مجلة وفاء wafaamagazine
للمرةٍ الأولى منذ 16 عاماً، تتّجه أندية كرة القدم في لبنان إلى جلسة الجمعية العمومية التي تُعقد في 29 حزيران/يونيو الجاري، لانتخاب اتحاد جديد، بوجود مرشّحَين متنافسَين على الرئاسة. لا تزكية هذه المرة… حتى الآن على الأقل. المرشحان للرئاسة هما: الرئيس الحالي هاشم حيدر، الساعي للتجديد لولايةٍ سادسة، ونجم اللعبة الشعبية موسى حجيج. جميع أعضاء الاتحاد قدّموا ترشيحاتهم أيضاً لعضوية اللجنة التنفيذية، مقابل ترشّح 6 أشخاص من خارج الاتحاد. الانتخابات ليست رياضة خالصة هنا، فحال اتحاد الكرة كما حال البلاد، محكومة باعتبارات سياسية ذات خلفية طائفية ونظام المصالح والمحسوبية، وهو ما أضعف الاتحاد
ليس حُبّاً بالعودة إلى الماضي، بكل مآسيه التي أوصلت هذا البلد إلى ما هو عليه، لكن السّرد لا بُدَّ منه. ثمّة أفعالٌ متراكمة، ومُتكررة، على جميع الصُعد، تخلقُ الأزمات. وفي كرة القدم اللبنانية ما يُسمّى «الماضي الجميل» و«العصر الذهبي»، ليس لفترة نجاحٍ عاشتها اللعبة، بل مقارنة بحالها اليوم، وهي بدون شك تعيش أزمةً قد يكون خلاصها قريباً… ربما.
قبل 20 عاماً كانت الانتخابات الأخيرة للاتحاد اللبناني لكرة القدم، قبل أن ندخل عالم «التزكية». أطيح اتحاد 2 أيّار 1985 برئاسة نبيل الراعي، ومعه الأمين العام رهيف علامة. اجتمعت القوى السياسية على رأسها حركة أمل والرئيس رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط وباقي الأفرقاء السياسيين بهدف التغيير، بعد تجريد التضامن صور من لقب الدوري. تدخّل السياسيون بشكلٍ واضح، واشتكى الاتحاد المحلّي لنظيره الدولي ليتدخَّل. انتُخب مرشّح حركة أمل هاشم حيدر رئيساً حينها، وبدأت ولايته التي جُدّدت خمس مرات متتالية. ومعه أيضاً أخذ كل حزب أو جهة حصته في اللجنة التنفيذية. منذ تلك الانتخابات إلى اليوم، تتحّكم الأحزاب في اللعبة من الكواليس؛ تُعيّن هذا وتعفي ذاك من مهامه. هي المرجعية التي تُجبر الأندية على رفع الـ«Yes» لانتخاب ممثّليها، بغض النظر عن رأي الإدارات. قدرة الاحزاب جبّارةٌ، إلى درجة أن أحداً لا يتجرّأ على المنافسة من خارج عباءتها، ومن يُفكّر في الترشّح، أو يُقدم على الخطوة، غالباً ما ينسحب قبل الانتخابات، فتبقى الأمور والوجوه على حالها. لا مهرب من تدخّل الأحزاب في الرياضة، ولا اعتراض من أهل اللعبة، فوق الطاولة على الأقل، لكنّها تسأل التغيير في الوجوه والعمل. دمٌّ جديد، وممثّلون شباب. أي شخص يعمل لخدمة اللعبة فعلاً.
أربعٌ سنواتٍ تُمثّل الاتحاد
سردٌ إخفاقات اللعبة ومشكلاتها منذ 20 عاماً إلى اليوم لا تكفيه الصفحات. السنوات الأربع الأخيرة تختصر الكثير. أساساً هي تكرارٌ لسنواتٍ مضت. الأحداث تتشابه ولو أن التاريخ لا يُعيد نفسه. العناوين العريضة هي ذاتها. ما يُكتب اليوم نُشر بالأمس، لكن ثمّة من لا يريد أن يقرأ، أو يقرأ و«لا يستحي» بحسب المتابعين. هي الوجوه عينها في الاتحاد. بعض رؤساء الأندية و إدارييها يقولون إنه لا مشكلة مع الأشخاص بل في عملهم؛ على أساس أن هذا «العمل» نتاج القدر، وكأن الفشل مكتوبٌ علينا ولا مسؤولين عنه.
أربع سنواتٍ تختصر مسيرة الاتحاد على مدى 20 عاماً. في 2019 و2021 فُتح ملف التلاعب بالنتائج مرّتين. للأمانة، لم يغضّ الاتحاد النظر عمّا حدث، لكنه ارتكب فعلاً أسوأ. فضَح التلاعب بنتائج دوري الدرجة الثالثة وشطَب النتائج وغرَّم وأوقَف، وسرعان ما تراجع عن جميع قراراته. اعترف بالضغط السياسي عليه، ثم كرّر فعلته حين فضَح التلاعب بنتائج الدرجة الأولى في الموسم الماضي، قبل أن يُحيل الملف إلى المرجعيات الأمنية المختصة، وهو يعلم، من تجربةٍ سابقة، أن هذه الملفّات تُرمى في الأدراج فور خروجها من مقرّه. أسقط الحِمل عن كاهله وأكمل طريقه، كأن شيئاً لم يكن.
طالب أعضاء اتحاد حاليون باستقالة الاتحاد بسبب فشله في الإدارة ثم عادوا وترشحوا للانتخابات المقبلة
التخبّط في الاتحاد يظهَر في كلام الأمين العام جهاد الشحف، الذي اعتبر عام 2018 وجود «شي غلط»، حين نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم أسماء الاتحادات التي صوّتت للملف المشترك لأميركا والمكسيك وكندا لاستضافة كأس العالم 2026، وكان اسم لبنان موجوداً، بدلاً من تصويته لملف المغرب.
«ما بعرف» لمن ذهب صوت لبنان، قال نائب الرئيس ريمون سمعان حينها، في حين أشار الرئيس هاشم حيدر إلى أن قرار الاتحاد هو التصويت للمغرب، بعدما أقدم عضو اللجنة التنفيذية سيمون الدويهي على التصويت للملف المشترك. هؤلاء لا يتّفقون على قرارٍ واحد، ويريدون قيادة اللعبة، وحين يتقدّم أحدهم لتحمّل المسؤولية، ولو مجاملةً، أو استعراضاً، يعترضون. سمعان لم يكن أوّل من يُقدّم استقالته من الاتحاد ويبقى في منصبه. فعلها سيمون الدويهي عام 2017، واعتكف عن حضور الجلسات لأشهر. لم يقم بعمله، وبقيَ في منصبه، بل رشّح نفسه مجدداً. ربما لا بأس بغيابٍ عضوٍ عن اللجنة التنفيذية، لكن هذه اللجنة علّقت اجتماعاتها لأسابيع بسبب خلافاتٍ شخصيةٍ داخلية، وتركت اللعبة لمصيرها. يومها، دعا رئيس لجنة الملاعب موسى مكّي إلى استقالةٍ جماعية، لأن الاتحاد «يحتاج إلى أشخاص يديرون اللعبة بطريقة صحيحة». وشهد شاهدٌ من أهلها، لكن أي كلام، لعضو اللجنة الذي قدّم ترشيحه مجدداً.
هذا السرد للمواقف الاتحادية، ليس كافياً للإشارة إلى واقع اللعبة، ومستوى الدوري «الأسوأ منذ 10 أو 15 سنة»، كما قال مدرب المنتخب جمال طه. ليست صدفةً أن يعود أحد نجوم اللعبة إلى هذا التاريخ. 15 سنة، أي وقت قليل من الولاية الأولى للرئيس الحالي، وبعض الوجوه الحالية. مستوى الدوري بات من بين الأسوأ في المنطقة، وهذه مسؤولية الأندية من جهة، والاتحاد من جهةٍ أخرى، الذي لم يسعَ إلى تغييرٍ في الأنظمة الفنية، ولم يفرض على الأندية شروطاً لرفع مستواها، وحين غيّر النظام الفنّي في الموسم الماضي حتى تُلعب البطولة «بالتي هي أحسن» بعد جائحة كورونا، أسهم في تراجع مستواها الفنّي. الوضع المالي لعب دوره بعدم تعاقد الأندية مع لاعبين أجانب، لكن ذلك فضح مستوى اللاعب اللبناني، خاصةً على صعيد اللياقة، التي تحتاج إلى عدد كبيرٍ من المباريات حتّى تكون في جاهزيةٍ دولية، في حين أن البطولة انتهت بعد 16 جولة، وهذا ما أثّر أيضاً على مستوى منتخب لبنان الأوّل.
المنتخب ضحيّة الاتحاد
إذا كانت بطولة الدوري واجهة الاتحاد محلياً، فالمنتخبات هي الواجهة الدولية. لا حاجة الى التفصيل في واقع المنتخبات. تكفي الإشارة إلى أن جميع منتخبات الفئات العمرية الذكورية ما دون 23 سنة، فشلت في التأهّل ولو لمرةٍ واحدةٍ إلى أي بطولةٍ آسيوية. الحديث ليس عن مشاركاتٍ متواضعة، بل غيابٍ عن الحضور أساساً. أهم «الإنجازات» التي ينسبها الاتحاد إلى نفسه، هي تأهّل منتخب لبنان الأوّل إلى كأس آسيا 2019. جاء ذلك بعد المشاركة الأولى في البطولة القارية عام 2000، حين استضافها لبنان، وغاب عنها في أربع نسخٍ متتالية، قبل أن يشارك بعد رفع عدد المنتخبات من 16 إلى 24 منتخباً. حتّى تلك المشاركة، جاءت عقب الإخفاق في التأهّل من التصفيات المزدوجة والاتجاه للعب تصفياتٍ خاصةٍ بالبطولة، مع منتخبات الصفوف الثالثة والرابعة والخامسة في القارة.
الأحزاب السياسية تتدخل في الرياضة ولا اعتراض من أهل اللعبة، فوق الطاولة على الأقل
…واللعبة ضحيّة الأحزاب
يعتقد الجمهور أن الأحزاب لا تعنيها كرة القدم، ولا الرياضة عموماً. يستنبط فرضيّته من أن اللعبة التي تتحكّم الأحزاب في مفاصلها، مُهملة، وأن أحداً لا يستمع إليهم، لا على المدرجات ولا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الإهمال واقع، لكن الأحزاب تعلم، وتُخطّط، وتُنفّذ، وإلّا لما شاركت من الأساس. وما اللعبة الصغيرة إلا نموذج عن لعبةٍ أكبر أوصلت البلد إلى واقعه. هذه الأحزاب، التي كانت تعلم أن لبنان في طريقه إلى الجحيم الذي يعيشه، خطّطت، وهندست، ونفّذت. وكرة القدم، هي نتاج السلطة السياسية. بَنَت على باطل توزيع مقاعد اللجنة التنفيذية ومقعد الرئيس في الاتحاد على الأحزاب (وربما لا بأس بذلك، لو كانت هذه الأحزاب فاعلة) لكنّها فاشلة في الإدارة، والدليل ما وصلنا اليه على جميع المستويات. داخل دائرتها أسماءٌ لا تكاد تتغيّر، كأن حركة أمل وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي وحزب الله والطاشناق والمردة وغيرها… لا تمتلك المؤهلين الرياضيين والإداريين والتسويقيين والإعلاميين لقيادة الاتحادات الرياضية. هي تُعيّن رؤساء الأندية وبعض الإداريين أيضاً. لديها مصالحها الخاصة في التوزيع الطائفي. تُرضي رجالها بمناصب قد تكون شرفيّة، وربما هامشيّة. ثمّة من يُحب الظهور أمام الإعلام والجمهور، ولو كان الأخير لا يشجّعهم. الأحزاب اللبنانية على درايةٍ بمدى فشل ممثّليها، لكن هذه هويّتها.
الاتحاد يفشل في تنفيذ جدول عمله
عقب تجديد الثقة بالاتحاد للولاية الأخيرة «الحالية»، وضعت اللجنة التنفيذية جدول عمل من خمسة عناوين للمرحلة المقبلة؛ أوّلها تطبيق الأنظمة بحزمٍ على الجميع. «عنوانٌ رنّان»، وعلى الرغم من سطحيته، فشل الاتحاد في تحقيقه، بعدما أفلت المتلاعبون بالنتائج في الدرجتين الثالثة والأولى من العقاب. ثاني العناوين كان العمل على إيجاد مصادر للتمويل لدعم المنتخبات الوطنية بكل فئاتها، وهنا، تكفي الإشارة إلى وجود راعٍ واحدٍ للمنتخبات اللبنانية، هو شركة «كابيلي سبور» للألبسة والمعدّات الرياضية، وهذه الأخيرة، لا تكاد تُغيّر أطقم اللاعبين في المشاركات الخارجية، بل ألبست لاعبي المنتخب الأولمبي أطقم زملائهم في المنتخب الأوّل، خلال مبارياتٍ وديّة. الاتحاد وضع أيضاً عنوان تطبيق نظام تراخيص الأندية. وهذه الأندية اللبنانية، من دون استثناء، لا تزال غير قادرة على الحصول على تراخيص للمشاركة في دوري أبطال آسيا، على الرغم من أن للبنان نصف مقعد. رابع العناوين كان تعزيز وضع الحكم اللبناني بدورات صقل. جاء ذلك بعد انتقادات كبيرة لأداء الحكّام اللبنانيين، وصولاً إلى كلام عضو الاتحاد سيمون الدويهي عام 2017، حين قال «بتنا (الاتحاد) عاجزين عن مواجهة الرأي العام وإقناعه بأن الأخطاء (التحكيمية) إنسانية». وحتّى اليوم، لا يزال الحكم اللبناني يواجه انتقاداتٍ من الأندية والجماهير، على الرغم من وجود إمكانياتٍ فردية.
إذا كان الاتحاد غير قادرٍ على تنفيذ هذه العناوين خلال أربع سنوات، ما هو المنتظر منه بعد؟
الوجوه القديمة ذاتها!
يترشّح رئيس الاتحاد الحالي هاشم حيدر للرئاسة لولايةٍ سادسة، وهو المدير العام لمجلس الجنوب. وفي المقابل ترشّح موسى حجيج للرئاسة، وهو لاعب وقائد منتخب لبنان والنجمة سابقاً، ومدرب لعددٍ من الأندية الكرويّة.
جميع أعضاء الاتحاد ترشّحوا لولايةٍ جديدة، على لائحة الرئيس هاشم حيدر. وحده أحمد قمر الدين انسحب، عقب تسمية رئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري، ناصر عدرا وأسعد سبليني لمنصب العضويّة.
من هم الأعضاء؟
محمود الربعة: عضو منذ عام 1985. رئيس لجنة الحكّام في اللجنة التنفيذية حالياً. قدّم استقالته عام 2016 وانتخب مُجدداً. صاحب شركة صيرفة. ممثّل تيار المستقبل.
ريمون سمعان: نائب الرئيس، ورئيس لجنة المنتخبات سابقاً. انتخب عام 2009. حالياً هو رئيس بلديّة فرن الشباك. قدّم استقالته عام 2018 ورُفضت. (يحظى إما بموافقة أو عدم ممانعة غالبية الأحزاب المسيحية).
مازن قبيسي: عضو منذ عام 2009. رئيس وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية في وزارة التربية، ورئيس الدائرة الرياضة في حركة أمل.
موسى مكي: عضو منذ عام 2001، وشغل منصب أمين الصندوق في الولاية الأولى. رئيس لجنة الملاعب حالياً. دعا إلى استقالة جماعية عام 2019. ممثّل عن حزب الله.
سمعان الدويهي: عضو ورئيس لجنة كرة الصالات في خمس ولايات. قاطع جلسات الاتحاد عام 2019 ودعا إلى استقالةٍ جماعية. صاحب حلويات الدويهي. ممثّل السلام زغرتا (تيار المردة).
جورج سولاج: انتخب عام 2001، وأعيد انتخابه عام 2017. رئيس تحرير جريدة الجمهورية ونائب لنقيب الصحافة. ممثّل عن الياس المُر.
عصام الصايغ: عضو منذ عام 2013. مفوّض الإعداد والتوجيه في الحزب الاشتراكي. رجل أعمال. ممثّل عن الحزب الاشتراكي.
وائل شهّيب: عضو منذ عام 2012. ملأ المقعد الشاغر بعد استقالة الأمين العام رهيف علامة. ترأّس لجنة المسابقات ولجنة التسويق. نجل النائب أكرم شهيب وممثّل عن الحزب الاشتراكي.
واهرام برسوميان: عضو منذ عام 2017. رئيس لجنة الكرة الشاطئية. ممثّل عن حزب الطاشناق.
مرشّحون من خارج الاتحاد:
ناصر عدره: مدير المستشفى الحكومي في طرابلس ومنسّق تيار المستقبل في المدينة. ممثّل عن تيار المستقبل.
أسعد سبليني: مدير قسم الأشعة في مستشفى المقاصد ورئيس قطاع الرياضة عن منطقة بيروت في تيار المستقبل، وأمين سر نادي النجمة. ممثّل عن تيار المستقبل.
عبد الله النابلسي: موظّف في عدد من الشركات التي تملك حقوق نقل البطولات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
رائد الصديق: رئيس أكاديمية «أدفانسد سوكر أكاديمي».
إميل رستم: مدرب ولاعب سابق، ومستشار لرئيس نادي الحكمة.
نظرت كريكور سوكونيان: مرشّح من قبل رئيس نادي الأنصار نبيل بدر.
الأندية وعائدات النقل التلفزيوني
قبل أربعة مواسم، اتفق الاتحاد اللبناني لكرة القدم مع تلفزيون المر «MTV» على حصول الأخير على حقوق نقل البطولات المحليّة. الاتفاق كان على 600 ألف دولار موسمياً. جزء من هذه الأموال دُفع إلى الاتحاد، ومنها وُزّعت على الأندية (تحصل الأندية على مبالغ مالية من حقوق نقل مبارياتها تلفزيونياً، بحسب مراكزها في ترتيب الدوري)، وجزء آخر لم يُدفع حتّى عام 2020، بعد الأزمة الاقتصادية. حاولت القناة الناقلة أن تدفع المترتّب عليها بسعر الصرف الرسمي (1507 ليرة)، لكن الاتحاد رفض، ووافق لاحقاً على دفع الأموال بسعر صرف الدولار في المصارف (3900 ليرة). وفي موسم 2019-2020، بثّت القناة الناقلة بعض المباريات في الأسابيع الثلاثة الأولى التي لُعبت من بطولة الدوري، إلى جانب مباراة كأس السوبر ومبارياتٍ في كأس النخبة، قبل أن يُلغى الموسم بفعل الأزمتين الصحيّة والاقتصادية. حينها، اتفق الاتحاد والقناة الناقلة على تمرير الموسم من دون أن تدفع القناة المبلغ الواجب عليها. المشرف على الملف الرياضي في «MTV» الزميل رشيد نصار قال لـ«الأخبار» إن «القناة لم تكن قادرة على دفع ما عليها للموسم، بسبب عدم وجود مُعلنين، خاصةً بعد انسحاب المعلن الرئيسي شركة «ألفا» للاتصالات، وأن «الاتفاق كان نقل عدد مُحدّد من المباريات، بسبب تقليص عدد الجولات في البطولة، فيما يعمل الاتحاد على نقل باقي المباريات «أونلاين».
القناة الناقلة سألت الاتحاد عمّا إذا كان قادراً على تحديد مواعيد بداية الموسم ونهايته في ظل الوضع الحالي، لكنّه أشار إلى عدم إمكانه تحديد ذلك. وأكّد نصّار أن «القناة خسرت مالياً منذ إبرامها العقد مع الاتحاد، ووصل حجم الخسائر إلى700 ألف دولار في الموسم الأوّل». هذا الأمر يعود إلى قلة وجود معلنين في اللعبة، وهي مُنتج لم يُسوّق بطريقةٍ صحيحة من قِبل الاتحاد ـ ويمكن القول إنه لم يُسوّق من الأساس ـ علماً بأن لديه لجنة خاصة بالتسويق، كما أنّها مُنتج غير جذّاب، بسبب مستوى الدوري والملاعب التي تستضيف المباريات، ومواعيدها، والشكل العام. لكن المفارقة تكمن في حصول «MTV» على حقوق نقل بطولة كرة السلة هذه السنة. إذاً، من أين للقناة الناقلة الأموال لتدفع مقابل الحصول على الحقوق؟ يُجيب نصار: «القناة أمّنت راع (سبونسر) قبل شراء الحقوق. وفي الواقع، فإن من السهل إيجاد رعاة في كرة السلة، مقارنة بكرة القدم». وهنا نعود الى بيت القصيد، وهو أن الاتحاد لم ينجح، أو ربما عاجز عن تسويق اللعبة الشعبية الأولى، والأكثر جماهيرية.
الاخبار