الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / كرة القدم تدعم فلسطين… لا مكان للحياد هنا

كرة القدم تدعم فلسطين… لا مكان للحياد هنا

مجلة وفاء wafaamagazine

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية دعماً للشعب الفلسطيني، ورفضاً لانتهاكات العدو الصهيوني الغاصب المستمرة ضد أصحاب الأرض. ولأنّ الإنسانية والعدل يشكلان إحدى أبرز القيم التي نشأت عليها كرة القدم، كانت للوسط الكروي حصة الأسد من الدعم الرياضي الإلكتروني، حيث غرّد العديد من اللاعبين والأندية دعماً للفلسطينيين، فيما غابت بعض الأصوات «المنتظرة» لأسبابٍ مبهمة

تعيش فلسطين على وقع اعتداءات صهيونية همجية، حيث يتعرض المئات من المواطنين للاعتقال والقتل. وفي ظل استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح، تضامنت العديد من الجهات الكروية أملاً بنصرة الشعب الفلسطيني ونداءً لوقف اعتداءات الكيان الغاصب.

العديد من أندية كرة القدم أظهرت دعمها لفلسطين، مثل نادي وولفرهامبتون الإنكليزي عبر حسابه الناطق باللغة العربية الذي غرّد عبر «تويتر» بالقول: «لا يجب عليك أن تكون فلسطينياً لتتحدث، يجب عليك أن تكون إنساناً. قلوبنا ودعاؤنا دائماً خلفكم في فلسطين، فاللهم احفظ أهل القدس وكل فلسطين وكن لهم عوناً»، إضافةً إلى نادي ويستهام يونايتد الذي نشر على تويتر أيضاً: «اللهم انصرهم بنصرك وكن لهم عوناً على القوم الظالمين. فلسطين كانت وستظل أرضاً وموطناً للفلسطينيين وحدهم، شاء من شاء وأبى من أبى. نصر الله آت ولو بعد حين». ونشر حساب نادي قادش الإسباني تغريدةً جاء فيها: «قلوبنا وأرواحنا مع أهل فلسطين، اللهم انصر أهل فلسطين وكن لهم عوناً»، فيما كان التضامن الأبرز من نادي بالستينو التشيلي، الذي دخل لاعبوه إلى الملعب خلال مباراتهم، السبت الفائت، بالكوفية الفلسطينية تعاطفاً مع فلسطين.

تضامن النجوم
وبعيداً عن الأندية، ظهرت مواقف فردية لافتة من بعض اللاعبين حول العالم، حيث نشر الفرنسي فرانك ريبيري، لاعب فيورنتينا الإيطالي، صورة فتاة بالعلم الفلسطيني، مرفقة بوسم «PalestinianLivesMatter»، كما نشر النجم الفرنسي بول بوغبا، لاعب مانشستر يونايتد، صورة له على «إنستغرام»، وأرفقها بتعليق: «العالم يحتاج إلى السلام والحب. العيد اقترب، لنحب بعضنا #ادعوا_لفلسطين». وكانت للاعبين العرب مواقف بارزة حيث كتب المصري محمد النّني، لاعب آرسنال الإنكليزي، رسالة باللغة الإنكليزية عبّر فيها عن دعمه لفلسطين، كما نشر ثلاث صور للأعلام الفلسطينية وقبّة الصخرة، فيما نشر رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنكليزي صورة للعلم الفلسطيني تظهر فيه يد تشير إلى النصر. من جهته، قام اللاعب المغربي حكيم زياش المحترف مع تشيلسي الإنكليزي أيضاً بجمع التبرعات في بث مباشر عبر انستغرام رفقة مواطنه نور الدين أمرابط، لاعب نادي النصر.
ظهرت مواقف فردية لافتة من بعض اللاعبين حول العالم خاصة العرب

صلاح مقصر
ما كان لافتاً، غياب نجم ليفربول ومنتخب مصر، محمد صلاح، عن حملة التضامن مع الفلسطينيين، الأمر الذي أثار غضب وانتقاد العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. في الجانب الآخر، ذكّر محبو صلاح بأعمال الخير التي يقوم بها إضافةً إلى مواقفه السابقة تجاه القضية الفلسطينية، مستذكرين ما قام به عندما كان لاعباً محترفاً في فريق بازل السويسري.
حينها، واجه صلاح رفقة فريقه السويسري نادي مكابي تل أبيب في دوري أبطال أوروبا. وعند انطلاق مباراة الذهاب، تفادى صلاح مصافحة اللاعبين الإسرائيليين عبر خروجه من أرضية الملعب قبل بدء المباراة بقليل بحجة تغيير حذائه، ونجح في عدم مدّ يده لمصافحة أي من أعضاء الفريق الإسرائيلي. “خدعة” سبّبت الكثير من الجدل في وسائل الإعلام الأوروبية والإسرائيلية حينها، حيث أشارت الصحف إلى أن تصرف صلاح لم يكن احترافياً، وأن عليه تصحيح خطئه في مباراة الإياب، وهو الأمر الذي انتظره المشجعون الرياضيون العرب والإسرائيليون على حد سواء. ومع اضطراره لخوض مباراة الإياب، تجنب صلاح أيضاً مصافحة أي من لاعبي الفريق الإسرائيلي، واكتفى بإغلاق قبضة يده عند إلقاء السلام بين اللاعبين. واستطاع اللاعب المصري حينها أن يسجل الهدف الثاني لفريقه، وسجد شكراً لله، في الوقت الذي انهال عليه جمهور الفريق الإسرائيلي بالشتائم والهتافات العنصرية المعادية وصافرات الاستهجان، لكنّ اللاعب المصري حافظ على هدوئه واكتفى بوضع سبابته على فمه طالباً منهم أن يلتزموا الصمت.
حاول صلاح سابقاً تسجيل نقاط في هذه النقطة، رغم أنه كان لا يجب أن يلعب هاتين المباراتين. واليوم صلاح غائب تماماً، فما الذي تغيّر؟
الإجابة قد تكمن في اختلاف الخارطة السياسية للأندية الأوروبية، والتي تتنوع بين الأندية اليسارية في مواجهة الأندية اليمينية التي تلامس بعضها التطرّف، إضافة إلى الأندية الانفصالية، حسبما ورد في تقرير لموقع «The Football Faculty».

ففي كرة القدم الإنكليزية، تميل اللعبة لأن تكون كياناً منفصلاً تماماً عن السياسة وهو ما يجعل بعض الأندية تمنع لاعبيها من المشاركة بأي نشاط سياسي. تكمن المفارقة هنا بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى وقبل أي شيء، ما يجعل صلاح، وغيره من المعنيين، مخيّرين بين التمرد على قوانين الأندية وتحمل النتائج مهما كانت، كما حصل مع محرز الذي لم يأبه للعواقب رغم اقتراب نهائي دوري الأبطال وتهديد مشاركته بالتالي ضمن التشكيلة الأساسية، أو الانصياع للقوانين بهدف الحفاظ على «لقمة العيش».
عموماً، الكرة في ملعب صلاح وغيره من اللاعبين الواقفين على خط التماس، الأيام المقبلة قد تظهر مواقف واضحة منهم تجاه الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يبرهن مراراً وتكراراً على أنه «فخر العرب» الحقيقي.

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار