مجلة وفاء wafaamagazine
أعلن “صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني” بالتعاون مع الأمم المتحدة في لبنان إطلاق ستة مشاريع على مستوى القاعدة الشعبية لتعزيز مشاركة المرأة في عملية الاستجابة والتعافي من انفجار مرفأ بيروت – إلى جانب الإطلاق الرسمي لـ”صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني” في لبنان.
وأوضحت الأمم المتحدة في لبنان في بيان، أن “صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني” هو أداة تمويل مرنة وسريعة تدعم التدخلات عالية الجودة لتعزيز قدرة النساء المحليات في جميع أنحاء العالم لمنع الصراع والاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ واغتنام فرص بناء السلام الأساسية. وبدعم من حكومة ألمانيا، سيوفر “صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني” في لبنان التمويل لست منظمات محلية تدعم حقوق المرأة”.
أضاف البيان: “أدى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 إلى خلق احتياجات إنسانية فورية كبيرة، بالإضافة إلى عواقب وخيمة على المدى الطويل. أظهر التحليل السريع لانفجار مرفأ بيروت من منظور المساواة بين الجنسين، وجود عدد كبير من الأسر التي تعيلها نساء والتي تعيش في المناطق المتضررة من الانفجار، ووجود عدد كبير من النساء المسنات. ووجد التقييم أن الأسر التي تعيلها نساء، وكبار السن، واللاجئون واللاجئات، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ونساء مجتمع الميم عين والعاملات المهاجرات معرضون/ات بشكل خاص للفقر وانعدام الأمن الغذائي لأن لديهم/ن موارد أقل لإعادة شراء أو استبدال الممتلكات التالفة أو المدمرة (بما في ذلك الوثائق)، وإعادة بناء المنازل المتضررة (غالبا ما تكون مستأجرة)، وشراء المواد الغذائية والأساسية. وأوصى التقييم، من بين أمور أخرى، بزيادة المشاركة الهادفة للنساء والفئات المهمشة في صنع القرار لتصميم وتنفيذ وإدارة وتقييم جهود الاستجابة والتعافي الوطنية والدولية.
بهدف تعزيز قدرات المنظمات النسائية الصغيرة على مستوى القاعدة الشعبية في لبنان، تركز اختيار منظمات حقوق المرأة الست على المنظمات الوطنية والمحلية التي تقودها نساء أو التي تعنى بحقوق المرأة أو النسوية أو منظمات المجتمع المدني ذات السجل الحافل بالعمل مع النساء والفتيات بتنوعهن، ولا سيما استهداف المنظمات على مستوى القاعدة الشعبية الصغيرة ومنظمات المجتمع المحلي”.
وقالت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي: “نهنئ المنظمات الست التي تقودها نساء والتي ستنفذ مهمة صعبة ولكن ضرورية وجبارة للغاية لإحداث تغيير تحويلي في لبنان”.
أضافت: “إن نساء لبنان كن في الطليعة خلال القيام بالجهود الإنسانية وجهود الإغاثة في أعقاب التفجيرات المأساوية في مرفأ بيروت، كما وخلال مبادرات صنع السلام الأخرى. ويجب الاعتراف بدورهن الريادي وتعزيزه إذا أردنا تحقيق انتعاش عادل ومنصف بحيث لا يتم إهمال أحد. إن صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني في لبنان هو دليل واضح على التزامنا المستمر، جنبا إلى جنب مع شركائنا القدامى، لتكثيف الدعم للقيادة النسائية على جميع المستويات، لا سيما في الأماكن التي تتطلب اتخاذ القرارات”.
ولفتت الأمم المتحدة في لبنان الى أن “من خلال عمل المنظمات المختارة، سيدعم الصندوق مشاركة المرأة في عملية التعافي من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك تحسين إدارة الكوارث العامة، وإنشاء لجان ومنصات نسائية للحوار والنقاشات، وكذلك المناصرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفن والأكاديميا. من المتوقع أن تبدأ نشاطات المشروع في حزيران 2021 وتنتهي بحلول آب 2022”.
وقال سفير ألمانيا في لبنان أندرياس كيندل “لعبت النساء اللبنانيات أدوارا لافتة في الاستجابة لأزمات البلاد العديدة. لقد كن المحور في التحركات الاحتجاجية في لبنان، ولعبن دورا أساسيا في جهود الإغاثة التي أعقبت انفجار بيروت، وقد قدن العديد من مجموعات المجتمع المدني. ومع ذلك، لم يزلن يجدن أنفسهن مهمشات في العديد من عمليات صنع القرار”.
وتابع: “من خلال توحيد قدراتها مع “صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني” في لبنان والمنظمات الرائعة التي تم اختيارها، تأمل ألمانيا دعم الناشطات وتزويدهن بالأدوات اللازمة للنجاح”.
وذكر البيان المنظمات المحلية التي تم اختيارها، وهي:
“نواة للمبادرات القانونية” هي منظمة لبنانية غير حكومية تعمل مع الفئات المهمشة لزيادة الوعي حول الحقوق القانونية والدعوة للإصلاح القانوني. مشروعها المقترح، “المرأة بتفرق بلبنان”، سيطلق دراسة حول مدى نجاح برامج التعافي التي تلقت التمويل في أعقاب انفجار بيروت في تعزيز مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار. ستقوم نتائج الدراسة والتوصيات القادمة في المحصلة بالتأثير على التمويل المستقبلي الخاص بالتعافي والتأكد من أنه يشمل النساء والفتيات، من خلال زيادة الوعي حول الحاجة إلى نهج شامل قائم على النوع الاجتماعي في جهود التعافي، وتحديد الفجوات في الممارسات الحالية والدعوة لتدابير تؤدي إلى تغيير السياسات الضرورية على مستوى الجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني.
“ملاذ للفنانين” هي منظمة غير حكومية للفنون النسوية والكويرية تعمل على مستوى التقاطع بين الفن والناشطية، وتقوم بحملات ومبادرات مناصرة لحقوق المرأة ومجتمع الميم عين من خلال الفنون والثقافة والمساحات الإبداعية مثل المهرجانات والمعارض والفعاليات. سيوفر مشروعها المقترح “رفع صوت الأغلبية المهمشة” منصات تشاركية وسياسية وثقافية لإشراك وإعلاء أصوات النساء والمجتمعات المهمشة وتعزيز مشاركتهم/ن السياسية من خلال خلق مساحات للحوار بين المجتمعات والتواصل والتعاون على المدى الطويل بين النساء/الناشطات في ثلاث مدن رئيسية في لبنان.
“في-مايل” هي مجموعة نسوية على مستوى القاعدة الشعبية تعمل على تعزيز وجود الشابات والفتيات في المناصب القيادية وتحقيق المساواة بين الجنسين من خلال رفع أصوات النساء والفتيات وحضورهن في الفضاء الإعلامي. يهدف مشروعها “إنفجار بيروت: القصص غير المروية للنساء والفتيات ودورهن في التعافي”، إلى استخدام مساحات وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية لرفع أصوات النساء والفتيات في لبنان، وتوثيق مساهماتهن في جهود بناء السلام والتعافي من أجل التحفيز والدعوة لإدماج المرأة في عمليات صنع القرار وخطط الانتعاش الوطنية. سيتم إنتاج مواد توثيقية عالية الجودة ومحتوى يتعلق بقصص النساء، إلى جانب ورشة عمل حول مراجعة وسائل الإعلام وبناء القدرات.
“جمعية أوبيرج بيتي” هي منظمة غير حكومية مقرها بيروت تركز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة من خلال بناء القدرات وتمكين المجتمعات المحلية، وخصوصا الأطفال والفئة الشابة والنساء. يهدف مشروعها “مشاركة المرأة في المساءلة وإدارة الكوارث”، إلى تعزيز مشاركة المرأة في عمليات الحوكمة وبناء السلام بين المجتمعات المحلية ومقدمي الخدمات العامة في منطقتين متضررتين من انفجار بيروت. حدد المشروع ثلاث مجموعات من النساء بغية العمل معها وهؤلاء النساء هن الأكثر تضررا أو الأقرب جغرافيا إلى مكان حدوث انفجار بيروت، بما في ذلك النساء المسنات اللواتي يعشن بمفردهن، والنساء اللواتي يدرن أعمالهن الخاصة و/أو النساء اللواتي يعلن أسرهن، والناشطات في الخطوط الأمامية اللواتي اتخذن مبادرات لإنقاذ حياة الناس وتقديم العون و/أو جمع التبرعات. وسيمكن هذا المشروع النساء من المنظمات غير الحكومية المحلية لمواجهة تحديات المجتمع وتحسين إدارة الكوارث.
“مدنيات” هي منظمة غير حكومية لبنانية تعمل على خلق مجتمع أكثر عدلا وشمولا وديمقراطية في لبنان، حيث تكون السياسة متاحة أكثر للنساء والفئة الشابة. بالشراكة مع “الجمعية الوطنية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية (أوندز)”، يهدف مشروعها “إعادة إحياء|نساء (الحراك النسائي المنظم، التمكين والتشبيك)” إلى معالجة التهميش الحالي للمرأة في ما يعني المشاركة في العمل الإنساني وكذلك في صنع القرار المحلي والتخطيط للمبادرات. من خلال إنشاء اللجان النسائية، سيعمل المشروع على التمكين وعلى إتاحة المجال لزيادة تمثيل المرأة ومشاركتها في التخطيط المحلي الرسمي وغير الرسمي، وصنع القرار، وجهود بناء السلام التي تقوم بها البلديات وأصحاب المصالح الأخرى.
“دار الأمل” هي منظمة غير حكومية لبنانية تعمل على حماية حقوق النساء والأطفال، لا سيما الفئات الضعيفة والمعرضة لخطر العنف والاستغلال. يهدف مشروعها “إنشاء حوار بين المجتمعات الضعيفة ومقدمي الخدمات لتعزيز التدخلات المراعية للنوع الاجتماعي في المناطق المتأثرة بانفجار بيروت” إلى إنشاء وتمكين مجموعة بقيادة نسائية للتأثير على تحسين الوصول إلى الخدمات وخلق مساحات آمنة للنساء المستضعفات في برج حمود وسن الفيل. ستشارك مجموعة من 50 امرأة في جلسات توعية بهدف اختيار مجموعة أساسية مؤلفة من 10 نساء. وسيتم تزويد المجموعة الأساسية بالمهارات اللازمة لمسح وتقييم احتياجات مجتمعات هذه النساء وإنشاء آلية حوار مع مقدمي الخدمات في المنطقة”.