الرئيسية / آخر الأخبار / انتظروا المفاجأة

انتظروا المفاجأة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت سابين عويس في” النهار”:

تتفاوت المعطيات المنقولة عن لقاء الموفد الأميركي توم براك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بين من يرى في هذا اللقاء أملاً في التوصل إلى حل، مصدقاً ما أعلنه براك نفسه من عين التينة، ومن ينقل عنه جواً مغايراً يعكس فيه امتعاضاً من عدم اكتمال الرد اللبناني واستمرار السلطة في حال المراوحة وكسب الوقت التي تريح “حزب الله” وتمنحه الفرصة لالتقاط أنفاسه مجدداً.

أسئلة مبررة تُطرح عن الجواب الذي تلقاه براك من بري، وما إذا كان يصب في إطار المماطلة في ظل عجز الأخير عن إقناع الحزب بالشروط الأميركية، أو أن الإيجابية التي عبّر عنها بعد اللقاء كانت صادقة وصحيحة ويمكن البناء عليها في الجواب الذي يُنتظر أن يحمله لاحقاً من إدارته ليُبنى على الشيء مقتضاه.
فيما تؤكد السلطات اللبنانية في بعبدا والسرايا تعهدها بالتزام حصرية السلاح، تأتي المواقف المسربة عن الحزب لتقفل النافذة الصغيرة التي فتحها أمينه العام عندما سلم في خطابه الأخير مسؤولية عمل المقاومة إلى الدولة، ما دفع إلى التساؤل عما إذا كانت تلك النافذة فرصة حقيقية لولوج الحزب إلى الحل تحت سقف الدولة ومؤسساتها، أو مجرد كلام لا يعبّر عن حقيقة الواقع.

في الموازاة، تأتي الأجواء المتفائلة التي عبّر عنها براك غداة لقائه رئيس المجلس لتطرح السؤال عن مدى صحتها في ظل تسريبات إعلامية متفاوتة تلتقي على نقطة أن الورقة اللبنانية أثارت استياء براك لكونها أتت ناقصة، وأن الحزب أبلغ بري أنه ليس في وارد تسليم سلاحه وهو مستعد للمواجهة إذا اقتضى الأمر، وأن بري يستمهل ويماطل طالباً مهلة ١٤ يوماً تتوقف فيها اعتداءات إسرائيل، مقابل بدء لبنان عملية نزع السلاح. فأين الحقيقة وسط كل هذه التناقضات؟
أجواء عين التينة تنفي في شكل جازم ما تم تداوله عن أن بري طلب مهلة، مذكّرة بأنه هو من توصّل إلى اتفاق وقف النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وأوقف آلة التدمير الإسرائيلية، وهو من يعمل جاهداً لتثبيت الأمن والاستقرار في لبنان بدءاً من جنوبه، في شكل دائم وثابت. فكيف يطالب اليوم بوقف النار لمدة أسبوعين؟
وأمام نفي عين التينة هذا الاقتراح، يعود الكلام إلى موقف براك المستاء فعلاً من أن ورقة الرد اللبناني ناقصة، لكن على أساس أنها لا تحمل حلاً، بل عناوين عامة وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري تعيد السلطات اللبنانية ذكرها من دون أن تقدم خريطة طريق بجدولة زمنية واضحة وآليات تنفيذية يمكن الركون إليها لتبين مدى صدقية الالتزام اللبناني وجديته.
ويكشف ذلك أنها تولي اهتمامات تختلف عن روحية اتفاق ٢٧ تشرين الثاني الذي قضى بوقف النار وسحب السلاح، علماً أن الحزب التزم حتى الآن الشق المتعلق بوقف الاعتداءات.
في ضوء ما تقدم، تدعو أوساط عين التينة إلى التريث في إصدار الأحكام وقراءة المعطيات جيداً لأن المفاجآت آتية وستكون حكماً لمصلحة لبنان!