مجلة وفاء wafaamagazine
بعد سنوات من القطيعة بين حركة «حماس» والجمهورية العربية السورية، تستعدّ الحركة لاستثمار الإشارات الإيجابية الصادرة عن الرئيس بشار الأسد، في شأن السماح لـ«الحمساويين» بالعودة إلى الأراضي السورية بعد سنوات من مغادرتها، وذلك في أعقاب سلسلة مشاورات تنوي عقدها مع أطراف في محور المقاومة خلال الفترة القريبة.
وبحسب مصدر قيادي في «حماس» تحدّث إلى «الأخبار»، فإن لدى الحركة قراراً مسبقاً ببحث عودتها إلى الأراضي السورية عندما تحين الفرصة المناسبة، «وفي ضوء الرسائل الإيجابية التي نقلها لنا عدد من قادة فصائل المقاومة في سوريا عقب لقائهم الأخير بالرئيس بشار الأسد، وترحيبه بجميع الفصائل بدون استثناء، وتوجيهه التحية للحركة»، فإن هذا القرار سيتعزّز. وأشار المصدر إلى أن الحركة ستبدأ مشاورات مع حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الفترة القريبة، لجسّ نبض السوريين حول عودة علاقة الحركة معهم، متوقّعاً أن تكون الردود السورية إيجابية، ومن دون شروط مسبقة، الأمر الذي سيفتح الباب لعودة العلاقات، كخطوة أولى تتبعها عودة قيادات من الحركة إلى الأراضي السورية في وقت لاحق. ولم يُخفِ المصدر وجود محاولات سابقة من قِبَل أطراف في محور المقاومة لترميم العلاقة بين الحركة والسوريين، غير أن تلك المحاولات اعتراها عدد من العقبات، آملاً أن يكون الانتصار الذي حقّقته المقاومة في غزة خلال معركة «سيف القدس» بوّابة لإزالة العقبات المذكورة، في ظلّ الاتفاق على برنامج المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتمسّك الحركة بمبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتعزيز العلاقات معها بهدف تجميع طاقات الأمة لدعم المقاومة.
وكان نائب الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أبو أحمد فؤاد، قد كشف، أوّل من أمس، عن تطوّر في الموقف السوري جلّاه لقاء الرئيس الأسد بفصائل المقاومة الفلسطينية، عندما قال: «أبواب سوريا مفتوحة لكلّ فصائل المقاومة بغضّ النظر عن تسمياتها»، مُوجّهاً التحية إلى مقاومي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» وكلّ الفصائل. وعلى الفور، جاء ردّ أسامة حمدان، القيادي في «حماس»، إيجابياً، بالقول: «هذا الموقف ليس غريباً وليس مفاجئاً، والمقاومة تعرف هذا الموقف، ومن يردّ علينا بتحية نردّ عليه بمثلها بل وخير منها، ونأمل أن تظلّ دمشق كما كانت عاصمة للمقاومة وداعمة للحق الفلسطيني».
الاخبار