مجلة وفاء wafaamagazine
توصل علماء إلى طريقة لتحليل الدم يمكنها أن تختبر نجاح علاج السرطان في غضون 24 ساعة.
وخلصت دراسة نشرت في موقع “نايتور نانولوجي” إن هذا التحليل يمكن أن يحدد في ظرف قياسي (يوم واحد) ما إذا كان العلاج الموجه للسرطان (الموجه مباشرة إلى جزيئات معينة) له تأثير على نمو الورم أم لا.
00:00/00:00
ويعني هذا التحول السريع أنه يمكن تكييف العلاج بسرعة أو إعادة التفكير فيه.
والتحليل الذي أطلق عليه اسم “مراقبة الحويصلة خارج الخلية للإشغال الكيميائي للجزيء الصغير وتعبير البروتين” (ExoSCOPE) ، يعمل من خلال البحث عن الحويصلات خارج الخلية (EVs) في الدم، وهي جزيئات صغيرة تطلقها الخلايا.
وفي هذه الحالة، تفرز الخلايا السرطانية التي أصيبت بدواء ما المركبات الكهربائية التي تحتوي على آثار من هذا الدواء، وبالتالي يمكن رصد فعالية الدواء ساعة وصوله إلى تلك الجزيئات واتخاذ القرار باستكمال العلاج أو التوقف وتغيير نمط التداوي أو المقاربة الطبية.
ويقول عالم الفيزياء الحيوية شاو هيلين، من جامعة سنغافورة الوطنية: “إن الإجراءات التقليدية مثل تصوير الورم، ليست باهظة الثمن فحسب، بل إنها متأخرة أيضًا”ثم تابع “بالنسبة لهذه الطرق، لا يمكن تحديد فعالية العلاج إلا بعد أسابيع”.
أما باستخدام ExoSCOPE، يضيف هذا المختص “يمكننا قياس نتائج فعالية الدواء بشكل مباشر في غضون 24 ساعة من بدء العلاج.
وسيؤدي ذلك إلى تقليل الوقت والتكلفة بشكل كبير لمراقبة علاج السرطان، وفق تصريح هيلين الذي تحدث لموقع “ساينس آلارت”.
ومن خلال تحليل متطور للإشارات الضوئية المنبعثة من عينة الدم التي يتم جمعها، يمكن لنظام ExoSCOPE تحديد ما إذا كانت الأدوية قد وصلت إلى هدفها في الجسم.
والأفضل من ذلك، أن الإعداد الجديد قادر على مراقبة ديناميكيات الأدوية بمرور الوقت، والتحقق من كيفية عمل العلاجات أو المقاومة التي تواجهها من طرف الورم السرطاني، “إذ يعطي المهنيين الطبيين صورة شاملة في فترة زمنية قصيرة جدًا” بحسب الدراسة.
يقول هيلين في هذا الصدد: “تتطلب هذه الطريقة كمية صغيرة فقط من عينة الدم للتحليل ويستغرق كل اختبار أقل من ساعة واحدة لإكماله”.
ثم يتابع “بهذه الطريقة، يمكن للأطباء مراقبة استجابة المريض للعلاج بشكل أكثر انتظامًا خلال مسار العلاج، وإجراء التعديلات في الوقت المناسب لتحقيق نتائج أفضل”.
نتائج مبهرة
في تجربة شملت 106 مريضًا مصابًا بسرطان الرئة، سجل ExoSCOPE معدل دقة بنسبة 95 في المئة عند تحديد فعالية الدواء، مقارنة بالمعيار الحالي لقياس الورم “وقد فعل ذلك في وقت أقصر بكثير” كما يؤكد على ذلك تقرير الدراسة.
وتُظهر الدراسة الطرق العديدة المختلفة التي يحرز بها العلماء تقدمًا عندما يتعلق الأمر بمعالجة السرطان، ليس فقط في تطوير العلاجات ولكن أيضًا في التأكد من أن تلك العلاجات تعمل، وفي اكتشاف السرطانات في وقت مبكر.
وبعد أن عمل على تطوير ExoSCOPE على مدار العامين الماضيين، يريد الفريق الآن توسيع نطاق وصوله لتغطية المزيد من أنواع الأمراض وتناول المزيد من أنواع العلاج.
عالم الأحياء الكيميائية سيجون بان، من جامعة نيو ساوث ويلز، قال إن التقنيات الحالية لقياس التفاعلات المستهدفة للعقاقير تتطلب معالجة معقدة مما يحد من فائدتها السريرية لمراقبة علاج السرطان، مؤكدا أن هذه الطريقة المبتكرة ستثير استحسان الكثير من الباحثين عبر العالم.
الحرة