مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك والمدبر الرسولي لمطرانية صور المطران ايلي بشارة حداد، القداس الالهي في مزار سيدة المنطرة في مغدوشة لمناسبة الشهر المريمي، عاونه فيه كاهن المزار سمير نهرا والآباء جهاد فرنسيس، شارل صوايا وشادي دندن، وخدمت القداس جوقة كنيسة مغدوشة، في حضور عدد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى حداد عظة قال فيها: “من هذا المزار المريمي، نتشارك اليوم مع رحلة البابا فرنسيس الى أكثر من ثلاثين مزارا في العالم في شهر مريم بحسب الروزنامة اللاتينية، لكن جميل أن ننفتح على تقاليد بعضنا، بين الكنيستين الشرقية والغربية، علما أن الشهر المريمي في طقسنا البيزنطي هو في القسم الاول من شهر آب أي عيد السيدة. بعيدا من الفوارق الليتورجية فإن مريم هي هي، أم الله وأم الكنيسة، شفيعة حارة، سلم البشرية الى السماء، هنا في شخص العذراء مريم تتلاقى التقاليد الكنسية فيغني الواحد الآخر، ومجمل هذه التقاليد يقدم لنا مثالا للايمان يحتذى به، إنها أول انسان تعرف على الاله المتجسد، عايشه ورباه وصلى معه”.
أضاف: “في مزار سيدة المنطرة في مغدوشة كسائر المزارات المريمية قصة تاريخ، قصتنا هنا هي مغارة وأيقونة، هكذا بدأت مسيرة هذا المزار، بين تقليد شفهي أخفاه التراب لأجيال طويلة عاد التقليد الاركيولوجي والروحي لاكتشاف هذا المكان على يد الراعي وخروفه، وكلكم تعرفون القصة، تصالح التاريخ هنا ليبدأ مرحلة جديدة من الاكرام لمريم وطلب شفاعتها. عديدة هي الأحداث التي مرت هنا، من شفاءات وارتدادات، الهامات وتعزيات، من ومضات روحية تؤكد قداسة هذه الارض وهذه الاكمة، ولا شك أنكم مررتم من هنا ولمستم بركة خاصة من يسوع ومريم”.
وأشار حداد الى أن “هذا المزار ينفتح على الديانات كلها، فبطاقة مريم الآتية من اليهودية والتي عاشت في المسيحية مع إبنها وذكرها القرآن الكريم قابلا بشارتها وحبلها العجيب وولادتها الفائقة الوصف، تقف مريم في الديانات الثلاث لترفع شعار السلام على البشرية، لا سيما على منطقة الشرق الاوسط المتألمة اليوم، تصرخ مريم بشكل خاص في القدس والحدود، ألا أوقفوا العنف والدمار والتقاتل انتم يا أبناء الاديان والمتقاتلين باسم أديانكم، إنكم تقترفون خطأ جسيما وتعطون شهادة سيئة للعالم بأن الأديان شر وقتل، لا والف لا، الاديان هي مصدر سلام ومحبة”.
وقال: “تعالوا نرفع الأدعية الى الله بواسطة مريم أمه كي يحفظ لبنان من رياح التقاتل ويبعد عنا أضرار الجائحة اللعينة كورونا، تعالوا نصلي كي ينقذ الله وطننا من الازمة التي يتخبط فيها، بكل بساطة يا أحبة تعالوا نصلي، الصلاة هي وسيلتنا الوحيدة كي نعيش السلام”.
أضاف: “نضم صوتنا الى صوت قداسة البابا الذي أعلن ماراتونا مريميا لهذا الشهر المريمي، وسيكون في 29 أيار الحالي مزار سيدة لبنان في حريصا آخر مزار قبل عودة الماراتون الى الفاتيكان، نريد أن نصلي مع سيدة لبنان ومن جميع مزارات لبنان لا سيما من هذا المزار. تعالوا نضم صوتنا الى صوت قداسة البابا الذي زار الشرق الأوسط، وآخر زيارة له كانت للعراق حيث وعد أنه آت الى لبنان، نرفع قداسنا لأجل تحقيق نوايا قداسته فيعم السلام في العالم أجمع”.
وتابع: “نحتفل اليوم ايضا بعيد العائلة العالمي، هذه العائلة تمتد الى رسالة العائلة المقدسة حيث تربى الاله المتجسد، كل مشروع مهم إنما يبدأ في عائلة حيث الحب والمسؤولية، فالويل للعالم اذا ما تخلى عن العائلة لانه يتخلى عن الحب، ويقول البابا فرنسيس في هذه المناسبة: “إذا لم تكن العائلة في محور الحاضر، فلن يكون هناك مستقبل، لكن اذا انطلقت العائلات مجددا ينطلق كل شيء من جديد”. في العائلة تنمو المسؤولية نحو المجتمع والكنيسة وكل تقصير عن تأسيس العائلات انما هو انانية وفساد وانطواء”.
وختم حداد: “تعالوا نصلي من أجل عائلاتنا، وخصوصا التي تواجه صعوبات، تعالوا أيها المترددون لنؤسس عائلات جديدة. معا ومع صعود ربنا يسوع المسيح، ونحن في زمن الصعود هذا، تعالوا نصلي، نصعد صلواتنا الى السماء فنستحق أن نصلي مع المسيح لتكن مشيئتك يا رب كما في السماء كذلك على الارض، هكذا مع جميع القديسين ونحن في احتفال هذا الاحد بجميع القديسين، ننضم معهم في موكب سماوي لنقول “المجد لربنا يسوع المسيح”.
الوكالة الوطنية للاعلام