون اكتشاف السبب

مجلة وفاء wafaamagazine

ترأس بطريرك انطاكية للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رتبة دفن المسيح في كنيسة مار بهنام وسارة للسريان الكاثوليك في الفنار.

وبعد تلاوة القراءات والاناجيل القى عظة قال فيها: “نقيم اليوم رتبة السجدة للصليب المقدس الذي عليه تمم فادينا يسوع سر محبته العجيب لخلاصنا، وكما دعتنا امنا الكنيسة طوال الصوم الكبير كي نسير مع الرب على درب الجلجلة متأملين بآلامه وموته كفارة عن خطايانا، اليوم تدعونا لنتبارك بالهيبة والخشوع بآلام مخلصنا المنقذة، نسجد لصليبه الخلاصي ونعظم موته المحيي ونرافقه الى القبر لنمجد قيامته الظافرة يوم الاحد القادم”.

اضاف: “اتيتم لانكم مملوؤون ايمانا ورجاء ومحبة على رغم ما حل ويحل بنا، في لبنان بشكل خاص، من اوجاع ومحن ونكبات، كان آخرها جائحة كورونا التي عمت البشرية وحملت لنا الآلام والمرضى والوفيات وبعد الناس عن بعضها البعض، ومع ذلك علينا ان نقبل ما حل بنا وبالعالم بشجاعة وبنعمة الرجاء، فالرب يسوع لم يعدنا ان نعيش على هذه الفانية بالسعادة الدنيوية، نحن نعرف ان لنا مدينة في السماء، لذلك نحن المؤمنون نشعر في يوم الجمعة العظيمة بالحزن الشديد، نحزن لتذكرنا ما جرى للرب يسوع من آلام وصلب وموت، ولكن في صلاتنا وفي الاناشيد التي سمعناها جئنا لنتأمل في هذا السر العظيم ولنجدد إيماننا وثقتنا بالرب الذي انتصر على الموت وعلى الخطيئة”.

وتابع: “ننشد بالسريانية، علق الفادي على الصليب، طعن جنبه في حربة فسال منه دم وماء واطلق صرخة واسلم نفسه بيدي ابيه، هذا كله تحمله من اجلنا ليفتدينا وينقذنا من الضلال. نأتي في الجمعة العظيمة كما في العالم كله يلتقي المسيحيون في هذا اليوم ليتأملوا في سر الآلام والموت، ولكننا نحن المسيحيين لسنا عشاق الالم بنوع خاص في هذا الاسبوع الذي يدعى اسبوع الآلام او الاسبوع المقدس، رافقنا يسوع وفي داخلنا الفرح الروحي لان يسوع تحمل هذه الآلام وقبل الموت على الصليب حبا بنا، لذلك نحن اذ نتذكر هذا السر الخلاصي نجدد في داخلنا المحبة والفرح والسلام”.

وقال: “هذه العواطف التي تملأ قلوبنا لا يعرفها البشر بعقلهم الدنيوي ويفكرون ان السعادة هي على هذه الارض، نعم نحن نؤمن بأن يسوع خلصنا حبا بنا لان يسوع يريدنا ان نبقى دوما فرحين وان نحمل الرجاء والفرح للآخرين. ولكي نستفيد من عمل فدائنا نتذكر ما تم تحت اقدام الصليب على مثال مريم العذراء وسائر النساء التقيات ويوحنا الحبيب، نتأمل في صمت بسر الفداء غير المدرك، نسلم مشيئتنا للآب السماوي كما سلم يسوع الفادي ذاته لابيه السماوي فنتأهل ان نفهم هذا السر العجيب بعين الايمان ونعيش هذا السر بكل ابعاده مهما اظلمت الدنيا حولنا ومهما كثرت المصاعب وتعددت التحديات”.

واعتبر ان “يوحنا الحبيب يمثلنا جميعا ويمثل جماعة المؤمنين فعندما اهداه يسوع امه، جعل من هذه الام اما لجميعنا، لذلك نسمي مريم ام الكنيسة وامنا السماوية، ونحن نؤمن ونتضرع اليها ونرجو تحننها وحمايتها، وهنا في لبنان كم وكم من المحبة ومن التقدير والاكرام يبرهن عنه المسيحيون لا سيما في زمن الضيقات والمحن. نعم هناك محن كثيرة في حياتكم ايها الاحباء. منذ ثلاثة ايام عدت من العراق في زيارة راعوية واحتفلت بالذبيحة الالهية في اكثر من ست كنائس وشاركت في المسيرة السنوية الرائعة مسيرة الشعانين، لقد تحمل اولادنا في العراق الكثير وعانوا المرارة في محيطهم من قبل جيرانهم ومن قبل الارهابيين التكفيريين باسم الدين ولكنهم كانوا قد استرجعوا، بالرغم من كل شيء، ثقتهم بالرب ورأيت الابتسامة والفرح يعلوان وجوههم، وينشرون اينما كانوا الفرح بان الرب معهم والعذراء الطاهرة تحميهم. واليوم في لبنان نعرف كم يتحمل اللبنانيون لا سيما الذين يسعون لتأمين رزقهم اليومي، خصوصا بعد الانفجار المخيف في مرفأ بيروت والذي حمل معه مئات الضحايا وآلاف الجرحى وهدم قسما كبيرا من العاصمة لا سيما في الاشرفية وما حولها، والى اليوم ما زال هذا الانفجار سرا مكتوما وما زال المسؤولون في هذا البلد عاجزين او لا يريدون ان يكشفوا سبب ذاك الانفجار المريع الذي سبب وما زال يسبب المآسي في لبنان”.

وتابع: “نحن مدعوون مع ذلك في هذا اليوم، يوم الجمعة العظيمة، ان نشترك في آلام المخلص ونطلب منه ان ينقذنا من هذا الوضع المتأزم معيشيا، سياسيا، اقتصاديا وامنيا، نطلب من المصلوب ان يتحنن على لبنان الذي كان يسعى ان يكون علامة الرقي والحضارة والعيش المشترك في محيطه المشرقي، ولكن للاسف بسبب التقصير من المسؤولين المعنيين بخدمة الشعب، وصلنا الى هذه الحالة من الازمات المخيفة، حتى ان الشعوب الفقيرة والنامية تتعجب كيف وصل هذا الحال الى لبنان، فعلى لبنان ان يحكم من قبل نخبة نزيهة، لبنان البلد الصغير، الرسالة الى العالم، لا يستحق ان يبقى في هذه الظلمة الداكنة، على لبنان ان يزدهر بالسلام وبالتآخي الحقيقي، وعلى جميع الحكام ان يكتشفوا اليوم قبل اي وقت من هو المسؤول عن الفساد وعن هذه الضيقة التي كبلت البلد، ولا نكتفي القول ان المسؤولين كلهم فاسدون، بل علينا ان نكتشف الاشخاص ومكمن الفساد كي يستطيع لبنان ان ينهض ويزدهر بأبنائه وبناته”.

وختم يونان: “نتابع هذه الرتبة بقلوب يغمرها الرجاء رغم كل شيء، ان الرب لن يهملنا والعذراء ستحمينا وترافقنا في هذه الازمة المخيفة التي نمر بها لكي نستطيع ان نكون الشهود الحقيقيين لمحبة الرب ولسلامه ولحنان والدته العذراء مريم”.

الوكالة الوطنية للاعلام