السبت 09 اذار 2019
وفاء بيضون – صدق من قال : ” من علّمني حرفًا كنت له عبدًا ” وصدق الشعراء والأدباء بكل منطوقٍ قالوه بحقه.. المعلم فعلًا هو رسول الحرف والكلمة الذي يبدأ بحفر رسومها ومعانيها في عمق ذاكرة الطفل الناشئ فتصبح لاحقًا مستوعبَ معرفةٍ تشع من جنباتها العقول، وتلمع بواسطتها الأذهان..
المعلم هو حجر الزاوية والنقطة الإرتكازية التي تُشيّد على أسسها عمارة الحضارة الصناعية والإنسانية ..
إن بنيان المعارف الذي يسمو شاهقًا على الصعيد الثقافي والفكري والعلمي والإجتماعي ، وإن مسار التطور الآخذ بالارتقاء الدائم للمستقبل نحو الأفضل والأنمى ، ما كان لولا بصمةُ المربّي و المعلم صاحبَي الفضل الأول في سياق كل ما ذكر ..
والجدير قوله هنا : إن عيد المعلم بجوهره هو تذكيرٌ بما تشهده الحضارة في أوجهها كافة، من تقدم وتطور. واعتراف بدوره الأولي الفاعل باعتباره واضع الركائز الأولى لها، من خلال زرعه الحرف الأول أيضًا في عقول المساهمين في إنتاج تلك الحضارة ومدّها بصروح الألق على مساحة الكوكب..
المعلم هو بقعة الضوء التي تبدد العتمة وتحول الظلام إلى نور ، هنيئًا لك ولنا في عيدك ومهما قلنا في الحقيقة لا نفيك حقك، أنت شرف عظيم وعَلَم ومنارة حتى آخر نفس الدهر ..