مجلة وفاء wafaamagazine
خلال الأعوام القليلة الماضية مالَ العديد من الأشخاص إلى تفضيل الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، مثل الـ”Keto”. ربما قد حقّقتم نجاحاً كبيراً من خلال خفض جرعة الكربوهيدرات، أو ربما لاحظتم أنكم لا تشعرون بحالٍ جيّدة حالياً. فهل يرجع السبب إلى أنكم تحتاجون في الواقع لإضافة المزيد من هذه المغذيات إلى حميتكم؟
من المعلوم أنّ الكربوهيدرات تكون إمّا بسيطة (كالأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض أو السكّر المُضاف) أو معقّدة (كالفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة).
ولعلّ أبرز الفوارق بينهما، إستناداً إلى اختصاصية التغذية نيكول داندريا-روشرت، من أتلانتا في ولاية جورجيا الأميركية، هي أنّ «الكربوهيدرات البسيطة مثل الصودا والسكاكر والسناكات المصنّعة، تُمتصّ بسرعة أكثر وينتج عنها ارتفاع أكبر لنسبة السكّر في الدم، وتُعتبر النوع المسؤول عن تحفيز زيادة الوزن، والالتهاب، والتعب، وتقلّبات المزاج، والأمراض المُزمنة».
وتابعت: «أمّا الكربوهيدرات المعقّدة قتُمتصّ ببطء أكبر وتؤثر عموماً بمعدل أقلّ في مستويات السكّر في الدم. وبما أنها غنيّة بالألياف، فهي تساعد على التحكّم في الوزن، وتخفض الالتهاب، وتُعتبر أفضل للصحّة على المدى الطويل. لذلك، فإنّ الخلط بين أنواع الكربوهيدرات والحدّ منها قد ينعكس سلباً على الصحّة بشكلٍ غير متوقّع».
وعرضت في ما يلي أبرز علامات عدم تناول ما يكفي من الكربوهيدرات:
سوء حركة الأمعاء
إنّ الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضار تزوّد الجسم بالألياف التي تُبقي الجهاز الهضمي سليماً، ما يضمن انتظام حركة الأمعاء. ولقد رُبطت قلّة الألياف بمتلازمة القولون العصبي، لذلك ينصح العديد من خبراء الصحّة بتناول الألياف لخفض أعراض متلازمة القولون العصبي التي تشمل التشنّج المِعوي، والنفخة، والإمساك، والإسهال.
الجوع المُزمن
إذا استمرّ الشعور بالجوع بعد تناول الوجبة الغذائية، فقد يستدعي الأمر إضافة المزيد من الكربوهيدرات إلى الطبق. يمكن لعدم استهلاك جرعة كافية من هذه المغذيات أن يحفّز هورمون الجوع (Ghrelin)، في حين أنّ تحقيق التوازن بين الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون يساعد على تنظيم هورمونات الجوع.
تناول السناكات ليلاً
عند الحدّ من الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات مع الكثير من الألياف خلال اليوم، ترتفع الشهيّة على الأكل ليلاً. أمّا عند الحرص على تناول وجبات وسناكات متوازنة مع التخطيط الجيّد للكربوهيدرات المعقّدة، فسينخفض المَيل إلى اللقمشة مساءً، والتي تكون غير منظّمة ومرتكزة على التشيبس والبوظة والسكّريات.
التأثير سلباً في المزاج
قد يجهل العديد من الأشخاص أنّ ميكروبيوم الأمعاء، الذي يتأثر في النظام الغذائي، يؤدي دوراً في تنظيم الناقلات العصبية المرتبطة بالمزاج مثل السيروتونين والدوبامين. إنّ الكربوهيدرات المعقّدة تُحفّز إنتاج السيروتونين المرتبط بالمشاعر الإيجابية، وبالتالي فإنّ الحدّ منها يخفّض مستوياته. ناهيك عن أنّ الحدّ من الكالوريهات والكربوهيدرات معاً يؤدي إلى إجهاد الجسم، وبالتالي تعكُّر المزاج. ولحسن الحظّ، يمكن إعادة الأمور إلى طبيعتها سريعاً من خلال تغيير الأطعمة المستهلكة. المطلوب تحديداً التركيز على مصادر الألياف، خصوصاً تلك الغنيّة بالبريبيوتك، والتي تعمل بمثابة طعام لبكتيريا الأمعاء الصحّية مثل الموز، والتفاح، والشوفان، والبطاطا الحلوة.
إنخفاض الطاقة الجسدية والعقلية
تُعدّ الكربوهيدرات مصدر الطاقة المفضّل للجسم، وهي وسيلة فعّالة لمنحه الغلوكوز الذي يحتاج إليه للطاقة من أجل إتمام المهام اليومية وممارسة الرياضة. واللافت أنّ العضلات ليست وحدها التي تستفيد من هذه المأكولات، إنما أيضاً الدماغ. إذ عند انخفاض معدل السكّر في الدم كثيراً، والذي يحدث نتيجة تقييد النظام الغذائي، يكون من الصعب التركيز، والأفكار تدور فقط حول ماذا ومتى ستأكلون على الوجبة التالية أو السناك؟ إنّ هذا مؤشر قويّ على أنّ الجسم يفتقر إلى شيء ما.
العجز عن النوم
توصلت دراسة صغيرة نُشرت عام 2016 في «Journal of Clinical Sleep Medicine» إلى أنّ استهلاك كمية أقل من الألياف والمزيد من الدهون المشبّعة والسكّر يرتبط بنومٍ أخفّ وأكثر اضطراباً. وفي حين أنه يجب التحقق من النتيجة في تجارب أكبر، ولكن بالنظر إلى أهمّية النوم للصحّة الجيّدة، فهذه إحدى الفوائد الواعدة لتناول المزيد من الكربوهيدرات الصحّية.